اقتصاد

مشروع المدينة الاقتصادية بين الأردن والعراق ٠٠ هل سيبقى حبرا على ورق؟

{clean_title}
الأنباط -
عايش: الوضع العراقي أبطئ خطوات تنفيذه
مشروع ناقل النفط من البصرة إلى العقبة ربما يغير المشهد الاقتصادي الأردني
زينة البربور ‏

رغم تعدد الانباء مؤخرا حول مشروع المدينة الاقتصادية بين الاردن والعراق وسلوك الطرفين ‏خطوات جدية لتنفيذ المشروع الاستثماري الضخم الا انه تساءل مواطنون هل سيكون هذا الاتفاق ‏كغيره من الاتفاقيات السابقة التي اكتفت بكونها حبرا على ورق ام ستشهد تطبيقا فعليا على ‏ارض الواقع؟ وهل ستحقق مكسباً حقيقياً للأيدي العاملة المنتظرة بفارغ الصبر اي مشروع جديد ‏يفتح لهم باب التوظيف والعمل؟ ‏
في هذا السياق تحدث الخبير الاقتصادي حسام عايش لـ " الأنباط " عن أهمية المشروع الثنائي ‏كونه يخدم البلدين الشقيقين ويمهد لإمكانيات تعاون استثماري اكبر ويشكل احد الوسائل التي ‏ستخلق مزيدا من الوظائف امام الايدي العاملة الاردنية والعراقية.‏
وبين ان المشروع يفترض ان يلبي احتياجات السوق العراقي من سلع ومنتجات هو بأمس الحاجة ‏اليها مشيراً الى دور هذه المدينة في سد نقص ما يحتاجه السوق العراقي وبالذات من المنتجات ‏الصناعية المختلفة، كما ذكر ان المدينة الاقتصادية قد توفر فرصة لإقامة المزيد من المناطق ‏الصناعية الاقتصادية بين الطرفين على الحدود المشتركة لافتا الى العنصر الاهم بسماحها ‏للأردن بالعودة الى التعاون مع السوق العراقي خاصة ان هذا السوق يعتبر احد الاسواق المهمة ‏جدا للصادرات الاردنية اضافة الى تعزيز موضوع الربط الكهربائي مع العراق أي أن تزويد ‏الاردن التيار الكهربائي للعراق يعد امرا بالغ الاهمية.‏
وقال عايش ان الاردن يراهن على مشروع الناقل للنفط من البصرة الى العقبة مبيناً انه مشروع ‏ربما يغير المشهد الاقتصادي في الاردن في حال إتمامه، وذكر ان مشروع المدينة الاقتصادية ‏يأتي في اطار التحالف بين الاردن ومصر والعراق الذي يفترض ان يوفر فرص اكبر للتعاون ‏الاقتصادي والتكامل بين هذه الدول والاهم ان يسمح للأردن بأن يكون قادرا على التأثير في ‏الساحة العراقية سواء سياسيا او اقتصاديا واجتماعيا وهذا امر مهم جداً.‏
وأكد ان هناك الكثير من الاتفاقيات التي جمعت الاردن والعراق بعد عام 2003 ولكن لم تنجز ‏كلها لأسباب تتعلق بطبيعة النظام السياسي القائم في العراق اي هناك مجموعات ولائية تدين ‏بالتحالف مع ايران واحيانا تناقض اي محاولة للحكومة العراقية لإدخال تعديل جديد للسوق ‏العراقي الاقتصادي والصناعي والتجاري والاستثماري والنفطي والغازي، لافتا ان ذلك امراً ‏يعيق في احيان كثيرة امكانية الاستمرار او تطوير هذه العلاقات بسرعة اكبر مشيرا الى انبثاق  ‏الحكومة العراقية الحالية من التيار التنسيقي الذي يزيد الولاء لإيران. ‏
واوضح عايش انه رغم تراجع الوتيرة عما كانت عليه سابقا لكن الانجاز ربما يكون ابطئ مما ‏يفترض ان تكون عليه المشاريع وربما تؤجل او تتأخر او تتوقف كمشروع النقل العراقي الذي ‏يتم الحديث عنه منذ 40 عاما ومع ذلك لم ينجز حتى اليوم. ‏
وعزى الاشكالية الحقيقة التي تقف وراء تأخير تنفيذ المشروع بين البلدين الى وجود ظروف ‏احيانا سياسية تتمثل بمواقف الاطراف العراقية واحيانا لأسباب تتعلق بمحاكاة سياسية في الداخل ‏العراقي تحد من هذه الفرص، اضافة الى معاناة المنتجات الاردنية من عدم الالتزام بتنفيذ الاتفاق ‏المتضمن اعفاء بعض السلع والمنتجات الصادرة الى العراق من الرسوم الجمركية لافتاً أنها ‏جميعها عوامل تحد من ما يترتب على الاتفاقيات بين البلدين.‏
وأضاف أنه بالتأكيد يعد هذا الوقت مكلف جداً ويضع كوابح على اي تفكير مستقبلي لرفع مستوى ‏التبادل التجاري بين البلدين مبيناً ان بعض المسؤولين احيانا يتوقعون ارتفاع هذا المستوى الى 5 ‏مليار دولار، لكن قال عايش انه بدلا من التخيل والتوقع للمستقبل يجب اولا تنفيذ ما تم الاتفاق ‏عليه على ارض الواقع لأنه كفيل بتفريع الفرص للوصول الى هذه الارقام البعيدة.‏
وختم ان الوضع السياسي الذي تشهده العراق في ظل تغيير الحكومات ادى الى تراجع خطوات ‏تنفيذ مشروع المدينة الاقتصادية للمستوى البطيء.‏
من الجدير ذكره ان الوزير الشمالي قد أعلن بتاريخ 18/5/2022 خلال لقائه بوزير الصناعة ‏والمعادن العراقي منهل عزيز الخباز عن آخر التطورات المتعلقة بمشروع المدينة الاقتصادية ‏المشتركة المزمع إقامتها على الحدود بين البلدين وبحسب الإعلان المشترك للوزيرين فإن ‏الجمعية اتخذت عدة قرارات للبدء بالخطوات العملية لتنفيذ مشروع المدينة الاقتصادية المشتركة ‏بين البلدين الشقيقين الأردن والعراق‎.‎
تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )