الأنباط -
كان نصيب وقدر محافظة إربد أن تكون بؤرة ساخنة مبكراً لفايروس كورونا منذ بداية الجائحة وبدء تأثيرها على المملكة الأردنية الهاشمية، وكان قدرها أيضاً أن تتوالى الإصابات لأسباب مختلفة في قصبتها وبعض ألويتها وقراها، لكن وللأمانة كانت طريقة التعامل مع الأزمة وإدارتها والخروج منها بأقل الخسائر لتكون محافظة إربد برمّتها ومنطقة الشمال خالية من كورونا كما مناطق المملكة كافة والحمد لله تعالى، كانت طريقة حضارية وعلمية وتشاركية والفضل في ذلك بعد الله لمركز الأمن وإدارة الأزمات وخلية الأزمة فيها والتي قادها جلالة سيدنا بإقتدار، والفضل في ذلك بإربد كان يعود للحاكمية في محافظتها والمتمثّلة بعطوفة المحافظ السيد رضوان العتوم والمجلس الأمني واللجان الصحية الأخرى المنبثقة عن مديرية الصحة ومستشفى الملك المؤسس وكليتي الطب في التكنولوجيا واليرموك والخدمات الطبية الملكية ولجنة الأوبئة الأكثر أهمية في ذلك، وغيرها، والأمور تقاس بنتائجها فقد قاد عطوفة المحافظ العتوم الأزمة بحصافة القيادة التشاركية الملهمة التي تأخذ بالأسباب وتسمع للآراء الطبية والأمنية والتعليمية والخدمية وغيرها، فشكّلت إدارة الأزمة في إربد قصة نجاح وطنية يشار لها بالبنان:
1. من القلب نبارك لخلية الأزمة في إربد الشماء برئاسة عطوفة المحافظ السيد رضوان العتوم وفريقه العامل من كل الجهات ذات الإختصاص على إنجازاتهم التي شكّلت قصة نجاح وطنية أدّت للخروج من أزمة كورونا بسلاسة وبتخطيط وتنظيم مدروسين وفق الأساليب العصرية والحضارية للإدارة ذات النهج التشاركي المتمثّل في فريق عمل شكّل خلية ديناميكية دائبة الحركة.
2. كما أن إدارة ملف كورونا في الشمال من خلال الإرتكاز على الأسس العلمية والقرارات الطبية الرصينة والسديدة والتي تولّاها الدنمو الأخ الدكتور وائل الهياجنة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وتشبيكه مع لجنة الأوبئة الرئيسة قد آل إلى إتباع منهجية علمية ترتكز على أساليب التقصّي الوبائي والوقاية والتغذية الراجعة وتغذية هذه المعلومات العلمية للحاكمية في إربد ومركز الأمن وإدارة الأزمات، فكان العمل بروح الفريق.
3. الجهد الكبير الذي قاده رئيس مجلس الحاكمية في محافظة إربد يسجّل في ميزان وطنيته ووطنية كل فرد من فريق العمل ساهم في جلاء الغُمّة عن إربد وألويتها وقراها وبواديها ومخيماتها، وهذا الجهد هو جزء من الجهد الجمعي المترادف الذي قامت به أجهزة الدولة الأردنية كافة والتي أجادت وأبدعت في الملف الطبي فحمت الوطن والمواطن، واليوم بدأنا في الملف الإقتصادي الذي نأمل أن ننجح به هو الآخر.
4. جهود أبناء الوطن من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة وأجهزتنا الأمنية البطلة كانت متميزة هي الأخرى، فقيادات منظومتنا الأمنية في إربد هي الأخرى ساهمت بإتّزان وحرفية في تعزيز الأمن المجتمعي ومتابعة إلتزام المواطنين في الحظر الشامل والجزئي في المحافظة مترامية الأطراف والممتدة لتسع ألوية وتشكّل كثافة سكانية ليست بالسهلة.
5. لقد كانت إجراءات الحجر على الألوية والمناطق الموبوءة وقتئذ تتم بحرفية عالية، وساهمت الإجراءات الرسمية وإلتزام المواطنين بالخروج من عُنق الزجاجة خلال الوقت المحدد تماماً، وتعافت إربد وأهلها وكان المسؤولون فيها على قدر المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم وكانت قلوبهم على الوطن والمواطنين، فكان النجاح بإمتياز حليفهم.
6. كما أن جهود الكوادر الطبية واللجان الطبية من أوبئة وتقصي وغيرها كان لها فضل كبير في توفير المعلومة في وقتها لمتخذي القرار، فكان التناغم بين الحاكمية ومجالس القرار من جهة وبين الروافد العلمية والتخصصية من جهة أخرى، وبالطبع ما عزّز قصة النجاح هذه السمفونية الشاملة من التكاملية والتنسيق بين كل الجهات.
7. مطلوب اليوم ومن جميع الأردنيين وضيوف الوطن ونحن نعود تدريجياً لمواقع العمل والإنتاج أن لا نُضيّع هذه الجهود الوطنية المخلصة سواء للحاكمية وفريق مكافحة الأزمة في إربد أو الجهود الرسمية والوطنية التي قادها بإقتدار جلالة سيدنا حفظه الله ورعاه، وخصوصاً أن ذلك يقتضي ضرورة التباعد الإجتماعي والمسافات الآمنة والإبقاء على التحوّطات وأساليب الحذر اللازمة خوفاً من هجمات مرتدّة جديدة لا سمح الله تعالى وخصوصاً بعد عودة الطلبة والأردنيين من الخارج!
بصراحة: نثمّن الجهود الوطنية المخلصة التي قادها جلالة الملك المعزز ونفذّتها الأجهزة الرسمية والتي ساهمت في حماية الوطن وأهله من هجمات وتغوّل فايروس كورونا، ونخصّ قيادة ومجلس الحاكمية والجيش والأمن واللجان الطبية والكوادر التعليمية في محافظة إربد سوسنة الشمال، ومفتاح النجاح هذا كان التشاركية والتنسيق والإدارة الحصيفة، وندعو الله مخلصين أن تكون جهود الجميع في موازين مواطنتهم ووطنيتهم وحسناتهم.