الأنباط -
جنين..أسطورة العصر وعنوان الصمود
عندما عرفوا بأن المرآة لا تمنح سوى الوهم وأن العرب ليسوا سوى سراب خادع، رفضوا أن يكونوا الطعم الذي يتدلى من صنارة العار. جمعوا قطراتهم وصنعوا بحرا يهدر في وجه الطغيان..
تقع جنين شمالي الضفة الغربية من ضمن مدن المثلث جنين ونابلس وطولكرم.
ارتبط اسم جنين منذ القدم بالمقاومة ففي عام 1799 أقدم سكانها على إحراق بساتين الزيتون بهدف وقف زحف حملة نابليون بونابرت على أراضيهم..
وفي عام 1935 نظمت أول مقاومة ضد الانتداب البريطاني بقيادة الشيخ عز الدين القسام وكانت جنين هي الحاضنة الدافئة لها.
استمرت قصص المقاومة إلى أن احتواها المخيم الذي أقيم في مدينة جنين.
تعرض هذا المخيم الذي أصبح هو البركان الذي تخرج منه الحمم لتحرق قلب المحتل في 3/4/2002 إلى اجتياح من قبل جيش الاحتلال الذي قام بتطويقه ضمن عملية أطلق عليها "السور الواقي" حيث تصدت الفصائل الفلسطينية التي استطاعت وقتها تجهيز 200 مقاوم مسلحين بالبنادق والعبوات بدائية الصنع.
حيث قام جيش الاحتلال بمحاصرة المخيم عشرة أيام مع القصف المستمر بطائرات اف-16 والمدفعية.
فدخل المخيم التاريخ من أوسع أبوابه في صموده أمام أعتى أسلحة المحتل وتخاذل العرب عندما أثبت لهم وللعالم بأنه المعادلة الأصعب، فبرز كشمس الظهيرة التي لا يمكن إطفاؤها، بل وأحرقت سورهم الواقي وتقنياتهم العسكرية الحديثة وألقت بها جميعا رمادا ذرته في عيونهم.
أذاق صمود المقاومة داخل المخيم وانتصارهم قادة الاحتلال مرارة الهزيمة وجعلتهم يعيدون حساباتهم آلاف المرات ،فخرجو يجرون أذيال الهزيمة والعار. أما المخيم فانبثق كطائر فينيق أقوى وأشرس وأكثر إيمانا بعدالة القضية.
استمر المخيم بإحراز النصر بعد كل عملية مقاومة ففي عام 2021 تزين اسم المخيم بعد عملية إطلاق نار نفذها الشهيد ضياء حمارشة والتي أسفرت حينها عن مقتل خمس جنود وإصابة آخرين..
وفي 7/4/2022 نفذ الشاب رعد حازم عملية فدائية قُتل فيها لا يقل عن أربعون جندي من جنود الاحتلال..
واليوم 11/5/2022 قامت قوات الاحتلال باغتيال الصحفية مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها لاقتحام جنود الاحتلال مدينة جنين..
يظنون بأنهم قتلوا الشجرة ولا يعلمون بأن رب ثمرة لم تدركها عين ادخرت بذورها ليوم البذار فصنعت غابة....
بديعة النعيمي