الأنباط -
مع قرب انتهاء سنة ٢٠٢٠، وقد كانت سنة استثنائية بكل محتوياتها وظروفها، مختلفة عن غيرها من السنوات التي خلت قبلها، في كل عام كانت دول العالم تتسابق في تحقيق اكبر وأهم الانجازات، وتتسابق المحطات الفضائية في إعلا اهم الانجازات التي تم تحقيقها لكل عام وفي جميع المجالات، ونفرح احيانا ونعجب لانجازات واختراعات تمت مجددا ستسهم في اسعاد الإنسانية جمعاء، ونسخر احيانا أخرى لامور تافهة يراها البعض موضة، وطفرة عالمية، ونبدأ بالمقارنة بين عالمنا العربي والعالم الاخر، ماذا حققنا في عالمنا العربي!!!!
هذا العام كان استثنائيا اكثر، ارتفعت فيه معدلات الوفيات، معدلات البطالة، نسبة الفقر، تجمدت الأنشطة الحياتية واقتصرت حياتنا اليومية على مارسة أنشطة بسيطة جدا، لم يعد الواحد منا يلتفت إلى البحث عن مظاهر الرفاهية بقدر الاهتمام بتحصيل لقمة العيش، حتى نشرات الاخبار أصبحت عبارة عن نشرة إحصائيات متعلقة بإعداد المصابين بفيروس كورونا، إعداد المتوفين، إعداد الذين غادروا المشافي، لا أكثر ولا أقل، ونظل ننتظر إلى ان تنتهي نشرة الاخبار لنتنفس الصعداء انه لا حظر شامل في الأيام القادمة.
اقول لمن يطالب بالحظر الشامل، اذهب الى وسط البلد في مدينة عمان، العاصمة، لتشاهد قصص أناس لا يجدون قوت يومهم، هنا رجل يبيع ملابسه القديمة واخر يبيع أغراض بيته، وام لخمسة أطفال، رأيتها تبيع زجاجات الماء للناس، ومعها أطفالها الثلاثة، اكبرهم بعمر سنتين، والآخران ينامان في عربة أطفال تجرها امامهاو معها أينما تجولت، وأما اطفالها الاثنين الآخران وهما الاكبر، فقد تركتهما في البيت وحدهما دون جليس. بالله عليك يا من تطلب الحظر قل لي من أين ستطعم هذه المرأة المسكينة أطفالها ، هي ومن مثلها من الفقراء المعدمين ، ومن أين سيأتي هؤلاء بثمن الخبز.
ان هذه بضعة مشاهد يومية من مئات الحالات الاجتماعية،..!!!!
وقد يعلق أحدهم على كلامي هذا بأن الفقر قديم، وظاهرة موجودة من سنوات طويلة، ولم يتسبب الفقر في موت احد، لكن الفيروس خطير، ويوميا يحصد عشرات الأرواح.
بسيطة هناك حل بسيط جدا، على الجميع مسؤولية الالتزام بالقواعد الصحية والتباعد الاجتماعي والالتزام النظافة وعندها ستسير الأمور على أحسن حال، الحل بأيدينا، ولنترك الفقراء يكسبون رزق يومهم وكفاهم ما هم فيه من ضعف وقلة حيلة.