الأنباط -
ما الذي تفعله الحكومة؟، قرارات اتخذتها وبحسب كافة المختصين لا منطق لها ولا أساس، وغير مقنعة للناس أيضا، حظر ليوم واحد حتى نهاية العام، زيادة ساعات الحظر اليوم، اغلاق الحضانات، وترك الامهات العاملات في وجه عاصفة خسارة وظائفهم وعملهم خصوصا في القطاع الخاص.
والأكثر غرابة، كان القرار الذي اتخذ بشأن تمديد التعليم عن بعد لنهاية العام الحالي، وفي خضمه تزف الحكومة البشرى السعيدة للمواطنين بأن هناك اتفاق جرى مع المدارس الخاصة بأن يتم خصم 15 % من القسط السنوي، وهو اتفاق معوم لا تفاصيل فيه وترك الساحة لجدال كبير بين الأهالي وأصحاب المدارس، إذ أن هنك عشرات الأسئلة التي تعالت بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعي.
أسئلة بلا اجابات، خصوصا وأن أغلب الطلبة حاصلين على خصومات مسبقة عندما أعلنت المدارس عنها لاقناع الناس لتسجيل أبنائهم قبل بدء العام الدراسي حيث لم يكن المشهد واضحا ان كان التعليم عن بعد أم وجاهي، فهل سيحصل الطلبة على نسبة خصم اضافية، أم أن ذلك يحسب، وماذا عن خصم الأخوة، وخصم التفوق الدراسي، وماذا عن الفصل الدراسي الثاني، وماذا عن العقود الموقعة بين الطرفين (الأهالي والمدارس)؟.
إن ترك هذه الأسئلة بلا توضيح سيجعل الباب غاربا على مصراعيه، وسيترك الناس في مواجهة مباشرة مع مالكي المنشآت التعليمية، إذ سيتحول الأمر إلى ساحة قتال وصراع قضائي بلا شك.
يجب على الحكومة اليوم أن تخرج للناس بطرح واضح، لا لبس فيه، ولا عموميات، والتفاصيل بجب أن تضع في إطارها الصحيح، فإن ادارة الظهر لمثل هذا الملف مدعاة لأن يهز الحكومة التي لم يمض على تشكيلها أيام معدودة. التأخير في هذا الإطار ليس مصلحة الحكومة، كما أنه لا مصلحة للمدارس الخاصة به، ولا الطلبة وذويهم.
آفة التعليم عن بعد أتت على أولادنا، الذين بتنا نفقد روحهم وتفاعلهم، وباتوا حبيسي جهاز حاسوب يتحدث من طرف واحد، فغاب الحوار، وتاهت قدرة الأهالي على أن ينشئوا جيلا قادرا على المناظرة والتحليل والتفسير، وتعزز لديهم مفهوم الحفظ والبصم، وهذا باعتقادي يشكل ضررا كبيرا قد لا تظهر نتائجه السلبية اليوم، لكن حتما ستظهر في وقت ليس ببعيد.
منظومة التعليم في الأردن في جائحة كورونا، لم تدار بشكل سليم، ولم تدار بصورة علمية ومنطقية، واتسمت باتخاذ القرار الأسهل والأسلم للحكومة، التي تخاف أن تتحمل مسؤولية أي تطورات لاحقة.
على وزير التربية أن يكون بقدر المهمة، وأن يوجد حلول واضحة وخلاقة لهذه الأزمة التي أن طالت فلا يمكن لنا حينها أن نعود إلى نقطة البداية، وسنكون متأخرين كثيرا. لن نقوى على ذلك أبدا.