الأنباط -
الأنباط -الى السيدة الراحلة امينة سمرين ( ام حنين )
كانت في الظل ظلاله الوارفة
لا يحتاج مجالسها الى كثير عناء كي يكتشف عذوبة روحها واقبالها على الحياة والناس ، وهي التي زرعت حياة محمد باربع شجيرات ظللن حياته ، جوري وبرتقال وياسمين ونخيل وظل هو مثل جميزة باسقة ، جذور ضاربة وجذع متين ، فهو ابن شهيد وتربية سنديانة فلسطينية باسقة حملت اسم ارملة شهيد .
لا اعلم كيف نجح خبيث المرض في الدخول الى جسدها ، لكنني موقن انه جاء متسللا ، فأمينة التي لها من اسمها كل النصيب ، مستيقظة دائما ترعى ابنها البكر الذي كان على هي زوج قليلا ورفيق درب كثيرا وشجيراته اليانعات ، واجزم انها في غمرة انشغالها بهم غافلها الخبيث ، فعينها كانت يقظة حتى على شكله الآدمي حين تسلل الى فلسطينها على هيئة احتلال بغيض .
فخبرتها مع السرطان طويلة ربما تفوق سنين رفقتها للحبيب محمد الصقر القومي الباسق ، لكنها انشغلت بهم وكدأبه تسلل بخيانة فارهق جسدها لكنه قطعا لم ينل من عزيمتها ، فكانت ارادة الله سابقة لمقاومتها التي استنزفتها سنوات اللجوءوالصمود والغربة .
هل أبث بعض عتب على توقيت الرحيل ، ربما ، فالصديق الباسق انحنى جذعه بالرحيل ،والصبايا كبرن والشجيرات أثمرن رطبا جنيا ، لكن طعم اليتم ماسخ ، مهما بلغنا من العمر يا رفيقة ، وثمة عمر لا يصلح فيه الترمل .
اليوم ارثيك معاتبا الرحيل وترك ملوحة في حلق محمد وعينيه وانت التي كنت في الظل ظلاله الوارفة ، وكنت صموده وظهره ، لكن أجزم انك كنت فارسة في الحياة وصنديدة في المقاومة ورقيقة مثل ورقة نعنع في الأمومة والرفقة ، فلروحك الرحمة وعليك السلام .