الأنباط -
شاهدت بفخر واعتزاز الكلمة الموفقة التي ألقاها الأمير تركي الفيصل (وهو غني عن التعريف) في منتدى "حوار اليمامة ٢٠٢٠" المنعقد في البحرين هذه الأيام، وحمدت الله عز وجل أن رجلاً بمكانة الأمير تركي وتاريخه أفصح بجلاء لا لبس فيه عن موقف المملكة العربية السعودية تجاه إسرائيل وما شهدته المنطقة من انتكاسات في مواقف بعض الدول العربية وللأسف الشديد تجاه القضية الفلسطينية.
موقع سي إن إن الإخباري وبمانشيت عريض قال عن كلمة الأمير: إنها "هجوم لم يبق ولم يذر" من تركي الفيصل ضد إسرائيل في البحرين". ونقل الموقع عن أحد المدونين الفلسطينين وصفه للكلمة بأنها "هجمة مرتدة قوية بطلها #تركي_الفيصل وقعت كالقذيفة على سرطان التطبيع المنتشر وحطّم آمال الصهاينة وأعوانهم"، وقد صدقت سي إن إن وصدق المدون فلم تبق الكلمة ولم تذر وكانت مدوية على جميع المستويات.
أجمل ما في الكلمة ف نظري أنها كانت مركزة وصريحة إلى أقصى الحدود، واختصرت سجل الصهاينة الإجرامي الطويل ، وعرّت حقيقة إسرائيل التي يتغنى الصهاينة ويتغنى الغرب معهم بديموقراطيتها، وكشفت وجه الكيان الصهيوني القبيح وسجله القاتم سواء فيما يتعلق بإرهابه وغدره واغتيالاته أم بممارساتها القمعية تجاه ملايين الفلسطينيين، ثم توجت كل ذلك كله بقول الحقيقة عن كون إسرائل قوة استعمارية لا تختلف عن سابقاتها من القوى الاستعمارية.
في الجانب الآخر أكدت الكلمة موقف المملكة الثابت فيما يتعلق بمبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ، التي من أركانها قيام دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 عاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينين ، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة.
إن من حق الأمير تركي الفيصل علينا جميعاً أن نتوجه إليه بالشكر الجزيل وأن نحييه على شجاعته وقوته في بيان الحق ، فقد عبر بصدق عن موقف المملكة وقيادتها الثابت والتاريخي حيال القضية الفلسطينية، كما عبر عن حقيقة مواقف كل أبناء وبنات المملكة العربية السعودية تجاه فلسطين، ورحم الله الملك فيصل بن عبدالعزيز الذي قدم حياته في سبيل القدس وفلسطين، وما أسعده وأسعدنا بما قاله أحد أبنائه البررة ، والحمد لله من قبل ومن بعد.