الأنباط -
إتجاه البوصلة الأردنية وفق رؤى جلالة الملك حفظه الله تتجه لبلورة حالة وطنية وخريطة طريق قادمة وحواريات فكرية معمّقة تؤشر لضرورة الإلتزام بدولة القانون والمؤسسات والثوابت الوطنية الراسخة؛ فالحراكات والحواريات النيابية كلها تؤشّر لضرورة وجود توجهات جديدة تتخطى الكلاسيكية والروتين صوب تطلعات جديدة حازمة لمواجهة التحديات التي تواجه الوطن والتي جلّها إقتصادية وجيوسياسية تمزج بين القضايا المحلية والإقليمية والعالمية:
1. تأكيد سيادة القانون وهيبة الدولة كأولوية وطنية للمرحلة القادمة، وأن الوطن أكبر من الجميع ولا أحد أكبر من البلد، وهنالك ضرورة لمحاربة الشائعات والسلبيات والشعبويات الرخيصة التي باتت تفتك بالوطن، وضرورة على محاربة الفساد بكل أشكاله وتجريم الواسطة والمحسوبية والشللية، وكل ذلك يحتاج لبرامج وأدوات فاعلة على الأرض تقوم بها الحكومة.
2. واجب علينا مواجهة جائحة كورونا علمياً وتقنياً وعملياً وبالتنسيق مع دول العالم الآخر كنظرة شمولية دونما تصرفات فردية؛ وضرورة المواءمة بين الملفين الطبي والإقتصادي في زمن الجائحة وموجاتها الثانية والثالثة؛ وهذا يجعل مرونة بمكان بين المسؤولية الشخصية للأفراد لحماية أنفسهم من الفايروس وضرورة جلب الإستثمارات لخلق فرص العمل للشباب العاطل عن العمل وحماية الطبقة العاملة من آثار الجائحة المدمّر عليهم.
3. والواجب علينا جميعاً تغليب المصالح العامة والوطنية على كل المصالح الخاصة لأجل مواطنة صالحة ومسؤولة، كما مطلوب من الدولة بالمقابل تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة والإستحقاق بجدارة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
4. حان الوقت لوضع حد للإقليمية الضيقة والعزف على أوتار الهويات الضيقة، كما حان الوقت لكبح جماح جماعة "إرحل يا مسؤول" والفزعات والإصطفافات الخارجة عن القانون والتي تحمل النزعات العنصرية وغير المسؤولة.
5. بناء جسور الثقة بين المواطنين والدولة بات أمر ضروري ومستعجل، وذلك لن يتم سوى بعقد إجتماعي ونهج جديد أساسه المواطنة والعدالة والمواءمة في مسألة الحقوق والواجبات ومكافحة الفساد، ولن يتم ذلك سوى بأدوات واقعية على الأرض تعزّز الثقة المطلوبة.
6. يحتاج الشباب لخلق فرص عمل لهم للقضاء على البطالة ووضع حد لمعاناتهم اليومية من خلال إيجاد بيئة إستثمارية فعّالة وجلب إستثمارات تخلق فرص العمل المطلوبة وتتواءم مع إستثمارنا في مسألة القوى البشرية لتشغيل الشباب.
7. نحتاج لمؤتمر وطني يعزّز الطروحات الوطنية المسؤولة لغايات بلورة قانوني إنتخاب وأحزاب جديدين توافقيين يعزّزان بيئة خصبة لحياة برلمانية عصرية تخلق الحكومات البرلمانية من رحم قبّة البرلمان والتي دعا إليها جلالة الملك من خلال أوراقه النقاشية السبع.
8. التواصل الإجتماعي وأدواته بات هاجس إعلامي يجب تعظيم إيجابياته والبناء عليها والإستفادة منها وتقزيم سلبياته وإشاعاته ووضع حد لها، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا من خلال بناء إعلام دولة رسمي وخاص ومحاربة بذور الفتنة التي يحاول البعض زراعتها.
9. الوطن يتعرّض لبذور فتنة خارجية تستخدم بعض الأدوات الداخلية من حيث تعلم أو لا تعلم، وذلك بسبب المواقف الوطنية التاريخية للدولة الأردنية في ملفات القضية الفلسطينية والقدس واللاجئين والوصاية الهاشمية على المقدسات وغيرها، لكن علينا التنبّه لذلك لتفويت الفرصة على المتربصين بهذا الوطن الأشم.
10. منهجية العمل عن بُعد والتعليم عن بُعد يجب البناء عليها وتقييم تجربتها للمضي قُدماً صوب تشريعات عصرية تتواءم مع لغة العصر ولولوج الألفية الثالثة كألفية تكنولوجيا بأدوات جديدة تتناسب مع المرحلة لصنع التغيير المنشود.
11. مطلوب تغيّرات إجتماعية مع المحافظة على الهوية الوطنية من خلال المواءمة بين الأصالة والمعاصرة؛ ولهذا يجب أن يكون هنالك رؤى جديدة لموروثنا الحضاري والفكري وثقافتنا المجتمعية ومنظومة أفراحنا وأتراحنا وقضايا إجتماعية كثيرة أخرى.
بصراحة: في زمن الإنتخابات النيابية علينا أن ندرك ونؤمن تماماً بأن الوطن بخير وعلينا تعظيم الإيجابيات التي ننعم بها والبناء عليها، وفي نفس الوقت نحارب السلبيات التي يحاول البعض تعظيمها ونقزّمها، وهذا بالطبع يخلق حالة متوازنة ترضي جميع أطراف المعادلة الوطنية، لينعم هذا الوطن بالأمن والأمان ورغد العيش الكريم وتكون بوصلتنا صوب الإتجاه الصحيح ويغدوا مستقبلنا أفضل وأملنا أكبر.
صباح الوطن الجميل