الأنباط -
ايمان فاروق
أحياناً يختلط الأمر بين ما تقصده أنت وما يفهمه هو، يفهمك بطريقته الخاصة، تفكيره السطحي، وحكمه المتسرع الظالم. ويفسر ما تقوله بقلب صافي بما يناسبه ويرضي أفكاره وغروره، لتكتشف مع الوقت أنك اخترت الشخص الخطأ ليكون بئر أسرارك.
لا تعطي الثقة لإي شخصٍ كان، لإي شخصٍ شعرت بأنك تريد أن تخبره كل ما يدور في عقلك ويسكن في قلبك مهما كانت درجة الثقة به، لأنه سيكون مستعد بأول غلطة منك، صغيرةً أو كبيرة، مقصودة أو غير مقصودة، بالغليان والغليان للثأر منك وكأنه يحمل هذه الأسرار كنوع من الأسلحة التي سيحاربك بها، أو من الممكن أن يسمح لنفسه أن يفسر كلماتك بشكل خاطئ. يشكك بقصدك ونيّتك. لذلك عليك أن تختار الشخص المناسب لهذه المهمة أو من الأصح أن تأخذ بالمثل الشعبي (الشكوى لغير الله مذلة) تأمل وفكر وتصرف جيداً. قبل أن تثق بمن لا يستحق الثقة، تتجرد أمامه من كل مافي قلبك وعقلك من أفكار، تفرغ كل ما تعيشه من مشاعر بين يديه، تشعر بالراحة والأمان والاطمئنان. لكن أن تفرغ ما في قلبك وعقلك على ورقة خيراً لك من أن تفرغه لمن لا يستحق لمن هو بلا أخلاق وبلا قيمة.
احتفظ بجزء من أسرارك بينك وبين نفسك، ولا تعطي أحد اكبر من حجمه حتى لا ينفجر بك.