الزهير: تقديم التسهيلات الممكنة للتسريع من التخليص على المركبات قطاعات الوطن.. الدفاع المدني يخمد حريق مخازن مفروشات في منطقة المصدار. مسيحيو الأردن: انه اليوبيل الفضي للعطلة الوطنية بعيد الميلاد مجلس مفوضي العقبة يقر حوافز استثمارية وتنموية لتعزيز السياحة والزراعة والابتكار البنك المركزي ..خطوات لتعزيز استدامة قطاع التأمين وحماية حقوق المواطنين 20 ألف طالب وطالبة يتقدمون لـتكميلية التوجيهي غدا "الخارجية" تعزي بضحايا تحطم طائرة تابعة للخطوط الأذربيجانية مسيحيو الأردن يحيون قداس عيد الميلاد المجيد رئيس الديوان الملكي يلتقي ممثلين عن مجموعة شعلة الأردن الكشفية وملتقى بناة المستقبل الاشغال تنهي العمل بمشروع مجمع دوائر وزارة المالية الذي يتألف من 14 طابقًا لقاءات الملك 2024: ترسيخ لنهج هاشمي أصيل في بناء الوطن مندوبا عن الملك السفير البدور يحضر قداس منتصف الليل بكنيسة المهد في بيت لحم لقطات جديدة من استضافة ولي العهد للنشامى في مركز تدريب العمليات الخاصة نجاح مبكر وقياسي للمؤتمر الدولي العاشر للتأمين "مؤتمر العقبة " ٢٠٢٥ تراجيديا كعكة الأردن الصفراء رئيسُ الجامعةِ الأردنيّةِ يهنّئُ أسرةَ الجامعةِ من أبناءِ الطّوائفِ المسيحيّةِ بعيدِ الميلادِ المجيد المغرب على بعد خطوة واحدة من تعديل تاريخي لقانون الأسرة الانباط تنشر تقرير ديوان المحاسبة 2023 الصلاج يظفر بالميدالية الفضية في بطولة آسيا لرفع الأثقال

التدافع الرابع على أفريقيا

التدافع الرابع على أفريقيا
الأنباط -

د منذر الحوارات

"في نوفمبر من عام ١٨٨٤ إلى فبراير ١٨٨٥م دعا المستشار الألماني بسمارك ١٣ قوة عالمية بمشاركة الولايات المتحدة لتنسيق النشاط التجاري في أفريقيا وفي حينها أطلقت صحيفة التايمز على هذا الوضع مصطلح «التدافع على أفريقيا» وكانت هذه هي الموجة الأولى، وانتهت بعد الحرب الأولى، تلتها موجتان: موجة الاستعمار الحديث وموجة الحرب الباردة، وفي كل تلك الموجات وما سبقها من قرون حفلت بالاسترقاق وأبشع أشكال الاستغلال من قبل الحضارة الغربية، وأصبحت الذاكرة الافريقية تقطر استعماراً واستعباداً ولكن المأساة الفعلية أنه بعد الاستقلال وتحرر إفريقيا من الاستعمار، لم تتحرر بعد من القبيلة والفساد، فانحدرت حكوماتها الى درك التسول من الغرب، وأصبحت من جديد في دائرة الاستغلال بسبب تلك النخب الفاسدة.

والآن وبعد عقود من الإهمال للقارة، بدأت موجة جديدة من الاهتمام بها دشنتها الصين وتوسعت الدائرة لتشمل دولاً عديدة في مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا ودول أوروبية وإقليمية ومنها دول عربية، فما هي دوافع هذه الموجة الجديدة والتي تستحق لقب التدافع الرابع على أفريقيا فهل هو لانتشال هذه القارة من فقرها وبؤسها وحروبها الأهلية وتشظي مكوناتها؟ أم لمآرب أخرى؟

في الظاهر يتحدث الجميع عن المشاريع والتنمية وحقوق الإنسان وتحقيق الديمقراطية، لكن ما زالت القارة تعاني فأين السرّ اذاً؟

قراءة بسيطة للواقع ولمستقبل هذه القارة نجد أنها تشكل ٢٠٪ من مساحة اليابسة ويقطنها ١.٣مليار ومرشحة في العام ٢١٠٠ أن تحوي ٤.٥ مليار، وبالتالي هذا يؤشر إلى اهميتها في مجال الاستهلاك والإنفاق والعمالة الرخيصة، وهي ايضاً تحوي في باطنها خزاناً لا ينضب من مصادر الطاقة والمعادن النادرة، إذاً لا يبدو التنافس على مصير أفريقيا جزءاً من الحرص على مصالحها، بل هو صراع استعماري ولكن بقفازات من حرير.

افريقيا هذه والتي تعج بالخيرات تفتقد الى شيء أساسي وهو الحكم الرشيد في أغلب دولها، وهذا بالضبط هو مدخل للآخرين للنفاذ اليها واستغلال خيراتها دون أن تستفيد شعوبها، فكل أمة من الأمم المتدافعة الان تدخل إليها بـأجندتها الخاصة التي تخدم مصالحها، فالصين مثلاً تدخل من باب الاستثمار والقروض السهلة والتي تُسيّل اللعاب والتي تتحول بعد فترة الى طوق يلتف على أعناق تلك الدول يفقدها أصولها بعد عجزها عن السداد، وهذا ما أطلق عليه الأميركان بفخ الديون الصينية، ومع ذلك ساهمت الصين في بناء العديد من الجسور والمطارات والطرق وانتشلت الكثيرين من الفقر، ولكنها في النهاية تفعل ذلك كجزء من مشروعها الكبير الحزام والطريق، الهادف للاستحواذ على الاسواق ومصادر الطاقة والمعادن النادرة، وهذا يحتم ألا تدفع الدول الافريقية ثمن هذه البنى التحتية.

أما الولايات المتحدة والتي استخدمت القارة كساحة لمعاركها الامنية، تدخل القارة الآن باعتبارها جزءاً من مشروع أمني كبير للحرب على الارهاب طبعاً لا فائدة لأفريقيا من ذلك، أما روسيا فتعود من باب الاحلام الجيواستراتيجية ومشاريع التسليح المغرية، فهي أكبر مصدر للسلاح هناك، أما فرنسا فهي قصة استغلال أخرى.

لكل تلك الأمم اجنداتها الخاصه في افريقيا، لكن هل لأفريقيا أجندتها الخاصة؟ فهل ستستمر في لعب دور العشب المتضرر من تعارك الفيلة، واقع الحال يشير الى أنها ستستمر على هذا الحال طالما تنتظر كل العون من الخارج، وطالما تبيع أصولها لهم بمكاسب ضئيلة لا تتعدى سكة قطار أو طريق سريع او مطار، كان يمكن ان تقام بسهولة بأيادٍ وطنية، اذاً فالحل الوحيد لافريقيا كي تستفيد من ذاتها أن تعود إلى ذاتها، ما عدا ذلك سيبقى حلم النهوض الأفريقي مجرد اضغاث أحلام لا غير.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير