الأنباط -
اربعة من أكبر رؤوس الإلحاد في العالم الغربي، كان العقاب والضرب هو البداية في إلحادهم .
لا تقفل الباب في وجه من تحب ، الطريق للاقناع هو الحب ، لم يأمر الرسول صلوات ربي عليه بضرب الشاب الذي جاء يستأذنه في الزنا كما في الصحيح ، ولكنه قال له اترضاه لأمك، اترضاه لابنتك، اترضاه لاختك. اترضاه لمن تحب ، وكذلك الناس لا يرضونه لمن يحبون ، ووضع يده على قلبه ودعا له بأن يكرهه الله في هذا الأمر.
لم أجد في أفعال الرسول صل الله عليه وسلم ما يغلق الباب ، ألم يشفع لحاطب حين أبلغ المشركين عن تجهيز المسلمين ونيتهم لغزوهم، وأراد عمر ضرب عنقه، فهذه خيانة للأمة وتستحق هذا العقاب ، ولكن فعل الرسول كان دعه فهو من اهل بدر ، لعل الله اطلع على أهل بدر وقال اذهبوا فقد غفرت لكم .
وقصته مع الاعرابي الذي جاء يطلب الصدقة فشد قميص الرسول وأثر في رقبته ، وقصته مع الذي جاء يطلب الدين وغيره الكثير ، كان لايقفل الباب .
والأهم من ذلك قبوله صل الله عليه وسلم لاسئلة الشك والرد عليها بالحجة والبرهان، وهذا منهج ألهي. قال من يحي العظام وهي رميم ، فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي ، وقال صل الله عليه وسلم نحن أحق بالشك من إبراهيم ، وان كان الحديث يحمل هنا على إبراء ذمة نبي من اول العزم من الشك ، ولكن ذلك الشك الذي يحرك العقل ويدفعه إلى حدوده في الرد والدليل والبحث عن الشبهة وتفنيدها لم يكن موضع رد وعدم قبول ، بل كان موضع نقاش وسعي للوصول إلى الحق ، وهذا منهج هذا الدين .
نحن نغلق الكثير من الأبواب، ونخرج بهذه الطريقة من في قلبه شك من الملة والمجتمع ومن المقبول ، وهذا لعمري غير مقبول ، ولذلك ربما كان أبناء المتدينين هم الأقل تدينا.
فلم يكن منهج علماء المسلمين التعامل مع الأسئلة والشكوك بالتكفير والإخراج من الملة ولكن بالرد بالدليل والحجة والبرهان .
( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون ) ، كما في البخاري عن الصحابي مطعم عندما سمع هذه الآية وكان في أسرى بدر كاد قلبي يطير وكانت من أسباب إسلامه، فهنا يتعامل القرآن مع العقل بالمنطق والرد بالدليل والحجة حتى يصل إلى البرهان الذي لا يقبل النقاش .
نحن نقفل الباب دائما في اي نقاش إجتماعي أو عقلي أو سياسي أو ديني ، ولا نقبل الرأي الآخر .
إبراهيم أبو حويله...