القبض على معتدٍ مكرّر على الثروة الحرجية في عجلون رئيس مجلس الأعيان يهنئ عمال الوطن بعيدهم البدء باعداد دراسة الجدوى الأولية لخام الفوسفات في الريشة البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي: 94.7% نسبة جودة ضبط الأسواق خلال الربع الأول 2025 75 بالمئة نسبة الإنجاز بمشروع تحديث شبكات المياه في غرب إربد بحضور وزير الثقافة : سماوي والعبادي يوقعان اتفاقية تعاون بين مهرجان جرش ونقابة الفنانين تراجع أسعار الذهب عالميًا الملك يهنئ العمال بعيدهم ارتفاع طفيف لأسعار النفط بعد أكبر تراجع شهري منذ 2021 أمسية أدبية متنوعة في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين اليونان تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي المدن الصناعية الاردنية تهنئ بعيد العمال " أنتم السواعد التي تبني الوطن بكل حب وعزيمة" انجازات قطاع الاقتصاد الأخضر في البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي للربع الأول 2025 أبو صعيليك للعاملين في القطاع العام: أنتم ركن راسخ في مسيرة التحديث الإداري 5 شهداء جراء قصف الاحتلال شمال وجنوب قطاع غزة وزير الإدارة المحلية يوجه كلمة للقطاع البلدي بمناسبة عيد العمال انخفاض ملموس على درجات الحرارة اليوم وانحسار الغبار تدريجياً ليلًا الاتحاد العام لنقابات العمال ينظم حفلا بيوم العمال العالمي بلدية السلط الكبرى تكرم السيد باسم عيد قاقيش مالك أحد الابنيه التراثية في مدينة السلط "الفوسفات" تهنئ بعيد العمال العالمي

العولمة ايام الحصيدة...

العولمة ايام الحصيدة
الأنباط -
خليل النظامي

كانت الصورة العامة لـ موسم حصاد القمح في الماضي تمثل سلسلة من الاحتفالات اليومية تمتد لأكثر من شهر في كل قرية، حيث كانت المحبة الصادقة والأمان عنوان لها، والاغاني والاهازيج وسهرات السمر مع الاحباب والاقارب اطارا جميل لها، والتكافل والتعاون والمشاركة الصادقة محتوى طاهر عفيف نقي لتلك الصورة.

كان الرجال يفيقون من نومهم على رائحة خبز القمح الطازج الذي تصنعه زوجاتهم والتي تفيح في كل اركان القرية، حيث كانت تبعث فيهم روح المعنوية والقوة للاستفادة بقدر الامكان من موسم الحصاد، وتبدأ قافلة مسيرتهم من القرية متجهين للحقول حاملين معهم معاول الارض ومناجل القمح متكلين على الله الرازق الكريم.

الجميع كان يعمل، فلا يستثنى أحد سوى المريض والمسن العاجز، فالرجال زنودهم اسمرت من حرارة الشمس، وتعرقت مناجلهم بالنخوة، والنساء السقايات يجلبن الماء والطعام ويطربن الحصادين بأهازيجهن، والضعفاء يقومون بـ تغمير الحصاد الى البيدر، والاطفال يجمعون الحطب لاشعال النار، كان موسم كـ خلية نحل لا يوجد احد بلا عمل، والاجمل ان تصنيفا العمل يكون حسب القدرة والاختصاص.

وكان موسم حصاد القمح رافد مادي ومعيشي لكل من يتعب ويبذل الجهد في الحصاد، حتى الحيوانات التي خدمت اصحاب الحقول كـ وسائط نقل كانت تستفيد من هذا الموسم الخيّر، وكانت الرأفة والرحمة تملأ القلوب، فكان القوي يحمي الضعيف، وكان الغني يساعد الفقير، ولم يكن ظالم ومظلوم فـ العدالة الآلهية كانت اساس قوة القرية وتماسك وتحاب سكانها.

وبينما الجميع يعمل، كان يجلس ذلك الدخيل امام دكانه يشرب الشاي برفقة صعاليك القرية الذين جيشهم بالمال والطعام لحمايته، سياستة كانت السيطرة على القرية الطيبة من خلال ايقاع فقرائها بـشبكة الصيد خاصته من خلال اقراضهم واغراءهم بـ المال والمؤن، والسداد يكون بـ حلول موسم حصاد القمح بـ فائدة يحددها.

وكان كل ما يملك هؤلاء الفقراء عبارة عن اراضي وسهول يقومون بزراعتها، وكان هناك مواسم غلال ومواسم فقر، فحين يعلم التاجر الدخيل ان الموسم غلال يقوم برفع الفائدة عليهم مسبقا، ويستغل الموسم الضعيف بالسيطرة بالقوة على اراضي الفقراء كـ سداد للدين، فمن كان غنيا اصبح فقيرا، ومن كان يملك اراض يزرعها اصبح لا يملك شيئا وعاد كـ حصّاد في اراض الدخيل التي هي بالاصل ارضه.

اما الاغنياء في القرية فكان تعامل الدخيل معهم بسياسة خاصة، حيث كان يوهمهم بأنه الحافظ الأمين لنقودهم، حيث اصبح الاغنياء يخبئون اموالهم عند التاجر الدخيل، ويقوم بدوره بـ المتاجرة بتلك الاموال وحصد الارباح باحتكارة سرّ التجارة لوحده دون اعلامهم، الامر الذي جعل امبراطوريته تتوسع وتكبر ويزداد عدد الموالين له من الصعاليك ويتقرب كرسية شيئا فشيئا من مختار القرية وعسكرها.

مرت الايام واصبح الدخيل يملك البنوك والاراض والشركات والمصانع، وما زال ذلك الفلاح الحصاد الطيب على حاله من فقر إلى فقر أشد....
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير