الأنباط -
الأنباط - عمرالكعابنة
في نقاش حاد وصارخ دار بيني وبين نفسي على الحالة الوبائية المخيفة التي وصلت إليها البلاد بعد استقرار مريح شهده الأردن كان سيؤدي إلى عودة الحياة الطبيعية إلى حالها بشكل شبه متكامل، هذه الحالة التي وصلنا إليها كان سببها وزراء الأزمات الذين "زادوا الطين بلة " بقراراتهم غير المدروسة بتاتا والتي تتصف "بالتناحة".. كأنهم يعيشون خارج المملكة الأردنية الهاشمية .
خاطبت نفسي متعجبا، كيف قرر وزير التربية والتعليم بدأ العام الدراسي ونحن في حالة وبائية خطرة وفي ظل ازدياد ملحوظ في حالات الإصابة بشكل متسارع.. هذا القرار الذي اتخذه الوزير سنجني ثماره لا محالة، وسنعض أصابعنا ندما على ما اتخذه، وهنا اطرح وكثير غيري لماذا اتخذ القرار غير المدروس والذي قد يؤدي بأبنائنا وفلذة أكبادنا إلى ما لا نحب؟ ولدينا كما صرحتم معالي الوزير نظام "التعليم عن بعد جاهز"، وبماذا ستبرر وماذا انت فاعل إن حصل المتوقع وتفاقمت الحالة الوبائية ووصلت الى المدارس .
نفس التساؤلات اوجهها لوزير العمل، ما الذي فعلته قراراتك المتلاحقة وغير المفهومة برأي كثيرين منذ بدء الجائحة، سوى تردي أحوال العاملين في القطاعين العام والخاص، لقد خلقت بقراراتك صراعا ما بين صاحب العمل والعاملين لديه، وقراراتك لم تعط حلا متوازنا يرضي الطرفين.. في بداية الجائحة تم إتخاذ قرار بعمل ما نسبته 30% من العمال داخل الشركات والمؤسسات الخاصة والمؤسسات الحكومية أيضا في شتى مجالاتها.. هذا القرار اعطى انظباعا لصاحب العمل أن هذه النسبة تستطيع إنجاز الأعمال بكافة أشكالها، فعمل بدوره "وبراحة بال" على إقصاء بعض العاملين لديه وتقليل رواتب البعض الأخر الى مستوى لا يكفي تلبية الحاجات الأساسية لغالبية العاملين ما دفع الكثير من الموظفين والعاملين لانهاء أعمالهم في تلك المؤسسات والانضمام الى صفوف البطالة، فما أنتم فاعلين ؟.
الجدال الذي دار بيني وبين نفسي استمر ولكن هذه المرة عن وزير أخر نسي مهامه كوزير للصحة وبات شغله الشاغل الفيروس وتطوراته ووو...، وذلك على حساب مهامه الاخرى ومنها تفقد المستشفيات وعملها، الوباء نعم خطير لا أنكر ذلك أبدا لكن هذا لا يعني أن ننسى أصحاب الأمراض المزمنة ومرضى السرطان الذين تضرروا بلا شك من القرارات الحكومية ككل.. ألم يتم تأجيل إفتتاح عدة فروع للمستشفيات والمراكز الصحية بحجة اعطاء الاولوية لفيروس كورونا.. كل ذلك على حساب الحالة الصحية الشاملة التي لا يخفى على احد انها تنحدر وتتدهور.. فماذا أنتم فاعلين ؟.
وهنا لن أنسى وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء الذي لا أعلم ما فائدة تواجده في هكذا مركز وماذا يقدم هذا الموقع للوطن والمواطن.. وهنا ايضا لا بد من الاشارة اليه وكيف أحرج الحكومة أمام العلن بتصرفه مع أحد مندوبي القنوات المحلية برد لا يخرج من شخصية عامة ممثلا للحكومة.. هذه الحادثة التي يرى البعض انها بسيطة.. لكن نتيجتها كانت انها زادت من استياء المواطنين تجاه الحكومة فوق السخط التي هي عليه بالأساس، فما أنتم فاعلين .
وقبل ذلك كله، لا بد من التذكير ان الاسباب الرئيسية لعودتنا لهذه الحالة الوبائية الخطرة هو قرار وزير النقل المعروف بـ"الباك تو باك" الذي أعادنا للوراء عدة درجات بعد ان وصلنا لحالة من الإستقرار حسدتنا عليها دول كثيرة، والشيء بالشيء يذكر اعيد واكرر واسأل وزير الداخلية عن "التسيب" في المراكز الحدودية، وماذا لتخذتم من اجراءات بحق المسؤولين عن هذا التسيب وما حدث داخل هذه المعابر من قبل البعض والذين يجب محاسبتهم لتسببهم في انتشار الفيروس مرة أخرى، ام انه تم الاكتفاء ببعض التنقلات غير المعلنة فما أنتم فاعلين؟ .
في أخر نقاشي مع ذاتي تخيلت نفسي "لو كنت مكان رئيس الوزراء" ماذا كنت سأفعل؟ هل كنت سأحاسب كل من كان سببا لما وصلنا إليه في الحالة الوبائية ومحاسبة كل من قصر ، هل كنت "سأعطي الخبز لخبازه"؟، هل كنت سأستشير أصحاب الخبرة ؟... ماذا كنت سأفعل حتى أصل الى حل يخرجني من هذه الأزمة، الحل ما يزال متاحا، والوقت ما زال متوفرا ولم ينفذ بعد.