روما - أ ف ب
زُرعت شجرة معمرة مستنسخة من عينة نادرة جداً من فرنسا، تعود إلى القرن السابع عشر، في حديقة «فيلا بورغيزي» في روما، وفق ما أعلن الثلاثاء المسؤولون عن المشروع.
وتأتي شجرة "بلاتانوس أورينتاليس" من غصن يحمل ورقة اكتشفت في جذع مجوف لـ«أدونيس»، وهي شجرة مهيبة موجودة في «وادي الأشجار المعمرة» الواقع في الحديقة الرومانية.
وأفادت جمعية «أصدقاء بورغيزي» على صفحتها في «فيسبوك» بأنها «المرة الأولى منذ 400 عام التي تُزرَع فيها شجرة معمرة شرقية غير عادية (في الحديقة الرومانية)"، شارحةً أنها «استنساخ لواحدة من الأشجار التي زرعها الكاردينال شيبيوني بورغيزي عام 1605".
وأضافت: «إذا تم الاعتناء بها جيداً، يمكن لـ«أدونيس جونيور» أن تعيش قروناً عدة لصالح الأجيال المقبلة».
وأوضحت أن «عمر الشجرة ست سنوات؛ لكن ميراثها الجيني يعود إلى أكثر من أربعة قرون»؛ مشيرة إلى 11 عينة فحسب بقيت من هذه الأشجار التي نبتت في زمن كارافاجو وجاليليو.
وتمت تجربة فسائل اصطناعية في السابق لكن دون نتيجة. لذلك، قامت رئيسة جمعية «أصدقاء فيلا بورغيزي» أليكس فان بورين باقتلاع الجذع ووضعه في وعاء، ورأت أن أوراقاً بدأت تنبت فيه، ثم وضعته في أرض منزلها في ساليرن قرب دراغينان (جنوب فرنسا)، في فيلا بيرغولا، حتى تزدهر، كما أوضحت في تصريح صحفي.
بالنسبة إلى كلير أتجين عالمة النبات الفرنسية التي دعتها أليكس فان بورين إلى حديقة أشجار بورغيزي المعمرة، أصبح استنساخ شجرة قديمة ممكناً بفضل ظاهرة «الفسائل التلقائية».
وتضيف أن «لدى النباتات قدرة على إنبات جذور، وإذا كانت قريبة من التربة، فستكون قادرة على ترسيخها».
شجرة أبقراط
وفي الولايات المتحدة، نجحت جمعية «أركينجل اينشنت تري أركايف» أيضاً في استنساخ «شجرة أبقراط» في اليونان «مخبرياً»، وهي شجرة معمرة كان الطبيب المشهور يعطي دروسه في ظلالها وفقاً للأسطورة.
ويعتبر «وادي الأشجار المعمرة» الذي أوكلت مهمة رعايته لعالمي نبات فرنسيين هما باسكال جونواييه وكلير أتجين، الجزيرة الحضرية الوحيدة التي تضم أشجاراً معمرة من الشرق مدرجة في الغرب، وفقاً لأليكس فان بيورين.
وقالت مديرة المساحات الخضراء في العاصمة الإيطالية لورا فيوريني؛ إن " هذه النتيجة المهمة تمثل خطوة أولى لحماية وتكاثر وحفظ التراث الجيني للأشجار القديمة في روما".
وكان شيبيوني بورغيزي، ابن شقيق البابا بولس الخامس وسكرتيره، والذي كان هاوياً للفن، قد بنى فيلا بورغيزي في بداية القرن السابع عشر لإيواء مجموعاته المهيبة من اللوحات والمنحوتات. كذلك بادر إلى تصميم حدائق أنيقة معززة بنوافير ماء وممرات واسعة تصطف على جانبيها مختلف الأشجار.
وفي فيلتها، تملك أليكس فان بيورين أيضاً استنساخاً لشجرة البلوط الأبيض من القرن السادس عشر، وهي من نسل مباشر لأشجار السرو التي تعود إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر، إضافة إلى نسل شجرة سرو عمرها ألف عام معروفة باسم «سان جان بابتيست» من عين كارم في القدس.