الأنباط -
قال وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور محمد الخلايلة إن شهر رمضان المبارك، هو شهر القرآن، وأن الله جعل قدسيته وعظمته، مستمدة من قدسية وعظمة القرآن الكريم، الذي أنزله الله تعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بنصوصه القطعية التي نتفق عليها جميعا، بثبوتها وورودها وتواترها.
وأضاف الخلايلة خلال استضافته في ندوة دينية بعنوان " أهلا رمضان" عبر الاتصال عن بعد، نظمتها كلية الشريعة في جامعة جرش الأهلية، مساء أمس الاربعاء، أن الله عندما انزل القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بدأ بأول آية " اقرأ باسم ربك الذي خلق" مشيرا الى ان القراءة ليست لذات القراءة، بل إن الاصل في الانسان أن يقرأ ليفهم وليعمل ولتحصل الفائدة من هذه القراءة.
واشار الى ان القرآن الكريم الذي بدأ باقرأ جاء في كثير من الآيات القرآنية التي تخاطب الإنسان لغايات التفكر والتدبر وتحفيز العقل والتفكير، لافتا الى ان الله سبحانه وتعالى اطلق إلينا حرية التفكير والعقل.
وأوضح أن العلماء يقولون أن هجر القرآن يأتي على أنواع، فهناك هجر التلاوة ، وهجر التطبيق وهجر تعلم أحكام القرآن الكريم وهجر الفهم الصحيح للقرآن، فالقرآن الكريم حجة لنا أو علينا، ويأتي حجة لنا عندما يأتي شفيعا لأهله، مشيرا إلى اننا اليوم بحاجة الى علماء وفقهاء يتميزوا بفهم كتاب الله تعالى والأحكام الشرعية والفقه الاسلامي ،حتى يوجهوا الناس ويعلموهم أحكام دينهم.
وحول مئوية الدولة الاردنية التي بدأت عام 1921، قال إن أول مسجد تم اعادة بنائه وصيانته وترميمه بصفة رسمية بعد بناء الدولة الاردنية، هو المسجد الحسيني وسط البلد في العاصمة عمان، والذي بني بزمن سيدنا عمر بن الخطاب، ثم اعيد بناؤه بزمن الامويين وكان يسمى المسجد الاموي، الى أن جاء العباسيون واسموه بالمسجد العمري، وبعد ان جاء الملك المؤسس عبد الله الاول وقبل ان يبني قصر رغدان، هدم المسجد القديم واعاد بناء المسجد الحسيني.
واشار الى ان المسجد الداخلي يعود لعام 1921 الذي بناه الملك المؤسس، و في عام 1946 تم بناء الاروقة، وفي عهد جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، تم صيانة المسجد واعادة ترميمه، وفي عهد جلالة الملك عبدالله الثاني تعرضت المكتبة في الطابق العلوي الى حريق، واعيد ترميمها، وهناك ترميم جديد للقبة السماوية وبعد المسجد الحسيني توالت رعاية المساجد ، حتى اصبح اليوم في الاردن أكثر من 7300 مسجد .
واشار الخلايلة الى ان رمضان في الاردن له طابع مميز من التآلف والتآخي، وتبادل الاطعمة وصلة الارحام حيث تقام صلاة التراويح في المساجد، مشيرا الى انه لم يسجل التاريخ الاردني بان توقفت صلاة التراويح في المساجد الا في هذا العام والعام الماضي في ظل جائحة كورونا، وهو شيء محزن .
وأشار الى أن الأردن أطلق العديد من المبادرات التي تم تبنيها عالميا منها رسالة عمان وأسبوع الوئام وكلمة سواء، وهذا يأتي في ظل استيعاب الاردن للمفاهيم الاسلامية وحرية التدين وهو نهج القيادة الهاشمية، داعيا الله تعالى أن يرفع البلاء عن بلادنا والبلاد العربية والاسلامية والناس أجمعين لتعود الحياة إلى ما كنا عليه قبل الجائحة.
وحول قرار إغلاق المساجد، قال أن المسجد هو مكان مقدس ولا يمكن تشبيهه بسوق تجاري أو مول أو ما شابه ذلك، ولكن نحن في قرار الإغلاق نخضع لتوصيات لجنة الاوبئة ، والامر مرتبط بالمنحنى الوبائي، وتوصيات الجهات ذات العلاقة، مشيرا الى ان عملية الاغلاق يوم الجمعة ليست على المساجد فقط إنما حظر شامل على جميع القطاعات ومنع الناس الانتقال خلال فترة الحظر.
واوضح الخلايلة أن قرار تعليق صلاة الجمعة أمر مؤلم بالنسبة لنا جميعا، وغير محبب بالتأكيد، الا أن المصلحة العامة تتطلب ذلك، وأي قرار يتخذ يدرس يوميا ويتم مراجعته، واذا ما تراجع المنحنى فان أي قرار يتم اعادة النظر به.
ودار خلال الندوة التي أدارها عميد كلية الشريعة في جامعة جرش الدكتور عبدالله الوردات، نقاش موسع بين الحضور والوزير الخلايلة، حيث أكد المشاركون ضرورة إعداد جيل من الفقهاء يجتهدون ويكون لهم أثر في المسائل الاجتهادية التي تعالج قضايا العصر.
--(بترا)