أورنج الشرق الأوسط وإفريقيا تصدر تقرير أنشطة المسؤولية المجتمعية لعام 2023 "بذور التغيير" الهناندة : الأردن ليس في وضع سيئ بالتحول الرقمي د. مكاحلة يفتتح فعاليات حملة الكشف عن خلع الورك الولادي بمركز صحي المفرق الشامل. ارتفاع عدد شهداء القصف العشوائي على خان يونس إلى 57 شهيدا "المناصير للباطون الجاهز" تحصل على جائزة الضمان الاجتماعي للتميز في الصحة والسلامة المهنية الحنيطي يستقبل قائد القوات الفرنسية البحرية في منطقة المحيط الهندي "الأراضي" تطلق غدا خدمة الاعتراض الإلكتروني على القيمة الإدارية الملك يهنئ الرئيس المصري بذكرى ثورة 23 تموز "عائلة سيمبسون".. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس "سجل الأحزاب في المستقلة للانتخاب" يُعلن أسماء التحالفات الحزبية المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة مندوبا عن الملك وولي العهد..العيسوي يشارك في تشييع جثمان فهد العموش رواية السراديب "رواية الصحراء" اختتام فعاليات معرض الطيران الدولي Air Tattoo تكاملية الأحزاب والعشائر الأردنية لترسيخ النهج الديموقراطي. مدير عام " الشؤون الفلسطينية " يفتتح نادي الروبتكس في مخيم البقعة وهم القيد . مدير الأمن العام يزور فريق البحث والإنقاذ الدولي، والمركز الإقليمي للحماية المدنية 37 شهيدا و120 جريحا في مجازر بخانيونس بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض طعن مستوطنين قرب مستوطنة "سديروت" في غلاف غزة
كتّاب الأنباط

الحروب و الأمراض الجسدية (1)

{clean_title}
الأنباط -
د. حنين عبيدات.

(غزة و آلاف المرضى)

شهد تاريخ العالم حروبا عديدة، حفرت في ذاكرة الشعوب، فكل الحروب لها أهداف خاصة كإعادة رسم العالم بشكل جديد إقتصاديا و سياسيا و جغرافيا و ديموغرافيا أو حروبا دينية أو وجودية، و نتج عن هذه الحروب خسائر في الإنسان و الأرض، و تلوث في البيئة و تغير في المناخ، و انتشار للأمراض و الأوبئة ، و آثار صحية و طبية جسدية و نفسية سلبية على الشعوب التي تعاني في مناطق الحروب و الأزمات.
شهد العالم حروبا كثيرة خلفت آثارا سلبية عديدة منها، الآثار الصحية الجسدية و النفسية و التي ذكرت في كتب التاريخ و الطب و الدواء و منها ما عولج بما يتوفر من أدوية و مستحضرات مناسبة و منها ما سبب الإعاقات و الوفاة.
أمثلة على الحروب التاريخية التي سببت انتشار للأمراض و الأوبئة :
1.الحرب البيلوبونيسية ( أثينا و أسبرطة) في عام (431) قبل الميلاد و قد نتج عنها وباء الطاعون و قد قتل الألاف من البشر وقتها.
2.الحرب العالمية الأولى (1914-1918)م، انتشرت فيها أمراض عديدة، بسبب قلة النظافة و الفقر و سوء التغذية و قلة الطعام و تراكم النفايات ، و لم يكن هناك أدوية للأمراض التي انتشرت و الصيدليات لا تحتوي على أي نوع من الدواء، وانعدام المطاعيم، لذلك كانت الأمراض و الأوبئة تنتشر بسرعة كبيرة في معسكرات الجنود.
و من بعض الأمراض التي انتشرت في الحرب العالمية الأولى :
1.الملاريا : كان مرض الملاريا متفشيا في معسكرات الجنود و المدنيين و قد حصد آلاف الوفيات في دول أوروبا و مناطق أخرى.
الملاريا مرض معدي ينتقل إلى الإنسان عن طريق لدغات بعض أنواع أنثى بعوض الأنوفيلة الحاملة للعدوى، وقد تنتقل أيضاً عن طريق نقل الدم.
2.وباء الإنفلونزا الأسبانية(الانفلونزا الشديدة) عام 1918 التي ادت إلى مقتل 25 مليون من سكان العالم.
3.مرض الكوليرا التي نتج عنه (2.5)مليون وفاة.

2.حسب بعض الروايات التاريخية فإن الطاعون الأسود و الذي انتشر في القرون الوسطى (1347-1353) و قد انتشر فجأة و تفشى بسرعة في أوروبا و قتل ثلث سكانها و 200 مليون من سكان العالم من آسيا وشمال أفريقيا و أوروبا، كان بعد غزو التتار و المغول على معظم العالم .

3. الحرب السورية (2011) من الحروب الحديثة و التي نتج عنها أمراض عديدة مثل، الأمراض الجلدية كالجرب و الأكزيما الشديدة و الصدفية.
وأمراض الجهاز التنفسي، التهاب الرئة و القصبات الهوائية و التهاب الجيوب الأنفية، و أمراض الجهاز الهضمي، كالغثيان و الإسهال و النزلات المعوية و غيرها.
أمراض و أوبئة عديدة نتجت بسبب الحروب و قد غيرت مسارات البشرية و الديموغرافيا العالمية ، و الحالة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الصحية للعديد من الدول، فكانت هذه الأوبئة سببا في الانقلاب الكامل لعدد من الأنظمة الدولية في العالم في كل المجالات.
ما يحدث في غزة الآن شكل كارثة صحية كبيرة تحتاج لعلاج و حلول لسنوات طويلة، و قد حذرت منظمات و مؤسسات الصحة العالمية من الكارثة الصحية التي تسببها الأمراض التي ستنتشر نتيجة تراكم الجثث و قلة النظافة و انهيار البنى التحتية الصحية و قلة الأدوية و المستلزمات الطبية، و الذي سيضاعف أعداد الوفيات في القطاع بالإضافة إلى المجازر الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة.

من نتائج الكارثة الصحية في غزة :
1.الأمراض المعدية : تنتشر الأمراض المعدية نتيجة قلة النظافة و تراكم النفايات التي تؤدي إلى انتشار الحشرات و القوارض ، وانقطاع المياه و تلوثها واستخدام المياه الملوثة و تراكم الجثث و الدماء، و انعدام كل المرافق الصحية و شبكات الصرف الصحي كل هذا يؤدي إلى انتشار الميكروبات و الأمراض البكتيرية.
ومن الأمراض التي تم رصدها من منظمة الصحة العالمية و تقدر الإصابات بها بالآلاف :
أ. أمراض الجهاز التنفسي :
* الإلتهاب الرئوي الحاد و التهاب القصبات الهوائية و التهاب الجيوب الأنفية، و فيروسات الكورونا و الإنفلونزا و أمراض أخرى، و هذه الأمراض ناتجة عن العدوى البكتيرية و الفيروسية و ميكروبات أخرى .
ب. الإسهال الناتج عن العدوى البكتيرية و الفيروسية و النزلات المعوية.
ج. ازدياد انتشار الأمراض الجلدية بأضعاف مثل الأكزيما و الصدفية و الجرب و الطفح الجلدي الناتج عن العدوى البكتيرية و الفيروسية و الطفيليات.
ت. التهاب السحايا البكتيري.
ث. أمراض في الكبد كمرض اليرقان و مرض الجدري الفيروسي .

2.الأمراض المزمنة، السرطان، الفشل الكلوي، التهاب الرئة المزمن، ارتفاع الضغط الشرياني و السكري و غيرها من الأمراض، لقد تضاعفت الأمراض المزمنة في قطاع غزة، بسبب نقص الأدوية و المستلزمات الطبية و قصف بعض المستشفيات، و المضاعفات الناتجة عن الخطورة الحاصلة في ذلك أدت إلى الوفيات، و أدت إلى مشكلات صحية أخرى ترافق مرضى الأمراض المزمنة ،بالإضافة إلى أنه نتيجة الخوف و الرعب و الحالة النفسية السيئة تضاعف أعداد مرضى الأمراض المزمنة و هذه كارثة صحية كبيرة.

اذن نحن أمام كارثة إنسانية كبيرة، يجب على كل المعنيين من الدول و المنظمات الطبية و الصحية و الإنسانية، إنقاذ ما تبقى و علاج ما يحدث في قطاع غزة، لذلك على كل المنظمات الصحية و الدوائية و مراكز الطب و الدواء في العالم أن تقوم بعمل إئتلاف صحي إغاثي في غزة، يحد من الكارثة الصحية.