الأنباط -
يحكى ان حمارا قال لنمر.. ان لون العشب ازرق..
فرد عليه النمر.. لا.. انه اخضر..
وبعد جدال طويل.. قررا ان يحتكمان عند الاسد..
فعندما وصلا لعرين الاسد.. بدأ الحمار الحديث بصوت عال وبصراخ مزعج.. اليس لون العشب ازرق؟!..
لقد تناقشت مع النمر على لون العشب.. وقلت له ان لونه ازرق.. وبقي يجادلني انه اخضر.. حتى قررنا ان نحتكم عندك..
فقال الاسد.. والان ما هو رأيك النهائي ايها الحمار؟!..
فقال الحمار.. انا اراه ازرق وما زلت مقتنع انه ازرق..
فقال الاسد.. بما انك مقتنع انه ازرق.. نعم صحيح هو كذلك..
فقال الحمار على عجل.. وانا اطلب منك ان تحاكم النمر.. لانه ازعجني ولم يقتنع..
فرد الاسد.. لقد حكمنا على النمر بان يصمت ثلاثة ايام عن الحديث والنقاش..
حينها اصبح الحمار يغني وينادي.. لون العشب ازرق.. لون العشب ازرق.. وانصرف..
حينها اقترب النمر من الاسد وقال بصوت خافت.. يا ملك الغابة.. انت تعلم بان لون العشب اخضر.. لماذا حكمت علي.. وتركت الحمار؟!..
فرد عليه الاسد.. انا لم احكم عليك بصحة او عدم صحة لون العشب.. فلونه اخضر.. وكلنا يعلم ويرى ذلك.. ولا داعي لان اثبت للجميع ان لونه اخضر.. وما الفائدة المرجوة من ذلك؟!..
ولكن حكمت عليك لانك ذكي وشجاع وفطن.. واضعت وقتك في محاولة اقناع حمار لا يريد ان يسمع ولا يقتنع الا بما قال..
واكملتها بان قبلت الاحتكام عندي واضعت وقتي حتى تتأكد من معلومة انت متأكد منها.. مع انك تعلم ان الحمار لا ولن يقتنع.. وانه لا يهتم بالحقيقة.. ولن ينظر الى اي ادلة تظهرها.. وكل ما يهمه انه فقط يجادلك وان يظهر امامك انه على حق..
سقت هذه القصة حتى اوصل بعض النقاط السريعة.. علها تنفعنا حين ننجر الى اي حوار او نقاش..
بداية يجب علينا ان نتفحص ونتلمس ثقافة وعلم وطبيعة من نناقش.. فعلينا ان نتجاهل كل من يقدم رأيه بالصراخ والنقاش العقيم.. فهو متعصب لرأيه مهما قدمنا له من براهين وادلة دامغة.. والافضل ان نبتعد عن ذلك المجلس.. حتى نتجنب اي محاولة للنقاش..
وإن سنحت الامور لان نقول المعلومة الصحيحة في وقت اخر.. وفي ظروف احسن.. وعند اناس تقدر وتتفهم الحقيقة.. فلا نتردد..
وعليك ان لا تدخل اي نقاش وانت تنوي الخروج منتصرا مهما كانت الادلة التي بيد الاخر..
بل ادخل النقاش وانت تنوي الافادة والاستفادة والاستزادة..
وعليك بالقاعدة الذهبية للنقاش وهي.. رأيك صواب يحتمل الخطأ.. ورأي غيرك خطأ يحتمل الصواب..
وقتك ثمين.. فلا تهدره في جدال عقيم..
ابو الليث..