محمد عبيدات يكتب :قبيل خطابات الثقة النيابية
- تاريخ النشر :
الأحد - am 12:00 | 2020-11-22
الأنباط - ونحن بإنتظار دعوة مجلس النواب للإنعقاد؛ وتلاوة خطاب طلب الثقة من قبل الحكومة من مجلس النواب؛ نتطلع لخطابات السادة النواب للثقة بالحكومة والتي ستتباين بين اﻹستعراض والخطب الرنانة من جهة، فمروراً بلغة المطالبية والمناطقية عند البعض، وتسجيل المواقف للتاريخ، والنقد والتجريح والسلبيات، ووصولاً للإستهزاء والتهريج عند البعض، إلّا من رحم ربي من القلة القليلة بالرغم من وجود دماء جديدة متحمسة:
1. الكل يعلم بأن مشكلتنا إقتصادية، ولذلك نتمنى من السادة النواب المحترمين مشاطرة الحكومة وبتشاركية بطرح بعض اﻷفكار للخروج من عنق الزجاجة اﻹقتصادي؛ وحبذا لو نتطلّع للمسألة كقضية وطنية مؤرقة وإجترار الحلول الإبداعية ومن خارج الصندوق للوصول لحلول تحقق نمواً إقتصادياً وتخلق فرصاً للعمل لتشغيل الشباب العاطل عن العمل.
2. نتوقع أن يصدع السادة النواب للتوجيهات الملكية في خطاب العرش صوب التشاركية والتعاون مع الحكومة ﻹقتراح حلول خلاقة وإبداعية لبعض التحديات التي نواجهها، لا اﻹكتفاء بسيل من اﻹنتقادات فقط! فالهم للوطن كله ولا فرق فيه بين حكومة أو نواب أو شعب! وخصوصاً أن النواب الجدد سيشكلون قوة ضاغطة لا يستهان بها.
3. قلة قليلة من السادة النواب سيتطرقوا خارج حدود مناطقهم، وتحديداً سيغيب نسبياً الحديث في السياسة الخارجية والتحالفات الدولية وطرح الحلول الواقعية وغيرها؛ بمعنى أن معظم النواب يميلون ليكونوا نواب خدمات لا نواب وطن.
4. جل الخطابات ستكون إستعراضية ورنانة وموجهة للشارع لدغدغة عواطفه الناس والشوفية كالذي يتحدث عند حائط المبكى! وسيبرز بوضوح نهج خطب الجمعة من واقع الحال وخطب عزف الأوتار وتسجيل المواقف ومطالبات الخطابات عن بُعد بسبب جائحة كورونا.
5. نتمنى تركيز السادة النواب على القضايا الوطنية الملحة لا التقوقع في المناطقية والمطالبية أكثر من الشأن العام وخصوصاً أن خطابات الموازنة قاب قوسين أو أدنى؛ والتفريق بين خطابات الثقة وخطابات الموازنة جل مهمة لغايات أهمية الموضوع والأبعاد التي سيتم التطرق إليها.
6. أكيد سنلحظ هنالك قيم مضافة من بعض الخطابات النيابية وتستحق تضمينها من قبل الحكومة في خطاب الرد وخطة عمل الحكومة؛ فهنالك نواب على قدر أهل العزم ومتابعين معظم القضايا.
7. ستتجلى الفردية وستغيب الطروحات الحزبية في خطابات السادة النواب، ونعلم أن سبب ذلك اﻹفرازات اﻹنتخابية؛ بالرغم من وجود بعض النواب المنتخبين الذين وأحزابهم يمتلكون برامج لحل بعض القضايا السياسية والإقتصادية.
8. ندرك بأن بعض النواب المستجدين بحاجة للتدريب على الخطابات في أول إستعراض لهم تحت القبة! بالرغم من همتهم العالية؛ لكن خبرتهم اصّة قليلاً.
9. نحتاج إلى أن يضع السادة النواب أنفسهم مكان الحكومة لتكون طروحات البعض منهم أكثر واقعية، ونحن على يقين بأن كثير من مستعرضي الخطابات سيمنحون الثقة وتفوز الحكومة بأكثر من ثلثي أصوات المجلس.
بصراحة: الوطن بحاجة الجميع حكومة ونواباً، ونحتاج ليكون الجميع في خندق الوطن لا يعزفون على أوتار المصالح الشخصية أو المآرب اﻵنية، ونتطلع لتشاركية أكثر بين مجلس النواب والحكومة.
صباح الوطن الجميل