الأنباط -
حتى في زمن كورونا وفي حياتنا اليومية العديد من المفارقات المذهلة والتي تمثل حالات غير طبيعية في العرض والطلب لدرجة التطرف أو الغلو أحياناً، تماما 'كالمطففين' حيث ما لهم يختلف عما عليهم، وهذه المفارقات تؤشّر لحالة أنانية مفرطة دونما رحمة أو مشاركة مع الآمر؛ وتالياً بعض اﻷمثلة على ذلك:
1. اﻷخذ والعطاء: الناس عندما يسألون رب العزة يطلبون الفردوس اﻷعلى وهي أعلى درجات الجنان، بيد أنهم يلملمون من جيوبهم 'الفراطة' وليس الدراهم لسد طلبات ذوي الحاجة؛ وهذه المفارقة عجيبة بين الأخذ والعطاء..
2. زواج: البعض يفتش عن عروس من أهل الخلق ﻹبنهم سيء الخلق؛ وهذه مفارقة عنوانها إختيار الأفضل لجانبنا بيد أننا نعطي الأسوأ.
3. اﻷباء واﻷبناء: تربية ومتابعة اﻵباء للأبناء كالنقش في الحجر وبإهتمام وعناية جداً، بيد أن بعض اﻷبناء ينتظرون والديهم للزوال عن هذه الدنيا حتى عندما يناولوهم حبة الدواء؛ وربما هنالك دمع في الورثة أو تحقيق مكتسبات أخرى.
4. فقراء وأغنياء: عند شراء البضائع من الفقراء يتم 'مفاصلتهم' وتبخيس بضاعتهم، بيد اننا نشتري من اﻷغنياء في المولات وغيرها أنّى كانت اﻷسعار؛ وهذه مفارقة الكسب من الفقراء وعدم منحهم أسعار بضاعتهم؛ ولهذا فالميزان غير متوازن.
5. المنزل واﻷماكن العامة: إستخدامات البعض للماء والكهرباء وكل شيء في منازلنا دوما بتقنين وترشيد، بيد أن إستخداماتهم لذات اﻷشياء في اﻷماكن العامة بهدر وفوضى؛ والمفروض ألا نحترم أنفسنا إن لم نتمكن من تجسير هذه الهوة بين المنزل والمكان العام.
6. شباب وصبايا: بعض الشباب يسمحوا ﻷنفسهم بإقامة علاقات غير شرعية مع بنات الناس، لكنهم يذوبون شرفا عندما يتعلق اﻷمر بأخواتهم؛ ولو فكّر كل إنسان بهذه النقطة سيتم ترسيخ منظومة القيم بأمانة.
7. المطلوب: مطلوب عدم الكيل بمكيالين، ومطلوب عدم اﻷنانية، ومطلوب وضع أنفسنا مكان اﻵخرين؛ وبهذا تستقيم الحياة وتستدام في المواءمة بين مسألة الحقوق والواجبات.
بصراحة: قبول أو رفض هذه المفارقات مسألة تؤشر لشوزفرينيا عند البعض، والمطلوب التعامل باﻷخذ والعطاء بنفس الروحية؛ دونما
تغوّل إحداهما على الآخر؛ وبالطبع هذه طلبات مثالية؛ ولكن مطلوب المواءمة بين الإخذ والعطاء.
صباحكم ورد وفل وياسمين