الأنباط -
لا تربطني علاقة شخصية مع هذا الشيخ الجليل.. والتقيته مرة واحدة في احدى المناسبات..
ولكن من باب تسليط الضوء على الجانب المشرق للاردن برجالاته الغيورين على المصلحة العامة.. ولمحاولة معرفة قوة ومهنية هذه الشخصية الهادئة شكلا.. القوية عملا وفعلا..
ولسماعي لهذه القامة على برنامج نوافذ لهذا الصباح عبر اثير اذاعتنا الاردنية التي نعتز بها..
اردت ان اكتب هذه الكلمات على عجل..
فعندما اعلم ان هذا الشيخ الجليل اقترب من العقد الثامن من العمر بلحيته البيضاء ووجهه المريح.. ويقوم بكامل مهامه على خير وجه.. وادق تفصيل.. دونما الاكتفاء بالركون لتقارير من يساعدوه..
وعندما نرى متابعته لاربع وعشيرين مكتبا في المحافظات والاقضية.. بما تتسلمه من مسائل.. وما تخرجه للناس من فتاوى..
وعندما نعلم ان دائرة الافتاء العامة تتابع وترصد من تلقاء نفسها كل موضوع كبر او صغر من على وسائل التواصل الاجتماعية او المواقع الاخبارية او ما يتناقله الناس في لقاءاتهم.. ويحتاج الى الرأي الفقهي المرتكز على العلم والدراية ومعرفة متمحصة لاحوال الناس.. واسقاط الواقع المعاش الحديث بكل تبعاته على صلاحية الدين الحنيف لكل زمان ومكان.. فتخرج الفتوى محصنة من الشبهات والاهواء..
وعندما نعلم ان هذه الدائرة قائمة على اربعين مفتي لمتابعة كافة القضايا والمسائل الاجتماعية والاقتصادية والادارية ومنها ما يصل الى عشرات المئات من الصفحات.. واصدار الفتاوى الدقيقة والتي سيكون تأثيرها عميق وخطير على حياة الفرد او الجماعة والمجتمع.
فكثيرة هي مسائل البيوع والتجارة والمسائل الاجتماعية التي يتم طرق باب الدائرة لاجلها..
ناهيك عن الامور التي تتصدى لها الدائرة درءا للفساد الاخلاقي والاجتماعي..
وعندما نعلم ان هذه الدائرة حازت على تصنيف افضل مؤسسة للافتاء في جائحة كورونا.. وكانت مرجعا اساسيا.. وتمت ترجمة الفتاوى لخمس لغات لخدمة المسلمين في ارجاء العالم..
وما التعاون بين دائرة الافتاء الاردنية ونظيراتها في عدد من الدول الاسلامية للاخذ بفتاويها الا دليل على عمق ورقي مخرجاتها..
فللناظر لما قامت وتقوم به هذه الدائرة من جهد ومهنية عالية على مدار الاعوام الفائتة.. سيجد ان خلفها شخصية عسكرية انضباطية حكيمة ادارية وفنية من طراز عالي..
هذه هي المدرسة العسكرية التي تخرج كل يوم قيادات من النوع النادر.. فتربط المهنية بالاحترافية بالانضباط والدقة والمتابعة..
وما سماحة شيخنا الجليل عبدالكريم الخصاونة الا انموذجا واقعيا لذلك..
فهل سنشهد استعانة بمثله ليتقلد مناصب حساسة في الاردن.. تحتاج بالاضافة الى الامانة القوة والانضباط العسكري؟!..
حمى الله الأردن ملكا وشعبا وأرضا..