الأنباط -
حتى مع كل الظروف التي تواجه الفريقين في العادة تبقى مباراة قمة القطبين بين الفيصلي والوحدات تشكل ما يشبه الهاجس والترقب والهم والاهتمام لاركان اللعبة .. رغم انها تأتي في الغالب مخالفة لتوقعات الجماهير من حيث تواضع المستوى الفني على حساب التوتر والشد العصبي الذي يطغى على مجرياتها ويجعل منها مباراة شبيهة بمباريات دوري المدارس ..! لكن تبقى مباراة القطبين تحمل خصوصية ونكهة خاصة شئنا أم أبينا وهل أدل على ذلك من إسناد مهمة قيادة تلك المباراة لحكام اشقاء من سوريا لتوفير اقصى درجات الحيادية لها ..!!
وكأننا موعودون بهدايا الميلاد نحن عشاق الكرة الاردنية نترقب موعد انطلاق مباراة القمة .. التي باتت كأنها اشبه بمباريات قمة اسبانيا بين برشلونه والريال او في الوطن العربي بين الاهلي والزمالك .. برغم ان المباراة تلك لا تحمل في ملاعبنا سوى التوتر والقلق لكل اركان اللعبة ..ويأتي مردودها في العادة ضعيفا متواضعا ..ان كان على الصعيد الفني الذي يأتي باهتا انعكاسا لاجواء المباراة واهمية الفوز لكلا الفريقين ..او على الصعيد الجماهيري حيث تحمل الكثير من الاساءات ..!!
من جديد نتابع قمة القطبين التي تعود ومعها عشاقها ..وهي اليوم تشكل ما يشبه الامتحان لقدرات جمهور الفريقين على تطبيق اتفاقية عفوية غير مكتوبة ..صيغت حروفها على قبر كبير مشجعي نادي الوحدات المرحوم ابو سعدو من قبل زملائه من مشجعي الفريقين ..عنوانها هتافات من دون اساءات بعد ان تعاهد الجميع واكراما لروح زميلهم بجعل مدرجاتنا نظيفة جميلة بعيدة عن كل الهتافات غير اللائقة التي باتت تلازم كل مباراة تجمع الفريقين الكبيرين .. قالها ابو سعدو "مشان الله ما بدنا مسبات " .!!
وان كنا نجزم بان مباراة الفريقين تحمل في العادة الكثير من مظاهر الاهتمام الجماهيري ..الا ان هذا الوضع لا يعني بالضرورة الخروج عن الاصول واخراج المباراة عن سياقها الرياضي الجميل .. ولو ان مستوى مباراة ما نسميها قمة يتوافق مع التسمية لكنا قد بصمنا بالعشرة لكل هذا الاهتمام الذي يرافقها.. لكننا ومنذ سنوات ماضية لم نستمتع بأي لقاء جمع الفريقين باعتبارهما يضمان في صفوفهما نخبة نجوم الكرة الاردنية من دون منازع !!
مباراة اليوم هي بمثابة الامتحان الحقيقي للفريقين بالمستوى الفني الذي يقدمانه ..وللجماهير التي من المفترض ان تبدأ عهدا جديدا مع التشجيع المثالي عاهدوا عليه زميلهم الراحل ..فهل نلمس التغيير اليوم ..!!؟
عوني فريج