الأنباط -
الأكاديمي مروان سوداح
يُلاحظ، أن كلمة السفير الجديد لجمهورية الصين الشعبية لدى المملكة الأردنية الهاشمية، سعادة السيد تشن تشوان دونغ، التي ألقاها مؤخرًا أمام مجموعة من الصحفيين المحليين، خلال مؤتمر صحفي افتراضي، رَكّزت أولًا على أهمية رفع حجم التجارة الثنائية بين الأردن والصين، بعدما انخفضت مستوياتها بسبب جائحة كورونا. بَشّرَنَا السفير بأن بلاده اتخذت "إجراءات فعّالة لتحقيق الاستقرار في مشتريات الصين من الأردن"، وبالتالي عودة الأوضاع التجارية بين البلدين إلى سابق عهدها و.. أكثر.
المسألة الثانية التي إهتم السفير بإبرازها هي، الدعم المتبادل والنشط بين الدولتين في مكافحة كورونا، وشروع الأردن باستخدام اللقاح الصيني في برنامج التطعيم الوطني. وأعرب الرفيق تشن عن استعداد بكين لتقديم الدعم والمساعدة "في حدود الإمكانات" لمكافحة الوباء. ولهذا، نحن نأمل أن يكون دعم الصين لنا في اللقاحات واسعًا، أُسوة بدعمها القوي في هذا المجال لدولٍ أخرى، وهو ما سينعكس على المزاج الشعبي لتعميق احترام الصين ومحبتها في الأردن على أوسع نطاق.
النقطة الثالثة التي لفتت انتباهي، هي أن السفير تشن أفرد حيزًا جيدًا في حديثه لإثراء مغزى "الشراكَة الإستراتيجية"، مؤكدًا على أن تعاون البلدين من خلال المشاريع الصينية "يَعود بالنفع على الأردن بتخفيض كُلف الطاقة المستورَدة، وتحقيق تنويع الطاقة وأمن الطاقة، وهو أمر حَظي بتقدير كبير من قبل حكومتي البلدين".
رابعًا وليس أخيرًا، نوّه السفير إلى نجاح المملكة في تذليل العديد من الصعوبات، ومحافظتها على الأمن والاستقرار الوطني، و"تحقِيقها التنمية الاقتصادية والاجتماعية الضخمة"، وبأنها تلعب دورًا مهمًا في الشؤون الإقليمية والدولية. وضمن اهتمامات بلاده وعلى وجه الخصوص بمسألة إدراج الأردن ضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية الدولية الشهيرة، التي يَتعزّز سير خطوطها في مختلف الدول والقارات إحياءً لطريق الحرير الصيني القديم؛ الذي اعتمد الأردن كسبيل عالمي له، ابتداء من جنوبنا على البحر الأحمر، وإلى أقصى الشمال، ليسلك على الطريق الملوكي الأردني القديم بالذات؛ أكد السفير على أن مشاريع الصين في الأردن هي "في الواقع" مهمة "لبناء الصين والأردن المشترك للحزام والطريق والشراكَة الإستراتيجية بين البلدين"، استنادًا إلى بيئة أعمال مواتية لجميع المُستَثمِرين للعمل في المملكة. وفي هذا المضمار، كشف الأخ السفير تشن عن أن حجم التجارة بين الصين والدول العربية ضمنها الأردن، بلغ 240 مليار دولار، حيث وصل "التعاون العملي" إلى مستوى جديد، ما يُنبئ بالنجاح الذي تنتظره "القمة الصينية العربية المشتركة"، و"تعزيز بناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك لتحقيق المزيد من النتائج الجديدة".
ملخَص القول، إن كلمة سعادة السفير تشن تشوان دونغ تُبشّر بدفعة جديدة وقوية للأمام في علاقاتنا مع الصين لصالح البلدين الصديقين ورؤيتهما الإستراتيجية المشتركة، لكونهما يَحرصَان على تذليل مختلف العقبات، التي أخال بأنها ضعيفة وهشّة في مواجهة المكاسب الكبرى التي تمدهما بقوىً متجددة لتعظيم الإيجابيات في المسيرة المشتركة، تحقيقًا لمكاسب ملموسة يوميًا لشعبيهما، وهي الخطوة الأبرز الآن بالذات، التي تُحتم على أصحاب النوايا الحسنة والوعي الإستراتيجي والنظرة الثاقبة، الإسراع في مضاعفة اندفاعية علاقاتهما للأمام فقط، تذليلًا للعقبات التي تضعها كورونا أمامهما.
*متخصص بالشؤون الصينية والآسيوية.