مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي الزعبي وأبو زيد ويانس الزهير: تقديم التسهيلات الممكنة للتسريع من التخليص على المركبات قطاعات الوطن.. الدفاع المدني يخمد حريق مخازن مفروشات في منطقة المصدار. مسيحيو الأردن: انه اليوبيل الفضي للعطلة الوطنية بعيد الميلاد مجلس مفوضي العقبة يقر حوافز استثمارية وتنموية لتعزيز السياحة والزراعة والابتكار البنك المركزي ..خطوات لتعزيز استدامة قطاع التأمين وحماية حقوق المواطنين 20 ألف طالب وطالبة يتقدمون لـتكميلية التوجيهي غدا "الخارجية" تعزي بضحايا تحطم طائرة تابعة للخطوط الأذربيجانية مسيحيو الأردن يحيون قداس عيد الميلاد المجيد رئيس الديوان الملكي يلتقي ممثلين عن مجموعة شعلة الأردن الكشفية وملتقى بناة المستقبل الاشغال تنهي العمل بمشروع مجمع دوائر وزارة المالية الذي يتألف من 14 طابقًا لقاءات الملك 2024: ترسيخ لنهج هاشمي أصيل في بناء الوطن مندوبا عن الملك السفير البدور يحضر قداس منتصف الليل بكنيسة المهد في بيت لحم لقطات جديدة من استضافة ولي العهد للنشامى في مركز تدريب العمليات الخاصة نجاح مبكر وقياسي للمؤتمر الدولي العاشر للتأمين "مؤتمر العقبة " ٢٠٢٥ تراجيديا كعكة الأردن الصفراء رئيسُ الجامعةِ الأردنيّةِ يهنّئُ أسرةَ الجامعةِ من أبناءِ الطّوائفِ المسيحيّةِ بعيدِ الميلادِ المجيد المغرب على بعد خطوة واحدة من تعديل تاريخي لقانون الأسرة الانباط تنشر تقرير ديوان المحاسبة 2023

كتب مروان سوداح: "مسألة تايون".. ما هي؟

كتب مروان سوداح مسألة تايون ما هي
الأنباط -
"مسألة تايون".. ما هي؟
الأكاديمي مروان سوداح
 قبل أيام قليلة دارت رؤوس البشر صوب تايوان بعدما تلاحقت في وسائل الإعلام أخبار مفادها، أن طائرة أو طائرات صينية حلَّقت في أجواء هذه الجزيرة، فما هو أمر تايوان هذه؟ وهل هي غربية وأمريكية، أم شرقية صينية؟
 يُعتبر وضع تايوان الحالي مسألة مُستعصية للآن على الحل السلمي، بمعنى أن هنالك صراعات حادة ما زالت تجري حول تايوان، وفي داخل تايوان أيضاً في أوساط متعددة، بعضها تابع لقوى خارجية، والبعض الآخر يدافع بضراوة عن مكاسبه الطبقية، والسياسية، والاقتصادية التاريخية المتراكمة منذ عهد استقلال البر الصيني.
 "مسألة تايوان" وُلدت مع ولادة جمهورية الصين الشعبية المستقلة عن الاستعمار، والمحرِرَة لآراضيها، بينما بقيت تايوان تراباً صينياً وإن ترفض القمة الحاكمة فيها العودة للوطن الأُم، وبرغم أن حُكَّامُها آثروا البقاء على مساحة صغيرة ومحاصرة بالمياه من كل جانب ولا اتصال لها باليابسة في مواجهتهم للصين الكُبرى والضخمة!
 الأمثلة عديدة في الدنيا عن قطعٍ من الأراضي يَعتبرها سكانها أو الجزء منهم وحُكامُها دولةً، بالرغم من أنها تفتقر إلى آليات البقاء وديمومة الاستقرار والأمن وثبات الوضع الاقتصادي و/ أو التناغم السكاني؟
 الوضع في تايوان خلّفته الحرب الأهلية الصينية. ولهذا، وبالتالي هي مسألة صينية داخلية بحت، ولا تمت بصلةٍ لأي قوىً خارجية لعبت على حبلها بالتهريج، بغية إلحاقها بالغرب جغرافياً ولغةً وسياسةً وثقافة وحضارةً و.. في المجال العسكري والأمني أيضاً كاستحكام عسكري معادٍ للصين وفي سعي لإضعاف مكانة بكين. 
 عندما تأسست جمهورية الصين الشعبية، في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 1949، هرب جزء من عسكريي وإداريي حزب "الكومنتانغ" إلى جزيرة تايوان الصينية، بعد فشلهم الذريع في الحرب الأهلية، وبادروا، ككل منشق ومرتد وخائن لوطنه، للتحالف مع الأجنبي / الأمريكي، الذي تلقفهم بسرعة البرق، وعمّق فيهم مشاعر العداء اتجاه وطنهم الصيني، وتمكن مِن حَرف بوصلتهم الصينية لتغدو غربية تارة، ويابانية في أخرى لبعضهم، في غيرها برتغالية أيضاً، وهَلُمَّ جَرَّا! 
 في هذا الوضع اشتهر إداريو تايوان بصفتهم الانفصالية، سيّما وأن الغالبية الساجقة من البلدان لم تعترف على أنهم دولة، فجمهورية الصين الشعبية تشترط في علاقاتها مع عواصم العالم الاعتراف بها لوحدها كممثل شرعي ووحيد للصين والصينيين، وعلى هذا الأساس فقدت تايبيه عنصراً هاماً من عناصر العالمية، ولم تقبل بها منظمة الأمم المتحدة عضواً فيها، ولم تتمكن تايوان من ممارسة الدبلوماسية والسياسة مع دول المَعمورة التي بادلت بر الصين السفارات والتنسيق السياسي والأمني والعسكري وغيره من صور التبادل بين الدول المستقلة والسيِّدة، التي تتمتع بعضوية رسمية ونافذة في الأُمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي للأُمم المتحدة، وتم بالتالي استبدال سفارات تايوان السابقة في أقطار العالم بممثليات تجارية واقتصادية ليس إلا، ذلك أن حكومة البر الصيني هي المعترف بها دولياً، وهي التي تعقد المعاهدات والاتفاقات بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للصين والصينيين حتى مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب التي تناهض النظام الاشتراكي الصيني والاشتراكية عموماً. وعليه بالذات، هذا يعني في القانون الدولي بأن التطور التاريخي السياسي قد أفضى إلى تأكيد بكين عاصمةً للصين برمتها براً وجَزائِرُ، وبأن حكومتها هي الممثل الشرعي الوحيد للصينيين. ولا يجب على أحد أن ينسى أو يتناسى هنا بأن مسألة تايوان إنما تخضع لمبادئ البيانات المشتركة الثلاثة التي وقَّعت عليها حكومتا الصين وأمريكا في سنوات 1972 و 1979 و 1982، والتي أوصلت إلى إقامة العلاقات الدبلوماسية بين العاصمتين وتطبيع علاقاتهما، وإعادة مسألة تايون إلى موضعها الأصلي كبقعة صينية تخضع للصين الأُم سلماً، وليتواصل الشعب الصيني في ضفتي مضيق تايوان مع بعضهما البعض دون عوائق، ومنعاً لتدخل أي قوى أجنبية في شؤون الصينيين، عملاً بالمبدأ الدولي الشهير القائل بعدم جواز تدخّل أية دولة في الشؤون الداخلية لدولة أخرى. 
*متخصص في شؤون الصين.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير