الأعيان يرعى مؤتمرًا عربيًا حوّل التعليم العالي
- تاريخ النشر :
الثلاثاء - am 12:00 | 2021-04-06
الأنباط - – انطلقت اليوم الثلاثاء، في مجلس الأعيان، أعمال المؤتمر العلمي الدولي المحكم السادس بعنوان "التوجه الحديث للتعليم العالي في الوطن العربي الواقع وآفاق المستقبل"، بدعوة من اتحاد الأكاديميين والعلماء العرب التابع للجامعة العربية.
وقال مندوب رئيس مجلس الأعيان، رئيس لجنة التربية والتعليم في المجلس العين الدكتور وجيه عويس الذي رعى الافتتاح، بحضور مساعد رئيس المجلس العين مفلح الرحيمي، عضو مجلس حكماء اتحاد الأكاديميين والعلماء العرب، إننا ندرك التطور التكنولوجي الهائل في العالم، والذي مر بأربع ثورات صناعية اعتمدت جلها على نوعية التعليم الاساسي والجامعي وأسهمت في تقدم الشعوب.
واشار إلى أن آخر الثورات تميزت بمجموعة من التكنولوجيات والتقنيات الحديثة التي اصبحت تشكل احدى أهم القوى الدافعة في المجتمعات العالمية معرفيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا، موضحًا أن من أهم تلك التكنولوجيات الذكاء الاصطناعي الذي بلغ حجم الانفاق العالمي عليه 77 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى تريليون دولار في عام 2030.
وأضاف، ومع انتشار تلك التكنولوجيا نتج نوعية جديدة من الوظائف تختلف بشكل كبير عن وظائف اليوم ما سيؤدي إلى خفض نسبة القوى العاملة في المهن البسيطة وزيادة الاعتماد على الوظائف المعتمدة على التكنولوجيا والإبداع الفكري، مبينا أن الفكر المبدع لا يولد إلا من خلال بيئة مناسبة توفر كوادر بشرية متعلمة ومكتسبة مهارات جديدة لدخول سوق العمل بمختلف متطلباته.
ولفت إلى أهمية اعادة صياغة دور المدرس والطلبة والمنهاج وأساليب التدريس لتمكين اطراف المعادلة التعليمية من التماشي مع تطور التعليم والتكنولوجيا، إضافة إلى إعادة هيكلة المؤسسات التعليمية وإيجاد منظومة تشاركية مع مؤسسات القطاع الخاص لضمان وضع برامجها تدريسية وبحثية تتواءم مع احتياجات السوق الحقيقية، وصولا لتنمية اقتصادية اجتماعية مستدامة.
وأكد العين عويس أنه أصبح لزاما على الحكومات أن تقوم بالشراكة الفعلية والتعاون مع مختلف الشركات والقطاعات الاقتصادية والأكاديمية لتطوير الكوادر البشرية القادرة على مواكبة التحول الجذري جراء هذه التكنولوجيا قبل فوات الاوان.
وأوضح أن جائحة كورونا أبرزت أهمية التعليم عن بُعد والتعليم الرقمي في الجامعات والمدارس، مرجحًا أن يشهد التعليم في الوطن العربي بعد كورونا تغيرات جذرية.
وبين أن دور التعليم الرقمي سيتعزز في المستقبل بشكل أوسع، لكن هناك صعوبات تتعلق بضعف البنية التحتية مثل توفر الإنترنت وأجهزة الحاسوب وعدم التفاعل الحقيقي مع التعلم عن بُعد، ما يتطلب وضع خطط واستراتيجيات وتشريعات محكمة تضمن جودة التعلم عن بعد، مع توفير البيئة الملائمة والبنى التحتية لضمان تفاعل الطلبة مع التعلم عن بُعد.
بدوره، عرض رئيس المؤتمر، رئيس جامعة اليرموك الدكتور نبيل هيلات، لأهداف المؤتمر المتمحورة حول تحليل واقع التوجهات الحديثة للتعليم العالي في الوطن العربي وإلقاء نظرة فاحصة على تحديات وآفاق المستقبل.
وبين أن المؤتمر الذي تستضيفه جامعة اليرموك عبر تقينة "زووم" الإلكترونية على مدى يومين، سيتناول الرؤية المستقبلية لدور الجامعات العربية التي يزيد عددها عن 1150 جامعة، واستراتيجيات التدريس وتقنيات التعليم الذكية، والتعليم الإلكتروني والرقمي في ظل التحديات الحالية والمستقبلية والتغيرات التي طرأت عالميًا على العملية التعليمية جراء جائحة كورونا.
وأشار إلى أنه على الرغم من تأسيس العديد من الجامعات والمراكز الأبحاث العلمية في الوطن العربي، إلا أن البحث العلمي والتعاون البحثي لم يصلا إلى المستوى المطلوب، ولم يساهما في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي المنشود، موضحًا أن التوسع الكمي للتعليم العالي في البلدان العربية يقابله تأخر من الناحية النوعية في أغلب الدول العربية، وخصوصًا عند المقارنة بالدول الغربية الصناعية.
وأضاف أن هناك تقارير تُشير إلى وجود 500 باحث عربي لكل مليون نسمة، مقارنة مع 7 آلاف باحث لكل مليون نسمة في الدول الغربية، كما أن مساهمة الدول العربية في النشر العلمي لا تتجاوز 3ر0 بالمئة، في حين تتجاوز حصة الاتحاد الأوروبي 34 بالمئة.
ولفت إلى تحديات التعليم العالي والبحث العلمي المتمثلة بعدم وضوح أولويات واستراتيجيات البحث العلمي، وضعف تمويل البحث العلمي، وعدم كفاية الوقت للباحثين، وقلة فرص التشبيك الإقليمي والعالمي، وضعف قواعد البيانات والتشريعات وحوكمة مؤسسات البحث العلمي، إضافة إلى هجرة الأدمغة العربية.
وأوضح أن الدول العربية تُنفق على البحث العلمي بين 2ر0 إلى 8ر0 بالمئة من ناتج الدخل القومي، ولا تتجاوز مساهمة القطاع الخاص في البحث العالمي بالدول العربية 10 بالمئة.
ويُناقش المؤتمر أوراقًا حول آفاق البحث العلمي والابتكار والاعتمادات الأكاديمية وضمان الجودة والرقابة في التعليم الرقمي والاعداد الأكاديمي والمهني للأساتذة الجامعيين في الجامعات العربية.
من جهته، قال الأمين العام لاتحاد الأكاديميين والعلماء العرب أحمد بكر إن الاتحاد يسعى إلى تعزيز مكانة الأكاديميين والعلماء العرب داخل الوطن العربي وخارجه وإبراز منجزاتهم الأكاديمية النظرية والتطبيقية، وتشجيع روح التعاون فيما بينهم وإبراز قدرات المتميزين والمبدعين في الحقل العلمي والمعرفي.
وبين أن الاتحاد من الاتحادات النوعية المتخصصة العاملة في نطاق مجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابعة لجامعة الدول العربية ومقره الأردن، فيما يقدم المؤتمر مساهمات لبلورة فكر استراتيجي تنموي وطرح ومعالجة قضايا علمية وعملية في مختلف المجالات وشتى القطاعات.
من ناحيته قال نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدكتور سالم الرحيمي، إن فكرة المؤتمر جاءت من فلسفة الاتحاد ورؤيته المستقبلية في دعم مسيرة العلم والمعرفة والتأطير لتكاملية نجاح الأساليب والمناهج التعليمية في المؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي، وللنهوض بالمستوى الفكري لأنباء الوطن العربي.
وأعرب عن أمله أن يكون لتوصيات المؤتمر الأثر في تنمية وتطوير التعليم العالي ومؤسساته ومخرجاته، وهو ما يؤدي لانعكاس حقيقي على تحسين الواقع الحياتي والمستوى المعيشي وتحقيق التنمية المستدامة والنهوض بالدول العربية إلى مصاف الدول المتقدمة فكرًا وتطبيقًا.
وحضر الافتتاح عدد من رؤساء الجامعات الرسمية والخاصة في الأردن، إضافة إلى أكاديميين ومختصين في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي من الأردن ودول والوطن العربي