الأنباط -
حسين الجغبير
رغم وجود بعض الاخطاء التنظيمية في منتدى الأردن للاعلام والاتصال الرقمي، وهي أخطاء وارد حدوثها في اي مناسبة كبيرة في الأردن وخارجه، إلا أن المنتدى نجح في جمع عدد كبير من الاعلاميين العرب والأردنيين على مدار يومين لخوض غمار النقاش البناء فيما يتعلق بمفهوم الإعلام الحديث وعلى رأسه الرقمنة.
هذه الأخطاء، التي أثق بأن وزارة الاتصال الحكومي ستخضعها للتقييم عقب انتهاء اعمال المنتدى، لتجاوزها في المرات المقبلة، لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا المنتدى، والوصول به إلى مصاف المنتديات العربية.
في العالم الافتراضي اليوم تزرع بذور شكل جديد من الإعلام، الذي بات يستحوذ على شريحة كبيرة من القراء والمتابعين، على حساب وسائل الإعلام التقليدية، ومن هنا تأتي فكرة مناقشة كيفية تحقيق منظومة اعلامية مثلى تتجاوز تحديات الإعلام وعالم الرقمنة، حيث تأخر العالم العربي كثيرا في هذا الإطار، وبات حبيسا لمواقع التواصل الاجتماعي التي سمحت للجميع أن يكونوا إعلاميين ومحللين وناقلي أخبار لا تخضع للمهنية والدقة، وتترك تأثيرا سلبيا على الدولة وأمنها، والمجتمع وأفراده.
إن التحول نحو الإعلام الرقمي يساهم بصورة ايجابية في جذب القراء المنتشرين في منصات العالم الافتراضي، وبالتالي تقديم وجبات صحفية بمضمون علمي ومهني ودقيق، وقانوني، حيث سيتلقى المواطنين الأخبار من مصادرها الموثوقة، وعليه سيكون ذلك أولى المواجهات ضد الفوضى على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتدريجيا يمكن لهذه المؤسسات أن تسحب البساط من تحت أقدام ناشري الأخبار ومتناقليها دون التحقق منها، حيث سيتمكن القارئ من المقارنة بين المحتوى الذي تبثه مؤسسات اعلامية بخبرة صحفية واسعة، وبين ما يبث بصورة عشوائية، ليجد نفسه أخيرا منجذبا نحو كل ما هو علمي ودقيق، ليكون ذلك الرصاصة الثانية التي تطلق في وجه الفوضى العارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعود الهيمنة للاعلام الكلاسيكي بصورته الرقمية الجديدة.
ان التأخر في سبر غور الإعلام الرقمي خطر يحدق ليس بالمجتمع فقط، وإنما في المؤسسات ذاتها، التي ستجد نفسها بلا حضور، أو قراء، وبالتالي سيختفي مردودها المالي وعليه ستغلق أبوابها لأنها لن تكون قادرة على تحمل النفقات اليومية والشهري المترتبة عليها لعزوف الإعلان التجاري عنها نحو مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك انخفاض أعداد المشتركين فيها لصالح الهاتف الذي ينقل كل شيء، في أي لحظة، بالصوت والصورة، وبأقل الجهد والتكاليف.
اعتقد أن المنتدى سيأخذ تطورا تصاعديا في السنوات المقبلة، فمن المهم جدا تطويره ليكون بوابة الأردن نحو مزيد من التشبيك مع اعلاميين عرب واجانب، لنقل الرواية الأردنية، وتسويق البلد سياحيا واقتصاديا.