الملكة تهنئ ولي العهد: الأمان لها، والذخر لنا السفارة الأمريكية تهنئ ولي العهد بعيد ميلاده مؤسسة المواصفات والمقاييس تعقد لقاءً تشاورياً لمناقشة قاعدة فنية جديدة لتنظيم بطاقة بيان المواد الكيميائية بورصة عمّان تطلق الأحد تطبيقها الجديد للأجهزة المحمولة كتلة ارادة والوطني الإسلامي تهنئ سمو ولي العهد الأردنية للبحث العلمي تهنئ سمو ولي العهد بعيد ميلاده الصفدي مهنئاً بعيد ميلاد ولي العهد: نبض قلب مولاي ومولاتي المعظمين ونور عيوننا جميعاً رئيس وأعضاء مجلس استثمار الضمان يهنئون سمو ولي العهد بعيد ميلاده جلسة TECH WIN الرابعة في أورنج الأردن تفتح آفاقاً جديدة لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات " تقارير متضاربة و حقائق غائبة " وفد اقتصادي سعودي كبير يزور الأردن في التاسع من الشهر المقبل لتعزيز الشراكات الاستثمارية شركة البوتاس العربية تهنىء سمو ولي العهد بعيد ميلاده الميمون الكلية الجامعية الوطنية للتكنولوجيا تهنئ سمو ولي العهد بعيد ميلاده 31 الأونروا: الاستجابة الصحية في غزة تواجه تحديات تشغيلية جسيمة ولي العهد .. فكر إبداعي ملهم للشباب ودعم يقود الى تحقيق كبرى الإنجازات الرياضية صناعة الأردن: المملكة بمصاف الدول المتقدمة بالصناعات العلاجية واللوازم الطبية شركات صناعية غذائية أردنية تشارك بمعرض "فانسي فود" شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة إربد: خدمة الترخيص المتنقل في بلدية دير أبي سعيد غدا الأحد استمرار تأثير الكتلة الحارة على المملكة اليوم

سعيد الصالحي يكتب: حرب الكلام

سعيد الصالحي يكتب حرب الكلام
الأنباط -
سعيد الصالحي

لكل زمن وسائل تواصله الاجتماعي، التي تستحوذ على اهتمام الناس وتصبح المصدر الرئيس للأخبار والمعلومات، ففي خمسينيات القرن الماضي، كان العرب يغردون عبر إذاعاتهم التي كان الناس يتسابقون للولوج إلى أثيرها عن طريق ضبط مؤشرات المذاييع، فكانت بعض منشورات اذاعة صوت العرب وتغريداتها كافية لجعل المحتلين يهرولون إلى الملاجئ بحثا عن النجاة كلما صدح عبد الحليم أو محمد رشدي بأغنية وطنية، فقد كانت تخيفهم الكلمات والتغريدات، وحرصوا هم بدورهم أن يصموا آذانهم وأن يطلق أثيرهم هو الآخر منشور لأغنية "البوسطجية اشتكوا" قبل أن تدك كلمات الخطابات والأغاني والمقالات مستعمراتهم الواهنة، فكلماتنا في ذلك الوقت في وسائل التواصل كانت ترفع روحنا المعنوية وتبث الأمل حتى ولو كان سرابا، وعلى الرغم من أن غالبية الناس حينها لا تجيد الكتابة والقراءة، و المصطلحات التي تستخدمها الاذاعات عصية الفهم ولا يستطيع أغلبهم استساغتها، ففضاء الكلمة قبل زمن كان محدودا ولكن أثره كان عابرا للحدود.

واليوم وقد أصبح فضاء الكلمة لا منتهي، ها هم اتباع الكيان الغاشم يلاعبوننا بذات الطريقة، فيقذفون تغريدة هنا، ويقصفون تصريحا هناك، ويحاولون اغتيال نفسية المواطن العربي برصاص كلماتهم التي لا يختلف أزيزها عن كلماتنا في الخمسينيات والستينيات، كلمات بتنا نرتعد منها خوفا وتشل اطرافنا، وكأن سلاح الكلمة الذي كنا نذخره فيما مضى، قد سقط في يدهم هو الآخر بجملة ما اسقطنا وأضعنا خلال عقود.

فسلاح الكلام الذي استخدمناه في الوقت غير المناسب يستخدمه عدونا اليوم، فقد أصاب اذاعاتنا الخرس وتغير المحتوى وتاهت البوصلة، بعدما اختلفت القضية وتنوعت المسائل، فعندما كنا نجيد الحديث لم نحرر شبرا بل أضعنا فدانات ودونمات، فماذا سيفعل المتلعثمون؟ فالكلمة كانت وستبقى سلاح العربي الخالد، فأنا على يقين بأن قصائد المتنبي قادرة على احياء سوط الأمير بدر بن عمار الجديد، ليعفر ليوثا ويمرغ القطط الكبيرة.

كان الكلام دائما للعربي سلما نحو السماء، ومفرادتنا المفاتيح لكل الأبواب المغلقة، وحروفنا تصل المحيط بالخليج، كنا نقرأ وجعنا العربي دون أن ينقط الحرف أو ينزف، ونتمايل فرحا على وقع عباراتنا دون تشكيل وترقيم، فمال بال كلماتنا اليوم لا تقوى على المشي حتى بواسطة الكرسي المدولب، ولم يعد لها وقع على الصديق أو العدو، فكلماتنا لم تعد تخرج من القلب، فقد باتت عبارات مناسبات، لا تختلف كثيرا عن وقع جملة "العمر لكم، وعظم الله أجركم" التي نتداولها في المآتم، دون أن نحاول فهم مشاعر ذوي الفقيد.

فليست مشكلة ألا نجيد استخدام السلاح الروسي أو الأمريكي، المصيبة عندما نضيع دليل استخدام سلاحنا العربي المجيد، وان نفقد القدرة على تشغيل اسلحة الكلام الخفيفة والثقيلة التي طالما برعنا بها، فالفضاء مفتوح والعدو مفضوح، فأطلقوا كلماتكم عليهم ولو على شكل سخرية ونكات، فالحرف يحي ويميت، تكلموا فالكلام في هذا الزمان أصدق إنباء من السيف، لاننا لا نمتلك الأذرع فأطلقوا الكلمة، ففي البدء كان الكلمة، وعاجلا أم آجلا سيأتي الفعل.

ودعونا مرة نؤمن بالمثل الشعبي "أبو أقوال غلب أبو أفعال"
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير