الأنباط -
تعيد العراق نفسها إلى الحضن العربي بعد سنوات طويلة من العزلة بفعل الأحداث المؤلمة والمؤسفة التي مرت بها، وما تبعها من أوضاع سياسية وأمنية خطيرة، وهي العودة التي يأمل كل مواطن عربي أن تكون في أوجهها لما يعود بالفائدة على البلد الشقيق وشعبه الذي عانى دمارا وتخريبا وعدم استقرار وغيابا للأمن.
إن إدراك العراق لأهمية الوجود الفعلي بين اخوته العرب، واتباع سياسة جديدة في هذا الشق غاية في الأهمية له بالدرجة الأولى ثم للدول العربية وتحديدا المحيطة به، ورغم ما تشهده الساحة العراقية من أزمات إلا أن الخطوات التي تتخذها القيادة هناك لا بد أن تأتي أوكلها، إذ لا يمكن تركه وحيدا في هذا الوقت .
كان للأردن دور كبير في مساعدة الأشقاء في هذا الإطار، وكذلك مصر الشقيقة حيث الإطار التعاوني الثلاثي على مستوى القادة الذي عقد أكثر من مرة، وكان عنوانه سياسياً اقتصاديا يهدف إلى الاستفادة من قدرات الدول الثلاثة استفادة مثالية، التي كانت بداية الانفتاح العراقي الفعلي على العالم العربي، الأمر الذي استمر ويستمر، وقد شاهدنا مؤتمر بغداد الأول الذي عقد في العاصمة العراقية، والثاني الذي عقد اخيرا في البحر الميت في الأردن.
على الدول العربية جميعها عدم ترك العراق وحيدا، وتقديم كامل الدعم اللازم لاعادته للحضن العربي بصورة واضحة، وقبل ذلك العمل الذي لا يقل اهمية عن دعمه في معظم المجالات وهو مساعدته على محاربة فلول الإرهاب وطردها من أراضية، وعودة الأمن والآمان للدولة التي طالما كان لها الفضل على العديد من الدول العربية في الكثير من المجالات.
كما يجب على الدول العربية تفعيل التعاون الاقتصادي وتكثيفه مع بغداد، وهو التعاون الذي من شأنه أن يساعد الشعب العراقي على الاستقرار والنمو، وذلك عبر تعزيز الاستثمار في هذه الدولة خصوصا في قطاع الطاقة، و زيادة التبادل التجاري معه، وفتح خطوط استيراد وتصدير معه، وهذا ما العراق بأمس الحاجة إليه اليوم.
ندرك جميعنا ما يعانيه العراق، وندرك في ذات الوقت أن عودته قويا الحصن العربي يعود بالنفع على جميع الدول، وأن تركه على هذا الحال خطر يحدق بدول الجوار، التي عانت اخطار الحركات الإرهابية وتهريب السلاح، فعودته قويا يعني أن هناك استقرارا وهدوء على الحدود، خ وبالتالي أمن في داخل هذه الدول.
العراق في تاريخه وحضارته وثقافة شعبه، عنوان لكل العرب، ومرور أكثر من عشرين عاما على عدم الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي كلف الجميع الكثير، لذلك مساعدته والوقوف إلى جنبه ليس ترفا، أو منة، وإنما واجب عربي قومي اسلامي لا بد أن يتحقق دون مضيعة للوقت أو الوقوف عند تعارض المصالح. المصلحة العليا للعرب والعراق هي عودته إلى حضن العرب والأخذ بيده التقدم والازدهار.