الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى الأونروا: أكثر من 630 ألف فلسطيني فروا من رفح منذ بدء الهجوم الإسرائيلي صحة غزة: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 35303 شهداء الدفاع المدني للمواطنين: راقبوا الأطفال عند المسطحات المائية الاحتلال يٌغرق غزّة بالنفايات ويدمّر آليات البلدية أجواء دافئة في أغلب المناطق وحارة في الأغوار والعقبة حتى الاثنين الاحتلال يخلف دمارا كبيرا في حي الزيتون بغزة الصفدي يشارك باجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية الحنيطي يستقبل وفداً من الكلية الملكية البريطانية للدراسات الدفاعية الخارجية: تسيير طائرة تابعة لسلاح الجو لنقل المواطنة الأردنية المصابة في غزة الخارجية تدين الاعتداء على حافلة أممية وإصابة اردنية أمير الكويت يصدر مرسوما بتشكيل الحكومة الجديدة الجيش الإسرائيلي: إصابة 50 جنديا خلال الساعات الـ24 الماضية في غزة جبر : إطلاق تقنية(wi-fi 7) يعكس إلتزامنا لعملاء أمنية رئيس هيئة الأركان المشتركة يزور سلاح الجو الملكي السفير الأردني يزور جامعة عين شمس ويبحث مع رئيسها سبل تعزيز التعاون التعليمي وشؤون الطلبة الأردنيين الدارسين فيها الأمن العام يدعو إلى أخذ الحيطة والحذر خلال المنخفض الجوي المتوقع الإدارة المحلية تعلن حالة الطوارئ المتوسطة استعدادا للمنخفض الجوي سلطة وادي الأردن تعلن الطوارئ المتوسطة تحسبا للحالة الجوية المتوقعة الملك يودع الرئيسين المصري والفلسطيني لدى مغادرتهما العقبة
مقالات مختارة

خالد رافع النهارض الفضلي يكتب: صالح سوداح .... أيقونة الفكر الحر

{clean_title}
الأنباط -
الأنباط -
خالد رافع النهارض الفضلي*
 عندما نسير في أروقة التاريخ، لا يمكننا أن نتجاوز من كانوا منارةً للهدى والنور،  أضأت لنا الدنيا فكراً وعِلماً؛ فهناك... في تلك الصروح الملكية وعلى قمم التاريخ، يقيم "صالح سوداح" مَركب العلم الذي سار في ليل الدجى قمراً تعجبت منه الأقدارُ.
 في رحلته الشاقة حمل قنديل الفكر  بيمينه، وبالكفة الأخرى عظمه المُكسّر، وحينما سقطت الهمم وفسدت الذمم؛ كان مملوءً بالسخط والاستياء من الظروف الكابوسية والأيام المظلمة التي تعيشها الأمة العربية، وكيف تردى بها الحال وبلغ الهوان منها مبلغ، حتى لبست لباس الذل وقناع الخوف، فأضحت تقدس جلاديها وتعلي طواغيتها، فلاغتها الأمم بلا استحياء، وعطفت عليها بثوب الازدراء. 
 لم يكتفي "صالح سوداح" بحلم الوحدة العربية، بل سعى أيضاً إلى تطهيرها من دنس الصهيونية ورجسها، ودعا بلسانه وقلمه إلى اجتثاث المُحتل ورميه في مزبلة التاريخ وأن كانت أطهر منه في حد تعبيره. كما ترددت صدى كلماته عبر الفضاء وعبر السنين وارتجف العالم منها "الوطن أو الموت" كثائر رهن دمه في سبيل ثرى فلسطين ووطنه.
 أما تصانيفه فهي في سماء الوجود كواكب، تهاوى إليها كل ظامئ، وفي التراجم غاص عميقاً في سراديب نصوصها، فأنطق لنا عبارات مفهمة، فككت كل رمزاً وفكرة. وسار بلغة الضاد حتى تغلغلت في قرارة نفسه، فبرز فيها إلى الغاية القصوى، فقد تفانى في رفع منارها في كل محفل، وباهى بشعورها الرياض وزهره، فكان يكتب عن سحرها وجمالها كالعشاق الذي يبث أشواقه ولهيب عواطفه.
 صالح سوداح سليل أسرة أشتهرت بالعلم والنبوغ، الناهضين بأثقال الفضل وأعبائه، فهم لم يرثوا المجد عن كلالة، ولم يغب تاريخهم في طي النسيان، تفرقوا في البلاد وجمعتهم بطون الكتب واستلقت سِيرهم على رفوف المكتبات بكل عزةً وشموخ. 
كان حقَ علينا اليوم أن نستذكر سيرته العطرة التي كلما سُئل عنها فاحت مسكاً، ولا يزيدنا تأملنا فيها إلا حسناً. "صالح سوداح" أحد الشهب السيارة، وأيقونة الحرية والفكر الحر هو، الشاعر أذا ما أردته شاعراً، وهو الفيلسوف الذي ملئ العالم منطقاً، وهو المترجم الذي بذّت فصاحته أهل اللغة ودهاقنتها، كأن الألفاظ تتحاسد في السباق إلى خواطره والمعاني تتغاير في الانثيال على أنامله. ومن قراءة له تمنى أن يفقد الذاكرة ليستعيد حلاوة القراءة مرة أخرى.
*خالد رافع النهار الفضلي: أستاذ محاضر وباحث في الفلسفة، ومتخصص بالشؤون التاريخية والدولية، ومستشار رئيس الاتحاد الالكتروني الدولي للقلميين أصدقاء الصين للعلاقات الاردنية الصينية.