تحيه لرجال الامن العام البواسل هيئة تنشيط السياحة تختتم مشاركتها في معرض IBTM Barcelona 2024 تحليل أمني واستراتيجي شامل لحادثة الرابية: انعكاسات ودلالات في ظل التحديات الإقليمية "صناعة عمان" توقّع اتفاقية لتطوير أول منصة إلكترونية لتبادل النفايات الصناعية في الأردن رئيسا الوزراء والنواب: غايتنا تنفيذ مضامين خطبة العرش السامي جيدكو تشارك في قمة الريادة بالدوحة الجمعية الأردنية للماراثونات: استكمال التحضيرات لسباق أيلة نصف ماراثون البحر الأحمر إطلاق حملة للتوعية بأهمية الأمن السيبراني في مكافحة الفساد يهود أوروبا، التضحية بنتنياهو لإنقاذ اسرائيل السفارة الأردنية في الرباط تقيم معرضا للفن التشكيلي مجلس الأعيان يُدين الاعتداء على رجال الأمن العام عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال زين تطلق مبادرة لتمكين ذوي الإعاقة لبنان: شهيد اثر قصف إسرائيلي عنيف لبلدات جنوبية عمان الأهلية الثانية محلياً على الجامعات الاردنية بتصنيف التايمز لجودة البحوث العلمية متعددة التخصصات 2025 حماية المستهلك: ترفض تفرد نقابة الاطباء بتحديد الاجور الطبية وتطالب بتعديل التشريعات حزب عزم في بيان له هذا الحمى الاردني الهاشمي سيبقى عصيا شامخا على كل خوان جبان نظرة على الوضع المائي في الأردن مندوبا عن الملك.. العيسوي يطمئن على صحة مصابي رجال الأمن العام بحادثة الرابية المياه تواصل تنفيذ البرنامج التوعوي في مدارس المملكة

حاجتنا إلى مشروع وطني شامل

حاجتنا إلى مشروع وطني شامل
الأنباط -


جاءت جائحة كورنا لتلفت الإنتباه, إلى حقيقة دور الكثير من مؤسسات المجتمع المدني خاصة الممولة أجنبياً, والكثير من المبادرات التي كان يزدحم بها فضاء وطننا في مختلف المجالات، والتي كان أصحابها والداعمين لها يقولون أنها تهدف إلى خدمة الوطن والمساهمة في نهضتة ، وتحسين مستوى معيشة المواطن، غير أن أحداً لم يلمس أثراً لها خلال فترة الجائحة, يوم كان الوطن بحاجة جهود كل أبنائه خاصة في مجال التكافل.
لقد كشفت هذه الجائحة حقيقة الكثير من الأطر والمبادرات, علماً بأن الكثير منها لم يكن يصل إلى غاياته أصلاً, ولم يشكل إضافة نوعية حقيقية لمسيرة الوطن ، بل كان يتحول في معظم الأحيان إلى مجرد بالون زينة أو فقاعة إعلامية، ولتحقيق فائدة محدودة لهذا الشخص أو ذاك. إضافة إلى أن الكثير منها كان متشابهاً ومكرراً ومجتزءاً, كما اقتصرت على منطقة معينة، أو فئة اجتماعية معينة، مما غذى الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية الجامعة.
إن إخفاق هذه الأطر والمبادرات يعود إلى أنها لم تنطلق من نظرة وطنية شاملة لتصب في مشروع وطني متكامل يصنع صورة الدولة التي نريد بنائها، وهو المشروع الذي صار بناءه الآن ضرورة ملحة, للحفاظ على هوية الدولة الأردنية ومجتمعها. وكذلك تحديد مرجعياتها الأقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية ... ألخ, وكذلك تحديد أهدافها وأولوياتها في كل المجالات والقطاعات, ثم تحديد أهداف واولويات كل قطاع ضمن خطة للتكامل بين القطاعات المكونة للدولة في إطار تنسيق الجهود وحسن توظيف الإمكانيات البشرية والمادية, وكذلك آليات تحقيق كل هدف من الأهداف الوطنية وآلية متابعة تحقيقه والإمكانيات المطلوبة لذلك،وكذلك آلية المتابعة والتقيم ثم محاسبة كل مقصر أو متقاعس أو مهمل، بعد أن يحدد المرجعيات الحاكمة ومعايير الحكم على المواقف والأعمال.
كما إن من شأن بناء هذا المشروع حشد الجهود والإمكانيات الوطنية البشرية والمادية وتنسيق عملها، ومنع الازدواجية والتكرار والتضارب بينهما، والتوفير في الجهد والوقت والمال، وقبل ذلك توحيد للاستراتيجيات والبرامج وخطط العمل، وضمان لاستمراريتها باعتبارها خطط وطنية عابرة للحكومات، غير خاضعة لتقلبات الأمزجة والاجتهادات الفردية، التي عانينا منها طويلاً في السنوات الأخيرة وافقدتنا مزايا المؤسسية وتراكم الإنجازات.
إن تجربتنا مع جائحة كورنا تؤكد ضرورة العمل بسرعة لبناء مشروع وطني أردني شامل لكل الأسباب التي أشرت إليها أعلاه, بالإضافة إلى أن بناء هذا المشروع يضبط إيقاع الدولة والمجتمع، وينسق جهود أبنائها ومؤسساتها الرسمية والأهلية، ويرشدها، ويجعلها جهوداً متكاملة غير متضاربة، ولا ازدواجية بينهما،كماأن بناء هذا المشروع سيجعل منه حاضنة مهمة لتحقيق الإنصهار الوطني وبلورة الهوية الوطنية الجامعة، كما سيكون عنصراً حاسماً في بناء الروح المعنوية للأردنيين وشد عصبهم الوطني،وتعزيز انتمائهم لوطنهم وولائهم لقيادتهم، مما يعني خروج شرائح كثيرة من الأردنيين من حالة الإحباط وحالة اللامبالاة التي سيطرت عليهم في السنوات الأخيرة،إلى حالة الحيوية والإنتاج كما نريد جميعاً.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير