البطيخي تفوز برئاسة نادي المرأة الرياضي قرارات مجلس الوزراء الأمن العام يوضّح تفاصيل فيديو اعتداء سائق على آخر في العاصمة الدفاع المدني يخمد حريقاً ضخماً بعد 45 ساعة عمل متواصلة. رئيس الوزراء: سنكون إلى جانب الشعب السوري الشقيق لتحقيق طموحاته وآماله بحياة آمنة كريمة النقابات المهنية تحت رقابة ديوان المحاسبة في 2025 الفنانة ريم السواس تودع العام 2024 باغنية " يا نونا " الزعيم الخالد: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستحضر القادة التاريخيين النقابات المهنية تحت رقابة ديوان المحاسبة في 2025 افتتاح محطة وقود جديدة تابعة لشركة المناصير للزيوت والمحروقات باسم محطة اربد الجنوبي توقيع إتفاقية تعاون تدريبي وأكاديمي بين الخدمات الطبية الملكية وجامعة البلقاء التطبيقية... حماية الأقليات في سوريا: بين الماضي والحاضر ومستقبل التعايش المشترك الاجتماع الثالث للجنة الوطنية التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للتصدير للأعوام (2023 – 2025) المهندس فايز النَّهار رئيساً لهيئة الخدمة والإدارة العامَّة الاحتلال يرتكب 3 مجازر في قطاع غزة جامعة آل البيت تنظم ندوة حول "أهم الدورات التدريبية الهندسية واحتياجات سوق العمل" هيئة الأوراق المالية تشارك في اجتماعات لجنة IOSCO للأسواق الناشئة والنامية GEMC لمناقشة سبل تبني الممارسات الفضلى بالتوعية المالية والمرونة والشمول المالي وتنظيم أسواق الأصول الرقمية وتقرير الاستدامة الأسواق الحرة الأردنية تسعى لإعادة تأهيل مراكزها في حدود جابر "مالية النواب" تناقش موازنة وزارة الاستثمار رئيس مجلس الأعيان يتسلم تقرير ديوان المحاسبة 2023

ماذا لو مات المسؤول او الموظف؟!..

ماذا لو مات المسؤول او الموظف
الأنباط -
كتب محمود الدباس..

يحكى انه.. كثرت حالات الكسور بين سكان بلدة ما..
وعندما اصبحت تشكل تهديدا وضغطا على النظام الصحي.. تم تشكيل لجنة من اهل الحَل والرأي لدراسة الاسباب ووضع الحلول..
فتبين لِلَّجنة ان حفرة في مدخل البلدة هي السبب..
فاقترح احدهم بان يتم ردم الحفرة.. وحفر اخرى في نهاية البلدة.. ذلك لانه لابد وان هناك سببا مهما أوجد الحفرة.. فاحتج البعض على الاقتراح.. لان هناك مِن اهل البلدة مَن يسلك الطريق الخلفي للبلدة.. فسوف يقعون فيها ويصابون بالكسور..
واقترح آخر بان يضعوا شاخصة على شكل سهم يشير للحفرة.. مكتوب عليه انتبه للحفرة.. فاحتج آخرون خوفا مِن أن يظن مَن لا يعرف القراءة بان هذا توجيه لهم.. فسيقعون في الحفرة.. ويستمر مسلسل الاصابات..
وفي لحظات الترقب والهدوء الذي اطبق على المشهد لانعدام تفتق العقول عن الحلول الناجعة.. وقف ذلك الجهبذ وقال.. اقترح بان نحفر البلدة على مستوى الحفرة..
وبدون اي تردد ايد الجميع هذا الاقتراح.. لانه حافظ على مستوى الحفرة.. وسيمنع الوقوع فيها في آن واحد..

وبينما الجميع منشغلٌ بحفر شوارع وساحات البلدة.. كان "الجهبذ" صاحب الفكرة الابداعية يراقب الاعمال مِن على تلَّةٍ..
فشاهده احدهم وذهب اليه.. واذا بالدموع تنهمر من عينيه..
فقال له.. اتبكي وانت صاحب هذا الاقتراح الذي خلَّصنا من هذه المصيبة.. وانقذ البلدة من كارثة صحية واقتصادية؟!..
فرد عليه.. انا ابكي على حالكم من بعدي.. حينما اموت.. فماذا سيحل بكم؟!..

والشيء بالشيء يُذكر.. فان حارس مرمى اسبانيا الأول "كانيزاريس" اصيب في قدمه قبل مونديال كوريا واليابان.. وكان هو مصدر الثقة للمدرب واللاعبين.. فظن الجميع ان لا بديل له.. ولكن تم الاستعانة بالحارس الاحتياط "كاسياس".. والذي اثبت انه افضل من سابقه بكثير.. واصبح الحارس رقم واحد في المنتخب الأسباني.. وأظهر براعة جلبت انتباه الجميع..

هذه الحكايات جعلتني اتفكر في حالنا بعد ان يستقيل او يموت بعض المسؤولين او حتى بعض الموظفين على اختلاف مواقعهم او حجم مسؤولياتهم.. والذين يظنون بان تلك المواقع قائمة عليهم.. وان لا احد قد يفعل "الهوايل" التي يفعلونها.. وانهم اذا استقالوا او ماتوا سيتم اغلاق تلك المواقع بالشمع الاحمر لانه لا بديل لهم..
والمصيبة انهم يتصرفون على هذا الاساس.. ولا يضعون في حساباتهم انهم يوما ما مغادرون.. كما غادر مَن هم قبلهم.. ويظنون اننا في الاردن كلنا كسكان تلك البلدة الذين سيموتون ضياعا على موت ذلك الجهبذ صاحب الافكار العميقة..

الى كل من يظن ان الموقع الذي يشغله سيتم اقفاله في حال تركه له اقول.. عليك بعمل تجربة سريعة.. قدم اجازة لمدة اسبوعين او ثلاثة.. وراقب مكان عملك عن بعد.. فانا على ثقة بانه.. إن لم يستمر كما هو عليه بوجودك.. سيتطور الى الافضل.. وهذه هي سنة الحياة..

فاعمل ايها المسؤول او الموظف وكأنك مغادر موقعك في اي لحظة.. ولن تترك غير السمعة الطيبة او السيئة.. فالاثر الطيب سينعكس عليك وعلى من هم حولك بالخير والطيب.. والاثر السيء سينعكس عليك وعلى من هم حولك بالسوء..

وتأكد بان كل فعل لك صغُر ام كبُر.. هو مسجل في سجلات ذاكرة الزملاء والعملاء.. ولا تعلم متى وأمام مَن ستتم مكاشفتك به..

وكن على ثقة بان كل من يضحكون اليوم معك على غيرك.. غدا سيضحكون مع غيرك عليك..
فمن استساغ النميمة والتهكم امامك على غيرك.. فلن يردعه رادع بان ينم ويتهكم عليك امام غيرك.. بما هو فعلا فيك او حتى افتراء عليك..
فإياك ومجاراتهم والاستماع لهم.. والوقوف او التوقف معهم.. فلا تعلم متى سينقلبون عليك..

ابو الليث..
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير