الأنباط -
بقلم الأستاذ الدكتور نضال يونس
سؤال يتردد فى ذهن الكثيرين، خصوصا اولئك الذين يتابعون شؤون الاعتمادوالجودة، وهو كيف استعد فرسان جامعة البلقاء للحصول على شهادة ضمان الجودة لاربعة من الكليات خلال مدة قصيرة؟ وهل التقطوا أصلاً أنفاسهم حتى ينطلقوا من جديد؟!، وهم الذين قد إنتهوا من فترة قصيرة من التقدم على تصنيف التايمز للمرتبة 601 للجامعات الافضل على العالم لعام 2021 فى الجولة التي وضعت أوزارها مع نهاية العام الماضى، والتي ما كادت تسدل ستائرها، حتى رفعت الجامعة شعار "ضمان الجودة " لكافة كليات الجامعه متزامنا مع احتفالات المملكة بذكري مئوية التأسيس الاولى!!
هذه التساؤلات وغيرها تكشف حقيقتين، ستنجلي من خلالهما الصورة بشكل كامل عن استعدادات جامعة البلقاء التطبيقية للاحتفال بالذكرى الاولى لمئوية تاسيس الدولة الاردنية: الأولى أن البلقاء بقدر ما عهدناها مصنعاً للانجازات، أصبحت ورشة لتطوير التعليم المهني والتقني والبحث العلمي لا تهدأ مكائنها، للوصول الى افضل النتائج على الصعيدين المحلي والعالمي، وفي التخصصات كافة، والثانية: أنها باتت لا تراهن فقط على الحصول على الاعتمادية والجودة فى البرامج العلمية والكليات، بل رهانها يتجاوز ذلك إلى "ضمان" جودة المنتج الذى تقدمه وتسعى لتسويقه، وهو ما تؤكدة التجارب يوما بعد يوم.
هذه النتائج المبهره إن كانت تكشف عن شيء، فهى تكشف عن عزيمة وثّابة تسكن فرسان البلقاء، ادارة، واعضاء هيئة تدريس وعاملين في استظهار جامعتهم بالصورة التي تليق بها، وتقدمها للعالم بأجمل ما يجب أن تكون عليه، ورغبة جامحه تسيطر عليهم في إحداث نقلة نوعية في الاردن تواكب بل وتتفوق على ما هو موجود في أكبر الدول وأعرقها في الميادين العلمية والبحثية والمهنية.
حصول جامعة البلقاء على شهادات ضمان الجودة لاربعة من كلياتها فى فترة قياسية، يؤكد أن الاعتمادية والجودة باتت بالنسبة لفرسان البلقاء ليست حلبة لعرض العضلات، أو مضماراً للتنافس مع الآخرين، أو دعاية جوفاء للتغطية على ما يراد التستر عليه، وإنما مجال حيوي يؤكدون من خلاله أن جودة التعليم والتدريب بمفهومه العام هي صناعة فعلية وقيمه مضافة تسهم في نهاية المطاف في تحسين المنتج التعليمي والوصول الى العالمية، وما يؤكد ذلك أن أحاديث المسؤولين فى الجامعه تركز مع كل جائزة عل مدى ما تعكسه برامج الجودة والاعتمادية على تطور الجامعه وتقدمها وتحسين مخرجاتها، أكثر من مجرد الاحتفال والبهرجة.
وهذا يقودنا لسؤال الذى طرحناه فى المقدمة، وهو أننا موعودون بنتائج افضل هذا العام ربما تفوق الانجازات السابقة، بل أرى فرسان البلقاء قادرين على تحقيق مزيد من النجاحات قد تحرج غيرهم، وقد تستثيرهم في آن، خصوصاً وأن الجامعه راحت تحث الخطى للاحتفال بذكرى مئوية تأسيس الدولة الاردنية بما يليق بهذه المناسبةالعزيزة، وهو تحدٍ آخر تثبت من خلاله البلقاء التطبيقية أنها بالفعل الجامعة التى لا يغمض لها جفن!!