الأنباط -
تسلمت وزارة البيئة ، من خلال الإدارة الملكية لحماية البيئة والسياحة، طائرة دون طيار، مقدمة من وكالة حماية البيئة النمساوية الجهة المنفذة لمشروع التجهيزات الخاصة بنظام المعلومات والرصد الوطني الخاص بالنفايات.
وإشارة الى تصريح أمين عام الوزارة الدكتور محمد الخشاشنة أن إدخال هذا النوع من طائرات المراقبة بدون طيار، يعتبر من ضمن التجهيزات الهامة للمشروع، والتي سيتم استخدامها في تعزيز الرقابة البيئية على مكاب النفايات في المملكة، كما ستساهم أيضا في تعزيز فعالية الرقابة على مختلف عناصر البيئة.
السؤال هل وصلنا الى درجة المحافظة على البيئة ، وأصبحت مكاب النفايات لدينا مسيطر عليها من الأرض حتى يتم مراقبتها من الجو ؟ هل ستكون رحلات هذه الطائرة فقط في سماء العاصمة عمان ومراقبة المكبات ، أم سيكون لها جولات في سماء محافظات الوطن؟ هل تملك وزارة البيئة الخبرة الكافية، والكادر المدرب على التحليق بهذه الطائرة (عن بعد) ورصد النتائج حول مكبات النفايات ؟
اعتقد من الأولويات معالجة القضايا التي طرحها تقرير ديوان المحاسبة السنوي لعام 2019 والتي ورد فيه العديد من التجاوزات بعد تقييم اداء ادارة النفايات الخطرة في وزارة البيئة ابرزها عدم وجود نظام متكامل لإدارة النفايات الخطرة (الصناعية والطبية) يحدد من خلاله ادوار جميع الجهات ذات العلاقة والية التنسيق والمتابعة لتنفيذ السياسات العامة والبرامج التنفيذية التي من شأنها زيادة فاعلية تنظيم وإدارة النفايات الخطرة حيث يشكل تهديداً للبيئة والنظم الحيوية ويؤثر على تحقيق الأهداف الاستراتيجية للوزارة والقطاع البيئي .
وبحسب التقري عدم وجود (نظام رقابة وتفتيش) في وزارة البيئة يقوم على متابعة القطاعات المعنية بالتخلص من النفايات الخطرة حسب الأصول ولا يتم تفعيل التشريعات المتعلقة بالنفايات الخطرة خاصةً فيما يتعلق بالعقوبات والمخالفات على مولدي هذه النفايات بالأخص المتعلقة بالشركات التي لا تستفيد من الإعفاءات الضريبية .
نحن لا نحتاج الى طائره دون طيار لمراقبة المكبات .. نحتاج الى خطة وطنية يشارك بها الجميع وهو مطلب وطني وانساني هدفه الحفاظ على البيئة ولن يكون ذلك ولن يتم الا بالانتماء لبيئة اردننا الغالي وتحقيقاً لرسالة جلالة الملك المعظم عندما قال: " تتعرض البيئة الإنسانية للجور والاعتداء ،وهي بحاجة إلى عناية خاصة تضمن تفعيل التشريعات وتطويرها ، وتوفير الكفاءات المتخصصة القادرة على العمل الميداني الجاد، وتفعيل مشاركة جميع المؤسسات والهيئات الرسمية والأهلية بهدف حماية التربة والماء والهواء من التلوث وحماية الأرض الزراعية من الاعتداء ومكافحة التصحر وانجراف التربة وصيانة المحميات الطبيعية، والقيام بجهد وطني شامل للتحريج وتطوير الغابات " .
نعلم أن هناك قصص كثيرة مؤلمة لتدمير الأنسان للبيئة لكننا في الأردن ما زال مطلبنا البيئة الخضراء النظيفة على أرض الواقع وليس من خلال الطائرات!! وبعيداً عن الأضواء المزيفة امام عدسات الإعلاميين ..
وللحديث بقية ..
سامر نايف عبد الدايم