لقاء تشاوري حول واقع تنظيم الأسرة في الأردن العودات: التحديث السياسي يتطلب تضافر جهود الجميع محافظ إربد يطلع على جاهزية عدة مناطق استعدادا لفصل الشتاء انطلاق فعاليات ماراثون القراءة في الطفيلة تكية أم علي تطلق حملة الشتاء تحت شعار "لأطفالنا في الأردن وغزة" إبراهيم أبو حويله يكتب :لا نحتاج إلى رجال اقوياء ولكن إلى مؤسسات قوية ... سميرات: الحكومة تعمل على تمكين المواطنين من استخدام الخدمات الحكومية الرقمية بسهولة وسرعة كيف يقود الذكاء الاصطناعي وحوسبة الكم إلى بيئات تعليمية تفوق الخيال؟ الابتكار جسر الازدهار أهالي ونشطاء مخيم سوف يقرأون تجربة الأحزاب السياسية ويقيمون نتائج مشاركتها الانتخابية "الأوراق المالية": تسجيل وإنفاذ نشرة إصدار صندوق استثمار مشترك مفتوح الحنيفات: مليار طن حجم الهدر الغذائي عالميا تكفي لإشباع 800 مليون يتضورون جوعا " بدائل تسليحية " وفد من كلية القيادة والأركان يزور الهيئة الهاشمية للمصابين العسكريين مؤسسة ولي العهد تطلق الفوج الأول من "برنامج 42 عمّان" السفير النسور يقدم أوراق اعتماده لرئيس الجبل الأسود السفير النسور يقدم أوراق اعتماده لرئيس الجبل الأسود المتقاعدين العسكريين تسير بعثة العمرة الرابعة "النقل البري": مخاطبة إدارة السير للتأكد من صلاحية المركبات العمومية المدن والقرى ينظم ورشة حول إدماج النوع الاجتماعي

الإعاقة تصنع المستحيل

الإعاقة تصنع المستحيل
الأنباط -
 فرح موسى
عندما يؤمن الإنسان بنفسه تجده يقف أمام المستحيل ليطوّعه ليمكنه من تحقيق أهدافه , ولكن عندما يكون التحدي إعاقة خَلقية فالمهمة صعبة وتحتاج إلى إرادة صلبة اقرب للمعجزة, وهذا ما فعلته بطلتنا صانعة المجد لنفسها فقد ذللت الصعاب وسعت نحو النجاح حاملة شعار لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس , فبالعزيمة والإرادة نتخطى إعاقة الجسد .
ولدت بطلتنا نهاية نوفل منذ واحد وعشرون عاما في محافظة الزرقاء وبالتحديد في مدينة الرصيفة , وقد توسطت بطلتنا أفراد أسرتها المكونة من ثلاث أخوة شابين وفتاة , وهي تعاني من إعاقة خَلقية وليست عقلية , هذه الإعاقة التي خلقت في قلب ووجدان نهاية التحدي والسعي لصعود القمة.
تقول نهاية أن الإعاقة الخَلقية التي تعاني منها سببت لها الكثير من المشاكل في مجتمعها وبين أقرانها حيث كانوا دائما ينظرون لها بعين الشفقة والحزن وهذا الذي كانت تكرهه فهي تؤمن أنها مثل الجميع لان الإعاقة التي تعاني منها ليست عقلية وان الله أكرمها بذلك ولم تعترض على إرادة الله تعالى فالإيمان بالله تعالى جعلها متصالحة مع نفسها ومع ما أعطاها إياه الله تعالى.
وتتابع بطلتنا أن رحلتها التعليمية بدأت داخل المدارس الحكومية كأي طفل ولم تدخل مدارس خاصة بذوي الإعاقة , لأنها كانت تؤمن بفكرة وسعت لإيصالها للمجتمع وهي أن الإعاقة هي إعاقة التفكير وليست الإعاقة الجسدية والخَلقية , ولأن مجتمعاتنا العربية مجتمعات تفتقر إلى فهم من هم محدودي القدرات - من نصفهم بذوي الاحتياجات الخاصة و المعاقين- فإننا قد يخيل لنا أن هؤلاء ليسوا قادرين على القيام بحاجتهم الشخصية فكيف لهم النهوض بأمة ، و من هذا المنطلق فقد حرصت بطلتنا وبإصرار الشجعان أن تحارب الفكر السائد في مجتمعنا تجاه هذه الفئة من أبنائنا .
ومما يزيد الطين بله هو عند بلوغ نهاية عمر الثانية عشر ظهرت عليها إعاقة جديدة وهي اختلاف في أطوال الأقدام مما أدى إلى ظهور خلل واضح في المشي جعل من صعود الدرج أمراً غاية في الصعوبة والذي زاد من صدمة نهاية هو أن السبب لم يكن معروف لديها ولدى الأطباء ولكنها لم تقف عند ذلك بل استطاعت التغلب عليه والتغلب على تنمر المجتمع وأبناء المحيط الذي تعيش فيه فكانت تسمع ما لايُطاق ولكن دائما ما كانت تردد لنفسها " مش أنتِ إلي بتنكسري , خليكِ قوية , وربنا معك ".
ومما زاد الأمر سوءاً وتعقيداً، وهو انها عندما كانت على مقاعد الدراسة حصل مع نهاية وعكة صحية وهي عبارة عن عملية قلب مفتوح وتم من خلال تلك العملية تغير صمام تاجي حرمها من اكمال تعليمها لعاميين متتاليين , ولان القوانين تمنع من يتغيب لسنتين عن مقاعد الدراسة ان يعود للمدرسة بشكل منتظم قررت أن تكمل المرحلة الثانوية بالمنزل وكان هدفها ان تثبت للمجتمع أنها قادرة على التغير وبالفعل تم نجاحها بالثانوية العامة بالفرع العلمي .
ولكن لكل منا قدرة فأمر الله لم يجعلها أن لا تتابع دراستها الجامعية لظروف خاصة , فتوجهت لقطاع أمنت به ووجدت انه قادر على تحقيق ما تطمح إليه وهو صناعة المدربين فحصلت على دورة إعداد مدربين معتمدة وبدأت بعد ذلك بعقد دورات وورش في مجال تنمية المجتمع , وحصلت على خبرات في برنامج اكسل وبعد ذلك أصبحت ناشطة اجتماعية وعضو هيئة عامة في نادي الوفاء لذوي الهمم , ففي هذا النادي تلتقي مع من يعانون من إعاقات ويتم من خلاله تبادل الآراء والخبرات وتقديم الدعم للجميع , وقد قامت مؤخرا بتأسيس مبادرة بصمة أمل في عالم مظلم وتحاول جاهده لإيجاد السبل لمواجهة الصعوبات التي تتعرض لها .
وقد استطاعت ان تثبت لنفسها وللمجتمع بأنها وصلت إلى هدفها ورغبتها التي تسعى إليها وهي النجاح والتخرج ولكن ليس من الجامعة بل من الإصرار والعزيمة التي لديها وكان تفتخر بنفسها دائما وكان ومازال لديها اليقين بأن الله معها وخلقت من الصعوبات جسر من النجاح لتستمر في حياتها , وهاهي نهاية مازلت تواجهه المجتمع بكل طاقاتها وهمتها العالية وتشكر كل من ساعدها إلى الوصول إلى ما عليه ألان والى نجاحها وهدفها بأن تصبح مثال للقوة والإصرار على تحقيق هدفها .
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير