البث المباشر
قرار رئاسي بصرف منحة مالية للعاملين في الدولة.. ما تفاصيله؟ " حربٌ تلفِظ أنفاسها الأخيرة " من بعد إدراجها على لائحة التراث الإنساني أول رحلة حج من كنيسة الى موقع ام الجمال طارق محمد يحصل على الدكتوراة الثانية من الجامعة الأمريكية الدولية عمان الأهلية تطلق حملاتها الخيرية الرمضانية لدعم المجتمع المحلي بمحافظة البلقاء "ملاكمو الأمن العام" يحققون نتائج لافتة في بطولة العين الدولية . العيسوي خلال لقائه أبناء عشيرة الجغبير وممثلي جمعيات تعاونية ومجتمعية سوريا: إعادة تشغيل مطار حلب الدولي اعتبارا من الثلاثاء نمو الصادرات الصناعية العام الماضي رغم التحديات الاقليمية الرئيس السوري يقرر صرف راتب شهر إضافي للموظفين والعسكريين بمناسبة عيد الفطر الجعفري يتأهل إلى نهائي الدوري العالمي للكراتيه (جولة هانغتشو) البكار: نعمل على توفير العمالة اللازمة لاستمرار الانتاج في المنشآت الصناعية يوم المدينة العربية: تعزيز المرونة والصمود في مواجهة التحديات مباراة قوية تجمع الأهلي واتحاد عمان بدوري كرة السلة غدا الاتحاد الآسيوي يوافق على طلب استضافة الأردن للتصفيات الآسيوية للسيدات 16 لاعبا ولاعبة يمثلون المنتخب الوطني للمصارعة في بطولة آسيا الضريبة: شراء السلع والخدمات بفواتير أصولية من نظام الفوترة اعتبارا من 1 نيسان التونسي اليعقوبي يبدأ عمله مدربا لفريق الوحدات الذكاء الاصطناعي وحواسيب الكم في محاكاة البيئة البيولوجية 877 مليون دينار فائض الميزان التجاري للمملكة مع أميركا في 2024

فوضى السوشيال ميديا !

فوضى السوشيال ميديا
الأنباط -
د. أشرف الراعي
تشهد مواقع التواصل الاجتماعي "فوضى عارمة" يعززها الجهل بالقانون والعقوبات القانونية التي يتضمنها قانون الجرائم الإلكترونية من جهة، وقانون العقوبات من جهة أخرى، والتنظيم الدستوري لحرية الرأي والتعبير، بشأن التعليقات التي يقوم بها رواد هذه المنصات، لا سيما وأن هذه المنصات حلت مكان وسائل الإعلام التقليدية من صحف ومجلات ومطبوعات ووسائل تلفزة وإذاعات.
هذه الفوضى مردها، إلى جانب الجهل بالقانون، الانفلات الأخلاقي لكثير من المستخدمين، وعدم قدرتهم على التمييز بين الصالح والطالح وبين ما يجوز أن ينشر أو ما لا يجوز معه النشر، خصوصاً وأن كثيراً من المنشورات تخترق حرمة الحياة الخاصة للأفراد، وتتجاوز النقد للمصلحة العامة، وتتضمن عبارات ذم وقدح يجرمها القانون، وقد شهدنا في الفترة الأخيرة، ونشهد يومياً مثل هذه الممارسات السلبية التي يمكن أن تؤثر في الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في أي مجتمع من المجتمعات.
ولضبط هذه الفوضى لا بد من اتخاذ إجراءات قانونية بحق كل مخالف أو مسيء من جهة، من دون أن يؤثر ذلك على الحرية المنصوص عليها دستوراً، فضلاً عن التوعية بأهمية الالتزام بالقانون، في مسؤولية مشتركة على وسائل الإعلام من جهة، والقانونيين من جهة أخرى ومؤسسات المجتمع المدني وأساتذة الجامعات وكل من يتعلق عمله بالتوعية بالظواهر السلبية في المجتمع، فضلاً عن تطوير التشريعات القانونية الناظمة لمواقع التواصل الاجتماعي ولوسائل الإعلام عموماً.
وبخلاف ذلك، ستبقى الإسقاطات الفجة لمواقع التواصل الاجتماعي تلقي بظلالها على الواقع المعيشي؛ فالسلبية المنتشرة "مُحبطة" وهي نتاج التعليقات المسيئة المنتشرة على أي خبر أو تعليق أو منشور على واحدة من الصفحات التي أصبحت تمتهن الإساءات والشتائم من أجل تحقيق أكبر عدد من المتابعات أو الإعجابات وبالتالي زيادة التفاعل الذي قد يجني أرباحاً مالية !
ومن هنا، فلا بد اليوم من حملة توعية شاملة بخطورة الخروج على القانون في مواقع التواصل الاجتماعي، وضبط العبارات الصادرة عن المتابعين والمستخدمين وكذلك عن مشاهير السوشيال ميديا، وبما يحقق الهدف من القانون؛ فالأخلاقيات لا تُجتزأ ودور مواقع التواصل الاجتماعي كبير، لكن الخطر الداهم منها أكبر؛ فلا أحد ينجو من صورة هنا أو هناك بشكل فج يخترق الخصوصية، ويسيء للإنسان أو تعليق يتضمن شتماً وسباً له أو لأسرته !
عبروا عن آرائكم وناقشوا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ولكن لا تفجروا في استخدامها.. تحدثوا عن مشكلاتكم وانقلوا الحدث لكن لا تنشغلوا بالتصوير للمآسي الإنسانية من أجل أرقام تتزايد فتزيد من متابعيكم بلا رأفة إنسانية.
لا حلول هنا إلا الأخلاق ومن دونها سيبقى سيل التعليقات الجارحة والصور والفيديوهات التي تهز كيان الإنسان من دون مراعاة ظروف أخيه الإنسان جارفاً .. ولن يثمر ذلك إلا عن مزيد من التبلد والإحساس بقلة احترام إنسانية الإنسان وبمزيد من الإساءات وتناقل الشائعات وجرائم الذم والقدح.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير