عندما تسير مع عدوك كما يريد ، فهو حقق ما يريد .
لذلك لا بد من دراسة أثر الحركة والبحث عن تلك الحركات التي تسبب له أذى أكبر ، حتى تقصر عمره وتجعله يسعى لحتفه ، في بداية هذه الحرب القذرة التي يقودها الإستعمار الغربي برأس حربته هذا الكيان ، وبدعم مطلق في العتاد والعدة والأسلحة والخبرات والكوادر من ربيبته الولايات المتحدة ، وبدعم منقطع النظير من دول الإستعمار أو دول التحالف الغربي سمي ما شئت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا وغيرهم بنسب مختلفة .
نقف مع ذلك المصطلح الذي تم اطلاقه سابقا بأن الجميع فوق الشجرة ، نعم الجميع فوق الشجرة ، وقد يتفاوت المقدار بما يحمل من ألم ومعاناة وقتل وتشريد وتجويع وهدم لكل مقومات حياة الإنسان والحجر والشجر على هذه الأرض .
لن نقف مع معاناة الشعب الفلسطيني نتيجة هذا الإستعمار سابقا ، ونتيجة إستمرار الإحتلال بعدها ، ونتيجة لما يدفعه الأن من فاتورة بالغة في الدماء والبناء الأساس والقدرة على الحياة والإستمرار على هذه الأرض المباركة ، فهذه المعاناة نشاهدها يوميا بأشلاء وأجساد ودماء ، وتكتب بثمن بالغ ، وهل ترك العدو خيارا لهذا الإنسان أم أنه لم يترك له خيار.
عندما سأل مسؤول بارز أحد الوزراء اليمنيين في هذه الحكومة بن غفير والذي يريد ضرب لبنان والدخول معها في حرب إبادة ، قال له وماذا بعد ضرب لبنان لا بد من التفكير في اليوم التالي ، فقال لا نريد أن نترك أحدا هناك حتى نتفاوض معه أو يكون هناك يوم أخر .
أظن ان هذا الوزير الذي لم يدخل حربا يوما ، ولم يخدم في جيش فهو وسموتريتش ومجموعة اخرى من اليمين الذي يكفر الدولة العلمانية ، ويتعامل معها على أساس أنها دولة علمانية كافرة ، وهي أي الدولة اي الكيان تتبنى هذه الفئة وتعطيها الأرض والمال والسلاح لقتل الشعب الفلسطيني على أرضه .
وهي في الأغلب من يسكن المغتصبات ، وهذا يشبه إلى حد كبير ما يقوم به الكيان مع الولايات المتحدة فهو يأخذ المال والسلاح وينفذ ما يريد على الأرض ، ويضرب بعرض الحائط ما تطلبه أمريكا في العلن ، ربما لأنه يدرك تماما أن الطلب في العلن غير الطلب في السر.
وهذا وأمثاله من اليمين المتطرف ، ولا أعفي أحدا من التطرف في هذا الكيان ، ولكن يبدو أن التطرف درجات ، فهناك من يقف عند حد القتل وتفريغ الأرض من أهلها ، وهناك من يريد ابادة كل العرب ، بغض النظر عن دينهم ومكانهم ، وهؤلاء هم من ينكل بجماعة السلطة ويقطع عنهم المساعدات مرة ويحجب الخدمات في أخرى ، ويجعل حياة الشعب الفلسطيني في مناطق السلطة جحيما مطلقا ، ويهدف إلى تفريغ الأرض عبر الضغط والسجن والتعذيب والتضييق والمحاسيم والتنكيد والتنكيل ، وهي تلك الفئة التي أعلنت أنها تريد أن تنشأ بكل دولة اعترفت بفلسطين مغتصبة بأسم تلك الدولة في أرض فلسطين المغتصبة .
وهي تلك الفئة التي ترفض أن تخدم في جيش الكيان أيضا ، وبدأت تمارس الضغوط والإضرابات والإزعاج لحكومة الكيان ، وطبعا من نكد المقاومة على هذا الكيان ، أن خلقت عنده الحاجة الى اعداد اضافية للخدمة في هذا الجيش المرتزق ، والذي تم تجميعه من كل أصقاع الأرض لقتل أهل الأرض .
ورفعت ضريبة الخدمة في كل الأرض الفلسطينية وليس فقط في غزة ، ما جعل الألاف يحجمون عن الخدمة في جيش الكيان ، وأخرون يستقيلون أو يرفضون تجديد عقدودهم ، ورفعت الضريبة البشرية والمادية للمرتزقة الذين يأتي بهم الكيان لقتل الشعب الفلسطيني والتخلص منه ومن المقاومة .
وفي جهة أخرى تعيش قيادة الكيان اليوم بين هذا المزيج ممن يريد قتل الجميع ولكنه لا يريد أن يقاتل ، وبين من يريد أن ينتهي كل هذا فما عاد يطيق ما يحدث ، وبين تلك الفئة التي تريد أن تعود الحياة إلى طبيعتها ، فهو ما جاء إلى هنا كي يقاتل ، بل جاء ليعيش في ارض السمن والعسل الذي يسرقه من أهل الأرض .
وبين تلك الفئة التي تريد أن تحرر أسراها وتعود إلى تلك الأراضي في الشمال والجنوب وتعود الحياة إلى طبيعتها ، شعب محتل مروض أليف يعيش على ذلك الفتات الذي يلقيه لهم ، ولكن كل هذا كابوس يكبس على أنفاس الجميع في هذا الكيان الغاصب ، فما عادت الأرض تعرف الهدوء ، وهناك تحديات من جميع الجهات ، حتى أنهم الأن بدؤوا يهاجمون تلك الدول التي كانوا يعتبرونها محايدة في هذه الحرب ، ويتهمونها بأنها تدعم المقاومة ، مثل مصر والسعودية ، ويتهم اليمين مصر بأنها تهرب السلاح والذخائر إلى المقاومة، وإلا كيف صمدت المقاومة كل هذا الوقت بدون تزويد ، ويتهم اليمين السعودية بأنها خلف تلك الإعترافات التي حدثت مؤخرا بفلسطين .
وثالثة الأثافي كما يقولون هو تلك الاتهامات التي أطلقها أبن النتن ياهو وزوجته بأن الجيش يدبر للإنقلاب عليه ، ولا أدري لماذا تذكرت تلك الآية " قَالَ یَبۡنَؤُمَّ لَا تَأۡخُذۡ بِلِحۡیَتِی وَلَا بِرَأۡسِیۤۖ إِنِّی خَشِیتُ أَن تَقُولَ فَرَّقۡتَ بَیۡنَ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ وَلَمۡ تَرۡقُبۡ قَوۡلِی "
ويبدو أن ما حدث فرق جمعهم وشتت شملهم وجعل الخلاف والخوف والريبة يدب في صفوفهم ، ونسأل الله أن تكون هذه هي بداية النهاية لهذه الفئة التي طغت وتجبرت ونسيت أن لهذا الكون إله يدبر ويمهل ولا يهمل .
أبراهيم ابو حويله ...