الرئيس الصيني في زيارة قصيرة للمغرب المغرب: تفكيك خلية إرهابية موالية لداعش بالساحل مدير إدارة الأرصاد الجوية: كتلة هوائية باردة جدا تؤثر على المملكة وانخفاض ملموس في درجات الحرارة انطلاق تصفيات بطولة القائد الشتوية لأندية المعلمين في كرة القدم انهيار مبنيين بالكامل بغارتين إسرائيليتين على الشياح جنوب بيروت بيروت: تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية بعد تهديدات بالإخلاء العراق يطلب دورة غير عادية لجامعة الدول العربية بعد التهديدات الإسرائيلية الاحتلال يستهدف مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة وفاة الفنان المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض بالاصرار والانسجام السلط بطل الدرع بامتياز عمدة مدينة أمريكية : سنعتقل نتنياهو وغالانت القناة 12 : “إسرائيل” ولبنان قريبان من اتفاق في غضون أيام د. حازم قشوع يكتب :إسرائيل مدانة ونتنياهو ملاحق ! أسعار الخضروات والفواكه بمدينة غزة اليوم الخميس الميثاق: قرار "الجنائية الدولية" خطوة تاريخية نحو تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني الخارجية الإسرائيلية تصدر تعليمات لسفرائها أجواء مشمسة ولطيفة الحرارة اليوم وغدا خلال 5 دقائق.. بيع "أغلى موزة في العالم" بمبلغ خيالي الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عنها

الأنباط -
دور الإعلام في استقالة العقل

في ظل كلام كثير يُقال في منطقتنا العربية، وتحليلاتٍ أكثر تُلقيها النخب، وتفسيرات عديدة تصدرها نجوم إعلام الوهم، هناك ثمة أمر واحد مشترك يمكن إدراكه فيما بين كل ذلك، هو أن التفسير الواقعي والمنطقي والمستقل للأحداث غير مطروح البتة، وأن ثمة استقالة كاملة للعقل تقع هنا.

الحقيقة لا تصدر عن أي إنسان مؤدلج، أو متطرف، أو مأجور قابضٍ بالدولار، أو متسلق للهرم، أو متسوّل لجان عليا، أو مهزوم نفسي، أو بائع أوهام.
نتفهم جيدًا أهمية الحرب النفسية في رفع المعنويات؛ غير أن الانفصال عن الواقع يجعل ألم صدمة الفشل أكثر وجعًا وضررًا.
لو أن (الصحّاف) كان يتحدث بواقعية عن صمود (أم قصر) البطولي فقط، واستدار بعدها لحقيقة المعركة وتطوراتها اللاحقة لما تم احتلال كامل باقي العراق في ثلاثة أيام فقط وتلاشت جيوش من ملايين المتطوعين والنظاميين هكذا.

ليس هناك تناقض حتمي بين (العقل والغيب)؛ فلكلٍ منهما نطاقه الخاص، واستمرار تضارب (الجبر والاختيار) لن يخدم كلاهما؛ فالذهاب إلى المعركة دون سلاح هو هزيمة حتمية، وكذلك الذهاب بروحٍ وعقيدة ضعيفة. 
الإيمان بالغيب والروحانيات لا يضمن لك النصر؛ فقد كاد يهزم المسلمون وفيهم خيرة الصحابة في معارك (أحد و حنين)، ومقولة (نابليون) الخالدة في معركة (واترلو) تقضي بأن "الله ينصر صاحب المدفع الأضخم"، وحينما صاح الجندي الصليبي في القدس بأن هذه حرب من أجل الرب، رد عليه القائد قائلًا: "كلا إنها حرب لتوسيع أرض الملك".

الفضاء الإعلامي في منطقتنا العربية -ومنذ حرب الخليج الأولى وحتى حرب غزة هذه- لا زال يطرح ذات الثنائية العقيمة: طرف رغائبي عاطفي يضخم الأحداث ويرسم انتصارات وهمية ويعززها بسيل من "المحلليين الاستراتيجيين والخبراء العسكريين" الذين لم يخض منهم أحد أي معركة ولم يشترك في أية صياغة لاستراتيجية في حياته!  وفي الطرف الآخر سيل من المتخاذلين والانهزاميين والمأجورين الذين يختبئون تحت مظلة الواقعية والمادية والحكمة! ليضيع المشاهد العربي بين رسالتين متناقضتين قاتلتين.

المشاهد العربي اليوم هو بحاجة لقراءة أكثر واقعية واستقلالية للأحداث، بعيدًا عن ثنائية (الرغائبية الشعبوية) و (الانهزامية) ليخرج ببناءات عقلية تساعد في إدراك آليات تسيير الحياة ونمط حركة الكون.

د. حسين البناء
أكاديمي وكاتب
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير