هالني ما قرأت من تعليقات غير لائقة بحق الاستاذ والاعلامي الكبير جهاد ابو بيدر نُشرت حول فيديو لإحدى السيدات الفاضلات والتي تطلب من خلاله خدمة عبر إذاعة (مولدي) ذات السمعة الطيبة وانطلاقة مهنية كضوء البرق… ومحاولة الاساءة له بانه أرسل إشارات يدوية لمهندس الصوت لقطع صوت السيدة الفاضلة بحجة صوتها غير واضح ومتقطع…
بداية وحسب خبرتي المتواضعة مع تقديم البرامج الاذاعية ومئات المقابلات الاذاعية التي اجريتها طيلة الفترة الماضية… استطيع ان احلل مايلي…
أولا : السيدة الفاضلة لم تطرح شكواها وكانت تتحدث بشكل عام والدعاء لجلالة الملك مطالبة (علشان جلالة الملك) ان يتم حل لشكواها التي لم تعرضها بعد..لذلك لايوجد مبرر لقطع اتصالها… فلا يوجد أي كلمة غير طبيعية أو فيها إساءة لأي شخص او جهة…
ثانياً : حركات أصابع يد ابو بيدر هي وسيلة الاتصال الوحيدة واللغة الوحيدة للتواصل مع موظف هندسة الصوت الاذاعي… وللأسف البعض نظر إلى النصف الفارغ من الكأس وفسرها ان بُقطع الاتصال مع السيدة الفاضلة… ولو نظرنا بحيادية وشفافية تامة للنصف المملؤ من الكأس.. فهي إشارة لتحسين جودة الصوت والتغلب على مشكلة انقطاعه اثناء حديث السيدة الفاضلة… فلماذ الظن السيء ولماذا لا نحسن الظن…
ثالثا: حسب خبرتي الاعلامية المتواضعة على مدار اربعين (40) عاماً بين وسائل الإعلام والكاميرات التلفزيونية والميكروفونات الاذاعية… وما يحدث من خفايا ودهاليز اثناء البث… لو أراد جهاد ابو بيدر قطع الاتصال عن السيدة الفاضلة.. لكن فوراً.. ومن ثم المناداة عليها لأكثر من مرة ليقنع المستمع او المشاهد بانقطاع الاتصال من طرفها وليس من عنده… ولإعتذر المستمع او المشاهد عن ذلك.. ورمي كرة إنقطاع الصوت في مرمى المتصل… لكنه استمر اكثر من دقيقتين يطالبها وزميله الإعلامي المميز معاذ العمري على تغيير مكانها وان صوتها متقطع وظهر ذلك جلياً لكل من شاهد الفيديو…
رابعاً : أيضا حسب خبرتي الاعلامية المتواضعة جدا عبر أربعة عقود من الزمن… اثناء البث المباشر يكون هنالك تفاهمات وتنسيق بين المذيع وموظف هندسة الصوت لحجب اي رسالة إعلامية فيها إساءة او إشارة يعاقب عليها القانون… وللعلم موظف هندسة الصوت هو ذو دراية بكل رسالة مسىيئة وذات محتوى غير لائق ولديه صلاحيات بححب الصوت مباشرة… وهذا لم يحدث في فيديو جهاد ابو بيدر… بل استمرت محاولات التواصل مع صوت السيدة الفاضلة لمدة من الزمن ولكن دون جدوى…
خامساً: لو أراد جهاد ابو بيدر قطع الصوت او التخلص من السيدة الفاضلة لتدخل بأسلوب اخر كأنها اخذت وقت طويل (مقدمة) دون طرح الشكوى وان وقت البرنامج ضيق.. وهنالك مواطنون ينتظرون على الخط… فبهذا يقطع البث عليها ويطلب من موظف هندسة الصوت التواصل معها واخذ شكواها ورقم هاتفها للتواصل معها لاحقا وإيجاد حل لشكواها… والهدف توفير الوقت والجهد واستغلال كل ثانية من ثواني البرنامج لخدمة المواطن… ولكن هذا لم يحدث… بل جرت محاولات عدة للتواصل معها.. وكرر ذلك زميله الإعلامي معاذ العمري وجاهد للتواصل معها بصوت نقي ومسموع لكن دون جدوى…
خامياً: معروف إعلاميا انه عندما يكون هنالك مذيعان او اكثر اثناء فترة البث يكون التنسيق بينهم عاليا جدا.. وكل واحد منهم يفهم الاخر (عالطاير) ماذا يريد… وهذا لم يحدث مع الاعلاميين الكبيرين… فلو جهاد ابو بيدر كان يريد قطع الاتصال مع السيدة الفاضلة بطريقة دبلوماسية… لسرعان ما التقط المذيع الاخر معاذ العمري الرسالة ولسانده إعلاميا لإنهاء الاتصال… لكن ذلك لم يحدث.. فقد انبرى معاذ العمري عندما شعر بأن الاتصال غير واضح… طلب منها تغيير مكانها لمواصلة الاتصال والنقاط رسالتها بصورة واضحة لهم وللمستمعين.. وحاول العمري عدة مرات دون جدوى… فهذه دلالة واضحة لاغبار عليها ولا شك فيها ان المذيعين حاولا جاهدين التقاط رسالة السيدة الفاضلة لكنهما فشلا تقنيا من التواصل معها بسبب خلل خارج عن ارادتهما وموظف هندسة الصوت….
الاستاذ الإعلامي والصحفي الكبير… أعرفه منذ اكثر من عقدين من الزمن… وشهادتي مجروحة به… فهو انسان لطيف وطيب القلب…متواضع… بسيط… يحب الناس ويسعد بتبني قضاياهم ومشاكلهم… وصاحب نخوة وشهامة… وقد تعرض للسجن عدة مرات دفاعا عن قضايا وهموم المواطن….
نحن شعب وللأسف… كريمنا مفضوح.. وفارسنا مذموم… ننسى الجميل… وننسى الإنسان الذي يقف معنا ويتبنا همومنا… نتخلى عنه عند أصغر موقف… ولا يتوقف ذلك عند هذا الحد.. بل نتمادى بايذائه… ونسيء له..
جهاد ابو بيدر وزميله معاذ العمري لم يعرف عنهما الا بصف المواطن ويتبنوا همومه ومشاكله سواء عبر أثير إذاعة (مولدي الأردن ) او من خلال نشاطهما عبر وسائل التواصل الاجتماعي او الصحافة…
لقد أمضى جهاد ابو بيدر عمره مدافعا عن المواطن وقضاياه.. ونجح في الكثير منها.. وبالمقابل سجن كثيراً مقابل ذلك…حجهاد ابو بيدر نصير المساكين والغلابا.. وما عرف عنه الا ذلك… وسيبقى كذلك رغم التجريح والاساءة.. لأن ديدنه ذلك.. وجُبل على ذلك وسيحيا لأجل وذلك.. وسيموت على ذلك…
استاذي ومعلمي الإعلامي والصحفي الكبير جهاد ابو بيدر… ستبقى فارس الكلمة.. وستبقى منارة إعلامية يلجأ إليها ابن الوطن الغلبان والمسكين. في زمن الظلام والتخبط الإعلامي… والزيف والرويبضة الإعلامي… والحديث عنك ذو شجون وشجون يا صاحبي..
#د. بشير الٌدّعَجَهْ