الأنباط -
اعتدنا منذ زمن ان نرى مشاهير ابطال الرياضة ونجوم الكرة الكبار في العالم ..يعتلون اعلى المناصب الرياضية بعد الاعتزال مباشرة .. حيث يتولون رئاسة الاتحادات الرياضية في بلدانهم او رئاسة الاتحادات القارية والدولية ..الى جانب تولى مناصب رفيعة متقدمة في الدولة وزير او مسؤول اول او غير ذلك ..شاهدنا مثلا نجم الكرة الفرنسية الشهير ميشيل بلاتيني يتولى منصب رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم ..والالماني توماس باخ بطل المبارزة الاولمبي السابق يتولى حاليا منصب رئيس اللجنة الاولمبية الدولية ..ولا ننسى بالطبع نجم ليبيريا جورج ويا الذي يتولى حاليا منصب رئيس الجمهورية في بلده ..!!
لكن على المستوى العربي قليل ما نشاهد الرياضي العربي يحتل مكانة عالية في بلده ..حصل هذا مرات قليلة في المغرب على سبيل المثال تولت النجمة الاولمبية نوال المتوكل منصب وزير الشباب والرياضة ..وفي تونس تولى النجم طارق ذياب منصب وزارة الرياضة ولذلك تجدنا نفرح كثيرا وتصيبنا البهجة بعد ان صوت البرلمان العراقي وبالاجماع على اختيار نجم الكرة العراقية السابق واحد افضل المدافعين على مستوى الوطن العربي عدنان درجال وزيرا للشباب والرياضة في حكومة رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي .. ليكون هذا الاختيار بمثابة الانتصار للرياضة العراقية التي عانت كثيرا وبات من العدل ان تعود الى سابق عهدها بعد مراحل طويلة من الصبر والعذاب ..وهي التي حرمت طويلا من خوض منافساتها الكروية على ارضها وبين جمهورها الاصيل ...
ان اختيار النجم درجال يعد مكسبا للرياضة العراقية عموما وكرة القدم على وجه الخصوص ..لا سيما وان درجال يعد من نجوم الكرة الكبار ومن جيل العمالقة المعروفين من امثال فلاح حسن وحسين سعيد وعلي كاظم واحمد راضي ورعد حمودي وسعد قيس وناظم شاكر ..وغيرهم من جيل الامس الذين قادوا الكرة في العراق الى حصد العديد من البطولات العربية والخليجية والاسيوية وحفروا اسمائهم في سجلات المجد ليذكرهم جيل اليوم بالكثير من الفخر والاعتزاز .. ومن شأن هذا الاختيار ان يعزز من مكانة الرياضة العراقية ويدفع بها خطوات كبيرة نحو مراتب المقدمة ..الى جانب الدعم الذي سيوليه ايضا للرياضة العربية بما عرف عنه من مواقف مشهودة في هذا الاتجاه ...
يدفعنا اختيار درجال لهذا المنصب الرفيع ..للحديث حول اهمية تصدي نجوم الرياضة في الوطن العربي للعمل الاداري في المواقع المختلفة التي تحتلها في العادة شخصيات لا ترتبط حكما بالرياضة ..وياتي اختيارها بالنظر لمكانتها او رصيدها الاجتماعي فحسب ..فما احوجنا للرياضيين الحقيقيين ليكونوا في واجهة العمل الاداري فهم وحدهم الاقدر على العمل ومعرفة معاناة اهل الرياضة بحكم مرورهم بتلك المعاناة ومقدرتهم على تحسس احوال زملائهم ..واهلا بالنجم عدنان درجال ..