رئيس البرلمان العربي يبحث العلاقات العربية الإفريقية انخفاض الفاتورة النفطية للمملكة في الثلث الأول بحث تعزيز التعاون بين البلقاء التطبيقية والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا 2.748 مليار دينار قيمة الصادرات الكلية في الثلث الأول للعام الحالي مؤتمر صحفي لوزيري الطاقة والاتصال الحكومي الساعة الثانية 1036 طن خضار وفواكه وورقيات ترد للسوق المركزي باربد اليوم ارتفاع أسعار النفط عالميا أوزبكستان وإيران والهند يظفرون بكأس المجموع العام للمصارعة الرومانية السفير الصيني يحضر اجتماع آلية التبادل للتحالف الجامعي الصيني العربي. المدن والقرى يشارك بحوار إقليمي ينظمه " المناخ الأخضر" بالمغرب مؤتمر صحفي لوزيري الطاقة والاتصال الحكومي الساعة الثانية لاعبة المنتخب الوطني البارالمبي وفريق الامن العام لرفع الاثقال (ثروة الحجاج) تظفر ببطاقة التأهل إلى بارالمبيك (باريس2024”) . 46.8 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية عبلة القماز زوجة رئيس بلدية عين الباشا في ذمة الله بلدية السلط الكبرى تنعى زوجة رئيس بلدية عين الباشا جمال الواكد حرب يوم القيامة ! القوات المسلحة: مقتل مهرب وإصابة آخرين في عملية إحباط تسلل وتهريب مواد مخدرة 6 شهداء جراء قصف الاحتلال في بيت لاهيا ورفح القضاء الأميركي يعلن مؤسس ويكيليكس "رجلاً حراً" بعد اتفاق الإقرار بالذنب المندوب الفلسطيني يطالب الدول بالكف عن مساعدة إسرائيل بقتل المدنيين
مقالات مختارة

الكرامة في زمن التيه

{clean_title}
الأنباط -

بقلم: جهاد أحمد مساعده

في زمنٍ فقدت فيه الإنسانية معانيها، وتلاطمت فيه أمواج الفتن، وأصبحت فيه الخُشب المسندة، تبثُ سمومها تجاه ما يتحقق من إنجازات في هذا الوطن، فاحتار في ظلمات أفكارهم أولو الفِطَن.

فتنٌ تتبناها زمرةٌ من أصحاب العقول الفاسدة، والأفكار الخبيثة، يسلخون النصوص عن معناها، ويحرفون الكلم عن مواضعه، فتنٌ تدع الحليم حيرانَ في زمنٍ التبس فيه الحق بالباطل، وتولى كِبرَ هذه الفتن أشخاص جندوا أنفسهم للدفاع عن الباطل، وتصوير القبيح منه حسنًا، وتقبيحُ الحسنِ خدمة لأجندات مشبوهة.

في هذا الزمن زمن التيه الذي يحاول البعض جرّنا للدخول فيه، فنذكرهم بيوم الكرامة الذي ليس عنهم ببعيد، يوم الكرامة يوم التقى الجمعان فكان يوم النصر والشهادة للأردنيين، ويوم الذل للمتغطرسين.

يوم الكرامة أعاد للأمة كرامتها فلا ننسى الشهداء الذين ضحوا بدمائهم في سبيل كرامة الوطن وعزته، فنقول لهم: سلام عليكم أيها الأبطال الشهداء، سلام على شهداء الأردن، سلامٌ عليكم جميعًا وعلى من سبقوكم بالشهادة.

أنتم أيها الشهداء الأبطال يا من ضحيتم بأرواحكم لأجل كرامتنا، أنتم العز والفخر، أنتم تاج الرؤوس، ونور العيون، ونبض القلوب، يا صناع المجد، ويا مستقبل وأمل الوطن، من هيبتكم أخط هذه السطور الخجولة في زمن يسعى خوارج العصر من أتباع الفكر الظلامي لتدمير كرامتنا، ولزعزعة الأمن ولنشر الفتن والجرائم في المجتمع

فالذين يدفعون الشعب للخروج على أركان الدولة لإحداث الفتن، وتدمير الممتلكات، وإراقة الدماء، وسلب الأموال، وتدمير الاقتصاد هم أشد فتكًا من وباء كورونا وآثاره المدمرة.

لا شك أن الأمن والاستقرار الذي يعيشه الأردن – بفضل من الله- هو مضرب المثل لجميع دول العالم، فهما أهم النعم التي تسعى المجتمعات لتحقيقهما. فإياكم والفتنة، فإنها للحياة مُكدرة، وللنعمة مفسدة، فلا تهمّوا بها، فأنتم للوطن حُماة فلا يؤتين من قِبَلِكم.

إن المشاهد لما حدث ويحدث في البلاد التي حولنا، لدليل قاطع في عزم البعض على السير بزمن التيه والدخول إليه، فالأموال هناك تتلف والأنفس تقتل والأعراض تنتهك فيستغل أهل الإجرام والعنف والإرهاب تلك الظروف لخدمة مصالحهم الشخصية ولو كان بتدمير وطنهم.

فالأصل في زمن التيه اعتزال الفتن، فلا نسعى مهرولين لولوج فيه، فالعاقل من اتعظ بغيره ولم يدفع عقله لإنسان آخر ليفكر عنه ويقرر له.

في زمن التيه يجب على أبناء الوطن أن يفوتوا الفرصة على صناع الفتنة، ولنكون يداً واحدة للحفاظ على أمن وطننا، فالاشتراك في تدمير مؤسسات الوطن جريمة كبرى وخيانة لا تغتفر، وإفساد في الأرض وانحراف في الفكر وفساد في السلوك.

فالسعيد من اتعظ بغيره والشقي من صار عظة وعبرة لغيره، فبدل أن يخرج المواطن في تدمير السلم المجتمعي، عليه أن يتناول معوله ويزرع بما تنبت الأرض كي يبني وطنه، ولا يكون كالذين جلبوا لأوطانهم سفك الدماء وتقطيع الأشلاء، وانتهاك الحرمات والإفساد في الأرض.

إن الدعوات التي ينادي بها البعض كلام حق أريد به باطل، فالظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن سواء أكانت أحداثًا ترتبط بالحياة الصحية أم الاقتصادية، لا تعني أنه ليس هناك أخطاء ارتكبت، ولكن رغم وجود تلك الأخطاء والهفوات، فهي ليست مبررًا لتدمير كرامة الوطن والمواطن وإلقاء أنفسنا في التهلكة، فالقضاء هو الفيصل بين الحق والباطل وضرب يد الظالم.

فنخن نؤمن أنه لا يقوم الاستقرار إلاّ على ثلاث: قضاء عادل، ونظامٌ تعليمي يقوم على الحداثة، ورعاية وتأمين صحي شامل يحفظ للفرد كرامته.

لقد كشفت لنا جائحة كورونا هشاشة بعض المؤسسات، لكنها بالتأكيد أعادت تسليط الضوء على دور الدولة في حماية مواطنيها، وأهمية تعزيز الثقة بين المواطن والحكومة، التي ينبثق منها التزام وإحساس متبادلان بالمسؤولية.

إن ما كشفته جائحة كورونا من كوارث أعطت الدولة الفرصة للتفكير في عقد اجتماعي جديد يعزز مفهوم المواطنة والحوكمة الرشيدة، ويؤسس للاستثمار في الإنسان وصحته وتعليمه بعدما أدركنا أن الصحة والتعليم من أساسيات تعزيز صمود المجتمع والارتقاء به

فالوطن أمام تحديات كبيرة، وأمامه أدوار مهمة لصناعة الأمل، ووضع رؤية وتصور مستقبلي له، تقوم على أسس الحداثة ليكرس مبدأ النزاهة والشفافية والعدالة وتكافؤ الفرص، مؤسسات تستقطب الكفاءات لا مؤسسات طاردة لهم، فالظروف الجديدة تستدعى تضافر الجهود في المؤسسات الحكومية والخاصة كافة؛ لمواجهة هذا الواقع وهذه الأوضاع الصعبة.

أما الذين يمارسون التشويش على تيار التقدم والتطوير، ويسعون إلى إفراغ المؤسسات من الكفاءات الوطنية فهم لا يمتلكون أفكارًا ولا رؤية إلا الولوج في زمن التيه والضياع، في زمن لا كرامة لهم فيه.