البث المباشر
إيران تعلن شن هجوم كبير بالمسيرات على إسرائيل الأندية تجهز العتاد لموسم استثنائي.. تعاقدات متوازنة وحراك كبير يقلب الموازين الحسين إربد يطلق علامته التجارية الجديدة بهوية بصرية تعكس تاريخه وطموحاته تعديل مؤقت على ساعات العمل في جسر الملك حسين الأسبوع المقبل مؤشر الأداء يدعو إلى تفعيل خطة طوارئ سياحية في الأردن تحدي إقتصادي جديد ... منظومة الطاقة مستقرة نسيبا والبدائل كلفتها عالية لماذا تجاهل معهد التمويل الدولي التأثيرات الاقتصادية على الأردن في ظل الحرب الإقليمية؟ بسبب غياب منهاج متكامل.. التربية الإعلامية الحاضر الغائب في المدارس انحسار النفوذ الإيراني: هل نستطيع أن نكون نحن البديل؟ العرب في صراع المشاريع الإقليمية مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي آل جابر الجامعة العربية تشدد على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية "حرير" تطلق حملة "لوحة أمل" في جرش تلعثُم "ChatGPT" في الأردن: كواليس الأزمة تسدل الستار عن قيمة الذكاء البشري وتُسقط عري الأقنعة الرقميّة العيسوي: الأردن بقيادة الملك صوت للعقل والعدالة وسط إقليم مضطرب وثوابته راسخة مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين يقر برنامج عمل للأعوام 2025 – 2028 الايباك وحرب إيران وإسرائيل: بين النفوذ والواقع الدفاع المدني : عمليات البحث والتفتيش عن الشخص الذي تعرض لانهيار بئر إرتوازي عليه في محافظة العقبة في مراحلها النهائية وزارة الثقافة تعلن برنامج فعاليات مهرجان صيف الأردن في دورته الخامسة وزارة التربية تطلق برنامج الأندية المدرسية الصيفية 2025

غزة إذ تشق بصمودها جدران منظومة قيم الديمقراطية

غزة إذ تشق بصمودها جدران منظومة قيم الديمقراطية
الأنباط -

 

زيد العطاري

إن ما أحدثه طوفان الأقصى وما تلاه من عدوانٍ إسرائيلي على قطاع غزة، يبعثُ على الحاجة الماسة لإعادة التفكير واستذكار الجذور الأولى لنمو شجرة مفهوم الديمقراطية ذلك لأن ردود الفعل الغاضبة والتي ملأت الأرض والفضاء داخل ما يسمى المجتمعات الديمقراطية الغربية، لم تنعكس على سياسات ومواقف ممثليهم داخل السلطة، انطلاقاً من القاعدة الديمقراطية التي تقول "الشعوب تمارس السلطة بواسطة ممثليها"، فما شهدناه من غضب في الرأي العام العالمي لم يجد صداه لدى الممثلين، وهنا علينا أن نتساءل هل صادرت الديمقراطية مفهوم الحرية وتقدمت عليه بفعل اعتباراتٍ أخرى ضيقة حتى باتت الديمقراطية هي الأصل والحرية هي الفرع؟، "علماً بأن العكس هو الصحيح"، وما هي العوامل التي حرفت مسارات الديمقراطية بموجاتها المتعاقبة؟؟

كثيرٌ هي التساؤلات التي أثارتها غزة الصامدة، تساؤلاتٍ سياسية وفلسفية لابد من طرحها حتى لا تبقى الشعوب الحرة حبيسة وهمها سياسياً وفلسفياً.

تاريخياً جاءت الديمقراطية لتنظم حق الحرية، هذا الحق الذي تضافرت جهود الفلاسفة والمنظرين لتظهيره في مواجهة سلطة الكنيسة فنضجت نظريات أبرزها العقد الاجتماعي التي بدأت بالحديث عن اختيار السلطة من جانب الشعب لأن لهم مطلق الحرية في ذلك، ثم جاءت الإضافة على حق هؤلاء الممثلين في تصحيح مسار السلطة وأن لا تبقى مستبد’، وبمرور العقود والسنوات أخذت مفاهيم أخرى كالمجال العام، الجندر، المجتمع المدني وغيرها من المفاهيم التي باتت إما غير مؤثرة بشكلٍ إيجابي بالقيمة الأساسية وهي الحرية التي انجبت النظم الديمقراطية، أو تم توظيفها لصالحٍ بنٍ وتكوينات اجتماعية عابرة للمجتمعات، تستخدم ممثلي الشعوب ومن هم في السلطة لصالحها، وهو ما نشهده اليوم في مجتمعاتٍ يُفترض أن قيم الحرية والديمقراطية تحكمها.

لقد كشف العدوان على غزة ذلك الخلل الذي تشهده المجتمعات في بنيتها فقد تسللت اليها فئات ضيقة ولاؤها ليس لإرادة شعوبها، ولعل أحد أسباب هذا التسلل هو تلك الرأسمالية واللبرالية في الاقتصاد التي ظنوا أنها ستدفع باتجاه السلام والرفاه، وإذ بها تّذكي الحروب وتدعم الاحتلال، فبالأدوات الاقتصادية وما يسمى الشركات متعددة الجنسيات تغولت تلك الفئات الضيقة وضربت عضد المجتمعات حتى باتت السلطة لا تمثل رغبات شعوبها وهذا يطرح أسئلة مشروعة هل نحن أمام شكلٍ جديد من اشكال الاستعمار؟، وهل بتنا بحاجة للتفكير بإطارٍ ثالث يجمع شمل الأمم التي باتت أسيرة لأطرٍ لها برامجها المعزولة عن الشعوب، والتي تقيدها شعارات التمايز والتخصص والمؤسسية الوظيفية التي روج لها التحديثيون قبل أن يُساء استخدامها اليوم.

لقد فتحت غزة وفلسطين بصمودهما ونضالهما الطويل الباب لإعادة التفكير وتعلم الكثر من الدروس في السياسة وفلسفتها، لمن يرغب ويشاء فهناك الكثيرون ممن لا يرغبون ولا يريدون. إن دعوة التعلم وإعادة التفكر موجهةٌ لشعوب الأرض قاطبةً إن هي أرادت مستقبلاً أكثر صدقاً تعمه الحرية الحقيقية وتعود أولوية الأجيال لإنتاج أنماطٍ جديدة من السلوك الديمقراطي البعيد عن الانتهازية والحقيقي في التمثيل، فدون ذلك ستغرق الأجيال في بحور التطرف والكراهية، وما رشح وتطاير من تصريحاتٍ ومقالاتٍ لساسةٍ وزعماء تنظيمات يدق ناقوس خطرٍ بدخول مرحلة جديدة من مراحل الصدام الحضاري الذي إن حصل فسببه فئاتٌ ضللت من اختارها بديمقراطية وحرية مخدوشة.

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير