وزير الداخلية: 4600 سوري عادوا لبلدهم منذ 8 كانون أول الأسواق الأوروبية تغلق أولى جلسات العام الجديد على ارتفاع الدفاع المدني يستجيب لطالب احتاج للأوكسجين أثناء تقدمه لامتحان الثانوية الأونروا: الأردن يقدم دورا رياديا وسباقا لإغاثة غزة في 2024م المنتخب الوطني لكرة القدم يستدعي 22 لاعبا للتجمع الأول "الشعوب الحديثة أظهرت مهارة فائقة في تحدى القوى العظمى" كسينجر مستشار الرئيس الفلسطيني: جهود الأردن الدبلوماسية والإغاثية لشعب غزة في 2024 تاريخية 46.5 مليار دينار ودائع القطاع المصرفي العام الماضي رؤى ملكية تجسدها وزارة الشباب في برامجها الدكتور سامي المعايطة مديراً لتدريب والتدريس في مركز الملكة رانيا العبدالله "تنظيم الاتصالات": التجارة الإلكترونية تشهد نمواً ملحوظاً "مالية الأعيان" تطلع على السياسة النقدية واستراتيجية التنمية الإجتماعية "مالية النواب" تختتم مناقشات مشروع الموازنة وتصدر توصياتها بدء تشغيل مركز النقل الدولي للركاب وزير الأوقاف يفتتح ملتقى الوعظ والإرشاد ويوماً خيرياً وطبياً في القويرة "صحة الأعيان" تناقش تحديات القطاع الصحي تلفزيون سوريا : زيارة مرتقبة غدا لوزير ي خارجية فرنسا وألمانيا إلى دمشق وزير المياه والري يفتتح مشروع تنموي لتعبئة وتغليف وتسويق التمور في الاغوار الوسطى بتوجيهات رئيس الوزراء.. وزارة التنمية تستكمل التجهيزات لمركز الأمل الجديد للإعاقات المتعددة "التربية": عقوبات حرمان تطال 138 مشتركاً بامتحان الثانوية العامة التكميلي

بلال حسن التل :-من وحي الانتخابات

بلال حسن التل -من وحي الانتخابات
الأنباط -
الأنباط - مع كل انتخابات تجري في بلدنا، يزداد الحديث عن المال الملوث، وعن تجارة الأصوات، وبيع الذمم، فيزداد إيماني باننا 
 بحاجة إلى إصلاح منظومتنا القيمية، قبل إصلاح منظومتنا السياسية، بل أنني أعتقد أن إصلاح المنظومة القيمية هو المدخل الحقيقي للإصلاح السياسي والاقتصادي وكامل الإصلاحات المطلوبة التي ننادي بها، لأن إصلاح المنظومة القيمية ينقذنا كأفراد وكمجتمع من حالة التناقض الني نعيشها، والفصام بين مانقول وما نعمل، فنحن ننادي بمحاربة الفساد، لكننا نتسابق للتقرب من الفاسدين والدروان في فلكهم، خاصة عندما يكونون في مواقع السلطة، حيث نتسابق إلى تكريمهم وإقامة الموائد تكريماً لهم وتقرباً منهم، بل وأكثر من ذلك فإننا نسارع إلى حماية الفاسد إذا كان إبن عشيرتنا أو منطقتنا أو لنا مصلحة معه، وكأننا نقول حاربوا الفساد إلا إذا كان صناعة محلية.
       ومثلما نشتم الفساد ثم نكرم الفاسدين، فإننا نشتم الواسطة والمحسوبية، ومع ذلك فإن أول ما يفكر فيه الواحد منا هو البحث عن واسطة ليأكل بها حق غيره، بل وأحياناً يلجأ إلى تأمين الواسطة مع علمه الأكيد بأن معاملته تسير في طريقها الصحيح، وكأن الواسطة والمحسوبية صارتا جزءاً من ثقافتنا السائدة التي تحكم شعورنا الباطني.

     كثيرة هي صور تناقضنا بينما نطالب به ونمارسه، فنحن على سبيل المثال نطالب بمجلس نواب قوي، لكننا نمتنع عن الذهاب إلى صناديق الانتخابات، وإذا ذهبنا إليها اخترنا على الأسس التي نهاجمها، فنعطي الأولوية لإبن عشيرتنا أو إبن منطقتنا الذي نعرف يقيناً أنه لايصلح، لكنه التعصب المقيت الذي نشتمه نظرياً ونمارسه عملياً.
     وعلى ذكر الانتخابات فإننا في الوقت الذي نتهم فيه "الحكومة" بتزويرها، فإننا نمارس التزوير الحقيقي وعلى رؤوس الأشهاد، سواء كان ذلك بامتناعنا عن الأداء بأصواتنا، مما يسمح للأصوات الرديئة بتحديد هوية المجلس النيابي، أو من خلال سوء اختيارنا على أسس عشائرية أو جهوية، أو من خلال بيعنا لأصواتنا، أو سكوتنا على من يبيعون أصواتهم، فكل هذه صور للتزوير الذي يمارسه الناخبون وعلى رأسهم من يتهم "الحكومة بالتزوير" ناسين أومتناسين القاعدة الذهبية "كما تكونوا يولى عليكم" فالمسؤولون هم أبناء هذا المجتمع وهم نتاجه، فعندما كان المجتمع يجرم الرشوة ويحتقر المرتشي وينبذ الفاسد، كان الفساد يتوارى عن الأنظار، وعندما كان المجتمع يحتقر شهادة الزور، لم يكن أحد يجرؤ على بيع صوته على رؤوس الأشهاد،لأن الصوت شهادة وبيعه شهادة زور.
    لا تتوقف تناقضات مجتمعنا عند العملية الانتخابية، فهي تتجذر إلى ماهو أبعد من ذلك، فنحن نطالب بحياة حزبية قوية، لكننا نمتنع عن التحزب، لأننا لانريد أن ندفع تكاليف الحياة الحزبية، مع أننا ندفع جراء غيابها أكثر مما ندفع من تحزبنا في إطار الدستور والقانون، اللذين ندعو إلى سيادتهما ثم نكون أول من يسعى إلى التملص من أحكامها، وكأن التناقض سيد اللاشعور في مجتمعنا.
Bilal.tall@yahoo.com.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير