بلدية السلط الكبرى تنفذ عطاء خلطة اسفلتية(صور ) حوارية في "شومان" حول " مآلات العرب في ضوء التكتلات العالمية الجديدة " أيلة تخرج المشاركات في البرنامج التدريبي للإرشاد السياحي البيئي دعوات لتطبيق كودة العزل الحراري بدقة على الأبنية الاردنية بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية ومركز تطوير الأعمال ومنظمة سبارك مصطفى محمد عيروط يكنب:الأردن دولة قانون ومؤسسات إبراهيم أبو حويله يكتب:بين القرآن والتحريف في التوراة ... استانا : انعقاد الاجتماع العام التنسيقي للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي طرح عطاء لصيانة وتأهيل مديرية صناعة وتجارة وتموين العقبة مستوطنون متطرفون يقتحمون الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال الزرقاء: حوارية تناقش تمكين المرأة في عملية صنع القرار السياسي ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضان في الصين إلى 14 الإحصاءات: إطلاق تجريبي لمركز البيانات الوطني التفاعلي في الأسابيع المقبلة عمرو موسى رئيساً للكونغرس العربي العالمي للإبداع والإبتكار دعوات للشركات الأردنية لابتكار حلول وطنية لمواجهة المخاطر التكنولوجية العالمية استشهاد فلسطينيين برصاص الاحتلال في الخليل مباحثات أممية أميركية بشأن غزة عين على القدس يناقش الرأي الاستشاري للعدل الدولية بعدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي 2606 أطنان من الخضار والفواكه وردت للسوق المركزي اليوم دائرة الشؤون الفلسطينية ولجان خدمات المخيمات تدين تصنيف الكنيست الإسرائيلي الأونروا كمنظمة ارهابية
مقالات مختارة

مروان العمد يكتب:المقالة الجامعة / الحلقة التاسعة

{clean_title}
الأنباط -
المقالة الجامعة / الحلقة التاسعة
         بتاريخ 30 / 1 / 2022 وبالذكرى الستين لعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، تحدث جلالته الى الشعب الاردني في كلمة جامعة مانعة ، استعرض فيها وضعنا الحالي ، ومهد لنا طريق الخروج منه الى غد مشرق ان شاء الله . وقد استهل جلالته كلمته بالدعوة للبناء على ما انجزه الآباء والاجداد خلال المائة سنة الماضية لتكملة مسيرة التطوير وتجاوز التحديات وبتخطيط مؤسسي سليم . وقال جلالته انه وهو يقف على اعتاب الستين من عمره ، وبداية قرن جديد من عمر الدولة ، فأنه جند نفسه جندياً من جنود جيشنا الاردني ومواطناً من مواطنيه ، مستذكرا اقوال والده الراحل العظيم الحسين بن طلال طيب الله ثراه وهو يودع دنيانا ، بأن الاخلاص والوفاء لهذا الحمى شرف و واجب نحمله جيلاً بعد جيل . 
    واشار جلالته الى الصعاب التي اشتدت على الاردن  وفي المنطقة في السنوات الاخيرة ، والتحديات الامنية والاقتصادية التي واجهها ، بالاضافة الى ملايين اللاجئين ، وتراجع الدعم الخارجي مما اثر على تنفيذ البرامج والخطط ، وتمترس بيروقراطي ، وانغلاق في وجه التغيير ، وتغول الاشاعة ، وتغيب الحوار  العقلاني بالاضافة لما سببته كورونا من اعباء  .
    واكد جلالته ان واقعنا لا يرتقي لمستوى طموحنا ، والذي منبعه ايماننا العميق بأننا قادرون على صنع المستقبل المشرق ، نعزز فيه امننا واستقرارنا ، ونمضي في مسيرة البناء الى آفاق اوسع من التميز والانجاز والابداع ، نستعيد فيه صدارتنا في التعليم والنهوض الاقتصادي ، وازدهار القطاع الخاص وزيادة فرص العمل ، ومواجهة الفقر والبطالة وعدم المساواة . و نريده مستقبلاً عنوانه التميز وجوهره الابداع والانفتاح الى التغيير والتطوير واستيعاب كل ما هو حديث . وان تحقيق ذلك يتطلب منا جهوداً مكثفة تبني على مواطن قوتنا ، وتعالج نقاط الضعف في التخطيط والتنفيذ ، ورفع سوية الاداء في مختلف القطاعات .
    واضاف جلالته بأننا نحتاج الى خطوات لجذب الاستثمارات الخارجية وتحفيز الاستثمارات الوطنية ، و وضع خارطة طريق للتغلب على العقبات التي تعيق نمو القطاع الخاص ، ومعالجة السلبيات في القطاع الاداري للدولة .  وانه وجه الحكومة الى وضع الخطط والبرامج لدعم قطاعات السياحة والزراعة والتكنولوجيا والطاقة المتجددة وتطوير القطاع الطبي ، ليعود الاردن واجهة رئيسية للسياحة العلاجية في منطقتنا . وانه لابد من فتح الافاق للرياديين من شبابنا وتوفير البيئة المناسبة لهم . واستغلال ثورة التكنولوجيا لاعادة هندسة القطاع العام واختصار الترهل ، والاقلال من الاهواء الشخصية والفساد الوظيفي الذي يختبئ في الرزم الورقية المكدسة .
     واضاف جلالته بأنه يجب تجسير الثقة بين الحكومات والشعب ، وضرورة وضع الحكومات خطط وبرامج باهداف واضحة ، والعمل بشفافية ، وتوضيح آليات عملها بطريقة تبدد الإشاعات الهدامة ، ليحل الحوار المرتكز على المعلومة محل السجالات المحبطة ، وتكريس نهج المسائلة للمقصرين في واجباتهم اتجاه الوطن . لانه لن نجد حلول في ظل دوامة التشكيك وتغييب الحقائق والمنطق والعقلانية ، الا بشراكة حقيقية بين المواطن والحكومة للتصدي للاشاعات والاخبار الكاذبة ، والمعلومات الزائفة لنحول دون تمكن ضعاف النفوس المتسترين خلف شاشاتهم من بث روح السلبية والاحباط وزعزعة الثقة في مجتمعنا . ولا نريد ان يكون لأولائك الذين يجدون في معاركهم الفرعية وبطولاتهم الشخصية غايات اهم من مصلحة الوطن مكاناً بيننا . وقال جلالته ان التشاؤم لا يبني مستقبلاً ، والاحباط لا يقدم حلولًا .وان الاردنيين هم من اهل العزم الذين لا يقبلون الا الافضل ، وان هذا يتطلب ان نرسم مستقبلنا الذي نطمح اليه بيدنا ، وتطوير ادوات عملنا لتواكب شروط النجاح في كل المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية والثقافية وحتى المناخية . ونوه جلالته الى ان كل الدول تقف اليوم امام مفترق طرق ، اما ان تواكب المتغيرات واما ان تصبح على هامش المستقبل . واننا يجب ان نقبل على المستقبل بالشجاعة المعروفة عن الاردنيين وان نتمسك بثوابتنا ونحافظ على قيمنا وندافع عن مواقفنا باستخدام افضل ما يوفره عصرنا من ادوات وامكانيات . وان نتخذ اكثر القرارات جرأة واصعبها بلا تردد . وانه لا مكان بيننا لمسؤول يهاب اتخاذ القرار او يختبئ وراء اسوار البيروقراطية خوفاً من تحمل مسؤولية قراره . وتوفير الحماية لكل مسؤول يتخذ القرارات الجريئة طالما تنسجم مع القانون وليس لمنافع شخصية . وان علينا ان ندرك ان هناك اشخاص او مجموعات سيعارضون القرارات ، ولن يكون هناك قرار يحظى باجماع كامل .كما ان تقبل النقد هو جزء من صفة العمل العام الذي هدفه المصلحة العامة بعيدا عن كسب الشعبوية .  وان المواطن شريك اساسي في تسريع وتيرة التغيير الإيجابي والافادة منه . وان نواكب التغيير للافادة مما يوفره من فرص ، وان نحمي هذه الثوابت ونحصنها باستخدام ما ينتجه العصر الحديث من ادوات ديناميكية . 
     وقال جلالته / لا ارى مكاناً لنا الا في مقدمة التغيير وفق رؤية وطنية شاملة واضحة المنهجية والاهداف ، لا يعيقها تردد ولا يضعفها ارتجال ولا مصالح ضيقة . نسير إلى الامام دون تراجع في تطبيق هذه الرؤية التي تسندها الاصلاحات الإدارية والاقتصادية .
   واضاف جلالته انه ولهذه الغاية فقد وجهت ديواننا الملكي الهاشمي للبدء بتنظيم ورشة عمل وطنية ، تجمع ممثلين من اصحاب الخبرة والتخصص في قطاعاتنا الاقتصادية وبالتعاون مع الحكومة لوضع رؤية شاملة وخارطة طريق محكمة للسنوات المقبلة ، تضمن اطلاق الإمكانيات لتحقيق فرص العمل المتاحة لأبنائنا وبناتنا ، وتوسيع الطبقة الوسطى ، ورفع مستوى المعيشة ، لضمان نوعية حياة افضل للمواطنين .  وقال جلالته ان العمل جار الى وضع آلية تكفل المتابعة الحثيثة لتنفيذ هذه الروئية في كل القطاعات ، وان هذه المتابعة ستكون شخصية من جلالته . وستكون هذه الخطط هي المرتكز الاساسي لتكليف الحكومات وبحيث تبني على ما انجزته سابقاتها ، فيتواصل الإنجاز وتحقق ثماره  إصلاحات شاملة ، وخدمات فاعلة ، وتطوراً اقتصادياً وإدارياً ، وفرص عمل . وقال جلالته  لنعمل معاً بثقة وايمان وتكافل لنوفر الحياة الكريمة لشعبنا في وطننا العزيز في الحاضر والمستقبل .
     وعلى اثر نشر كلمة جلالة الملك والتي اختصرتها بقدر الامكان ، لأن في لكل فقرة لا بل في كل جملة وفي كل كلمة كان هناك معنى ومقصداً يريد جلالته ان يضعه نصب اعيننا . وان يضعنا امام مسؤولياتنا في السير على طريق الاصلاح والذي ابتدأه بتشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية والتعديلات الدستورية التي تفرضها حكماً هذا التعديلات ، والذي أتبعه بتشكيل لجنة خاصة لتحقيق اصلاح القطاع العام ، لتأتي هذه الكلمة الملكية السامية لتضع اقدامنا على الطريق الصحيح للاصلاح ، اذا كان هناك فعلاً من يرد ان يعمل لتحقيق هذا الاصلاح . و ليحدد مسؤوليتنا في تحقيق ذلك مواطنين وحكومة ، مبيناً اوجه التقصير من الطرفين وداعياً الى تحمل المسؤولية من قبلهما لتحقيق هذه الغاية .
    وقد اطلعت على الكثير مما كُتب في استعراض مضامين رسالة جلالته ، لاجد ان معظم من كتب عنها كان على طريقة ولا تقربوا الصلاة . ومعظمهم كان يتحدث عما يجب على الطرف الآخر ان يقوم به او أن لا يقوم  به ، مستثنياً نفسه مما يحب عليه ان يقوم به او لاقوم به . وكان واضحاً ان تركيز المتحدثين عن مضامين رسالة جلالته هو نقده للاداء الحكومي، ومطالباته بأن يتحلى المسؤولين بالشجاعة لاتخاذ قرارات جريئة وصعبة ، والعمل على تنفيذها طالما تنسجم مع القانون والصالح العام وليس المصالح الشخصية . وتجاهلوا ما ورد فيها عن دور المواطن في التجسير مع الحكومات ، وبناء الثقة المتبادلة بينهما ، وذلك من خلال ؤد الاشاعات ، ليحل محلها الحوار المرتكز على المعلومة ، والتصدي للاشاعات والاخبار الكاذبة والمعلومات الزائفة ، وان لا نمكن المتمترسين خلف شاشاتهم من بث روح السلبية والاحباط بيننا ، وان لا يجد البعض ان معاركهم الفرعية وبطولاتهم الشخصية اهم من مصلحة الوطن .
     كما تجاهل البعض  المخاطر والتحديات الامنية والاقتصادية ، وتدفق المهاجرين ، وتراجع الدعم الخارجي ، والبيروقراطية ، والانغلاق في وجه التغيير ، و تغول الاشاعة ، وتغيب الحوار العقلاني ، بالاضافة لوباء كورونا وما احدثه من اضرار على الاردن والاردنيين . 
 كما تجاهل البعض الخطوط العريضة التي وضعها جلالته لنعمل على تنفيذها لنرتقي بمستوى طموحاتنا وتعزيز امننا واستقرارنا ، ومواجهة الفقر والبطالة وعدم المساواة . ومثال ذلك جذب الاستثمارات الخارجية وتحفيز الاستثمارات الداخلية بما تتضمنه من تغيير النظرة للاستثمار والمستثمرين ، ووضع خارطة طريق للتغلب الى العقبات التي تواجه القطاع الخاص مثل دعم السياحة والزراعة والتكنولوجيا واختصار الترهل وتطوير القطاع الطبي لكي نعود كما كنا مقصدا للسياحية العلاجية ، وتطوير التعليم واعادة القه .
    وتجاهل البعض ما تحدث عنه جلالته عن الحاجة الى الارتقاء بمستوى طموحاتنا وتعزير استقرارنا في مواجهة الفقر والبطالة وعدم المساواة ومواجهة التحديات التي تواجهنا ، وقوله ان التشاؤم لا يبني مستقبلاً ولا يحقق حلولاً ، وان كل دول العالم تقف اليوم على مفترق طرق ، فأما ان نواكب التغيير ، واما ان نقبع على هامش المستقبل ، وان علينا ان نتخذ اكثر القرارات جرأة واكثرها صعوبة بلا تردد ، معتمدين في ذلك على شجاعة الاردنيين .
     واكثر ما تحدث عنه المحللين بالاضافة الى نقد جلالته الاداء الحكومي هو توجيهه الديوان الملكي الهاشمي للبدء بتنظيم ورشة عمل وطنية ، تجمع ممثلين من اصحاب الخبرة والتخصص في قطاعاتنا الاقتصادية ، بالتعاون مع الحكومة ، لوضع رؤية شاملة وخارطة طريق محكمة للسنوات القادمة . وهنا تحول الجميع الى اصحاب خبرة وتخصص في هذا المجال ، وادلوا بدلوهم واقتراحاتهم وتصوراتهم لكيفية اجراء هذا الحوار الوطني .  مع ان جلالته قد قال في كلمته ، ان العمل جار الى وضع آلية تكفل المتابعة الحثيثة لتنفيذ هذه الروئيه في كل القطاعات ، والتي من المنطقي ان تجري مع نخب من المختصين وليس كلهم ، مما سوف يؤدي الى تصارع وجهات النظر وتضاربها ، وسيم انتقاد الاسماء التي سوف يتم الحوار معها . وسيتم التشكيك بكل ما يصدر نتيجة هذا الحوار ، الذي قال جلالته انه سيتم تحت متابعته الشخصية . وسوف يتكرر سيناريو مخرجات لجنة الحوار  ، وذلك لأنه لا يوجد في الاردن اي اتفاق على مفهوم الاصلاح وكيفية تحقيقه . مما يجعلني اشك حتى بوجود من يريد تحقيق الاصلاح . وسوف اتحدث عن ذلك في حلقات اخرى لمن يرغب في المتابعة .
 مروان العمد 
١٢ / ٢ / ٢٠٢٢
  ملاحظة / جميع ما ورد في هذه الحلقة يمثلني ويعبر عن وجهة نظري . واحترم رأي ووجهة نظر كل من يخالفني في ذلك .