ضبط 150 ألف حبّة مخدِّرة أُخفيت بثلاجة حافظة تفاصيل رفع الضريبة على السيارات الكهربائية الاسترليني يرتفع أمام الدولار ويتراجع مقابل اليورو رفع سعر “باكيت” الدخان 10 قروش ومضاعفة ضريبة “المعسل” 25 ألف أسرة جديدة استفادت من برامج صندوق المعونة الوطنية خلال الربع الثالث مهيدات: منظومة أردنية بمعايير عالمية للرقابة على المستلزمات والأجهزة الطبية الأمانة: فك جسر المشاة بشارع الجيش في منطقة ماركا غدا مشكلة القرار في الكيان ... وزير الأوقاف يفتتح ملتقى للوعظ ويوما خيريا بالعاصمة 4.447 مليار دينار حجم التداول العقاري لنهاية آب شمشون الصهيوني ودليلة الغزاوية زين والبلقاء التطبيقية تجددان شراكتهما لمواصلة تمكين الطلبة - أكثر من 7000 طالب مستفيد منذ 2019 العين الصرايرة والعشيرة يشكرون الملك وولي العهد لمواساتهم بوفاة الحاجة رحمة اتفاقية تعاون بين "صناعة الأردن" و"الاونروا" لتأمين الاحتياجات اللازمة لأهالي غزة 30 ميثاقي في البرلمان العشرين 26 مقعداً ضمن القوائم المحلية و 4 ضمن العامة د.الحوراني يستقبل في عمان الاهلية الرئيس التنفيذي للبنك الأردني الكويتي ورشة عمل حوارية حول تطوير القطاع الخاص مع الجانب الألماني تعديل الضَّريبة المفروضة على الدُّخان خفض الضريبة على مركبات البنزين ورفعها على الشرائح الأعلى سعرا للكهربائية بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض
محليات

"الوقف التعليمي".. الحل الامثل لمعضلة الكثافة الطلابية التي احدثتها "كورونا"

الوقف التعليمي  الحل الامثل لمعضلة الكثافة الطلابية التي احدثتها كورونا
الأنباط -
شذى حتاملة 
جاءت فكرة وقفية التعليم لرفد وزارة التربية والتعليم ومساعدتها في استعياب الاعداد الهائلة من الطلبة، بعد أن غابت عن اذهان العديد من الجهات المعنية واعتقادهم أن الانفاق في اوجه الخير ينحصر في بناء دور العبادة وليس بناء المدارس والمستشفيات، وهي ترسخ موقفا دينيا وانسانيا يحدث اثر تعليميا يستفيد منه الطلبة جيلا بعد جيل. 
وحول ذلك، قالت رئيسة قسم الوقف التعليمي في وزارة التربية والتعليم،  عبير بشابشة، ان وقفية التعليم انشئت لرفد وزارة التربية والتعليم لاستعياب الأعداد المتزايدة من الطلبة نتيجة الهجرات القصرية والمتعاقبة واللجوء السوري وجائحة كورونا بشكل اسهم باكتظاظ الصفوف بالطلبة حتى اصبحت تتجاوز الستين طالبًا .
واضافت في حديث خاص لـ"الانباط" اصبح المعلم ليس له موضع قدم يقف فيه أمام الطلبة لذلك استوجب وجود رافد اخر في وزارة التربية لمعالجة الاكتظاظ، موضحة أن وقفية التعليم تأتي لتترجم الموقف الديني والاجتماعي الذي يعبر عن التكافل بين القطاعين العام والخاص من خلال ترك اثر للواقف في حياته وبعد مماته، حيث يلجأ إلى وقفية التعليم وما يحدثه من اثر تعليمي لدى الطلبة تستفيد منه الاجيال .
وبينت ان وقفية التعليم توازي انشاء دور العبادة من مساجد وكنائس وان اهم التحديات التي تعاني منه الوقفية في التعليم الاجراءات البيروقراطية، حيث توجد مشاكل تتعلق بطريقة تبرع للشخص المتبرع واليات تحديد قطعة الارض أوبناء أو استملاك سواء كان التبرع عينيا أو نقديا لافتة الى أن التبرع النقدي لدى وقفية التعليم من خلال حسابات بنكية يستطيع الواقف ايداعه في البنك دون وجود عمولات، وأما التبرعات العينية كقطعة ارض أو البناء يستطيع الواقف التنازل إلى الوقفية . 
واكدت أن هناك تحديات اخرى يعاني منها القطاع تتعلق بالاجراءات الحكومية التي تستغرق فترة طويلة كما ان النظام الداخلي لوقفية التعليم استغرق وقتا طويلا لاقراره، بالاضافة الى تحديات اعلامية من حيث القصور في نشر ثقافة الوقفية واخرى تتعلق بجائحة كورونا التي تسببت بتاخير عمل وقفية التعليم .
واشارت بشابشة إلى الاثار الايجابية لوقفية التعليم كرفد الوزارة بالمباني المدرسية والبنية الحديثة والمختبرات والتقنيات الحديثة حيث تعبتر داعما   للطلبة بتوفير مساحة صفية ملائمة يتلقى من خلالها الطالب تعليما مثاليا بشكل افضل وتجهيز المدارس بالتدفئة وانشاء وحدات رياض الاطفال، خاصة وأن وقفية التعليم معنية بطباعة الكتب المدرسية ، وتبني الطلبة المتفوقين. 
وقال استاذ علم الاجتماع الدكتور عامر العورتاني بدوره، ان الوقف يساهم في دعم المجتمع وحلّ مشكلاته، فالوقف بنوعيه الخيريّ والذُّريّ كان لفترات متتالية مساندا هامّاً في دعم جهود الدولة للنهوض بالأمّة، وأداء دورها القياديّ اتجاه الإنسانية والرسالة الإسلامية، فكان الوقف ميزة في الحضارة الإسلامية، الأمر الذي اسهم في إنشاء العديد من المبادرات والأفكار المؤسسية التشغيلية وتجسيد مفهوم التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الإسلامي وإذكاء روح المسؤولية الفردية الأخلاقية اتجاه المجتمع وأبنائه على اختلاف احتياجاتهم، مضيفا ان الوقف باعتباره داعماً اقتصادياً حقيقياً في العصر الحالي في ظل الازمات الاقتصادية .   
واقترح العورتاني إطلاق حملة واسعة تقودها المؤسسات الدينية عبر منابر المساجد ومنصات الإعلام المختلفة للتوعية بفكرة الوقف وتفصيل الآلية التي يعمل بها وإعداد خطة هدفها التنسيق بين الهيئات الإدارية من جهة والمؤسسات الخيرية الوقفية والأفراد المشاركين بالفعل والمقدمين على المشاركة في برامج الوقف، لافتا إلى ضرورة إعداد قاعدة بيانات شاملة ترصد احتياجات المجتمع وإمكانيات الأفراد للمشاركة في النشاط الوقفي ، وعقد المؤتمرات المتخصصة والورش التدريبية . 
وعن حكم الوقف للتعليم، قال استاذ الشريعة في جامعة العلوم التطبيقية الدكتور منذر زيتون، أن الوقف عموما مستحب وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، إذ قال الله تعالى "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم"، مضيفًا أن التعليم بالذات بالدين امر واجب إذ قال رسول صلى الله عليه وسلم "ان طلب العلم فريضة على كل مسلم" وقول الله تعالى "قل ربي زدني علما" فالتعليم له طبقة عليا في الدين الاسلامي بحيث أن التعلم والايمان في طبقات عليا معا فالعلم يهدي إلى الايمان والايمان يدعوا الى التعليم بناء على قول الله تعالى "يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبيرا"،مبينًا  أن  التعليم فرض فكان الوقف السبيل إلى تحقيق هذا  الفرض. 
واضاف أن وقف التعليم له اهمية لأن الوقف لاي شيء له فائدة واعانة للفقراء والمحتاجين واثبات أن التكافل والتراحم في المجتمع ليس بالقول انما بالفعل، موضحًا أن الوقف عمومًا مصدر من مصادر كفاية المجتمع وصورة من صور التراحم والتكافل بين افراد المجتمع الواحد . 
واكد زيتون أن الوقف التعليمي يتيح التعلم للجميع من خلال تشجيع الفقراء على الاقبال على التعليم ويفتح المجال لهم للتنافس مع القادرين ماديا، مبينًا  أن وقف التعليم العطاء فيه ليس قائما على الربح لأن هناك العديد من المشاريع ومن بينها التعليمية قد تفشل لأنها تعطي اهتمامًا بالربح على حساب القوة التعليمية والتربوية على عكس المؤسسات التي لا تضع في الحسبان الربح انما تقديم التعلم للطلبة، إضافة إلى أن متلقي التعليم عند اقبالهم للتعلم عن طريق المؤسسات الوقفية يحملوا على عاتقهم امانة فيجب أن يثبتوا للمؤسسة القائمة على الوقف انهم على قدر التحدي. 
واوضح أن المجتمعات الاسلامية هجرت هذا الامر في الغالب وليس كليا لأن هناك ما زال بعض الناس يوقفوا في سبيل العلم والتعلم ومثال على ذلك مراكز القران، إذ يوجد في الاردن اكثر من الف مركز قراني كله قائم على الوقف، إلا أن وقف التعليم للمدارس والجامعات قلت والسبب ليس نابع من المجتمعات انما من ادارة العملية التعليمية، إذ لا تولي الحكومات اهتمامًا بموضوع الوقف للتعليم وقد يكون غاب عن اذهان القائمين على المؤسسات التعليمية والتربوية، مضيفًا أننا اصبحنا نعيش في عصر مادي كثرت فيه احتياجات الناس ومتطالبتهم وقلت اجور الكثير منهم .   
وتابع لا يمكن الحديث عن الدين كشعائر فقط انما يجب أن يقيم الانسان روح الدين، وهناك في هذا العصر من يشجع الناس على اقامة شعائر الدين دون أن يشجعهم على اقامة روح الدين، موكدًا على اهمية الاهتمام باصلاح  العملية التعليمية واعادة تاهيل القائمين عليها قبل الاهتمام بالوقف لانه يوجد خلل في سائر خطوات وطبقات التعليم.  
وطالب زيتون باعادة تفعيل نظام الوقف في ميدان التعليم عن طريق احياء الدين في نفوس الناس واحياء الدين بمفهوم التكامل وليس الدين في اول السطر وتشجيع الناس على الانفاق في سبيل الله وتصوير أن هذا لصالحهم ويخدمهم قبل ان يخدم الفقراء والمحتاجين لانها صدقة جارية تبقى حساناته سائرة ومتكاثرة حتى بعد الموت، مضيفا انه لابد من احياء وحدة المجتمع لانها تعتبر امة واحدة كما في القران الكريم، إضافة إلى دور الحكومات بوضع سياسيات تشجعية للوقف التعليمي بحيث تكافئ القائمين على الوقف من خلال تخفيف الضرائب عليهم وتسجيل الوقف باسماء القائمين عليه .
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير