الأنباط -
جواد الخضري
فايروس الكورونا الجائح ، المستجد ، الوباء سموه كيفما شئتم يبقى يشكل خطرا على الإنسانية جمعاء ، فمن المفترض ان نطبق جميعا جميع التعليمات الصادرة من الجهات المختصة والالتزام بها ، يأتي ذلك للمحافظة على حياتنا وكون الوباء منتشر عالميا عدا عن الخطورة التي يسببها فيروس الكورونا . لكن دعوني أتحدث لكم عبر كلمات مكتوبة لعلها تصل إلى العقول والقلوب وتعيها كل أذن صاغية ما بين النصيحة والدعوة للالتزام من الجميع دون استثناء مواطنين ومسؤولين . أحبتي جميعا من منا ليس له أب ، أخ ، ابن ' قريب وصديق يعمل في المجالات الطبية او الجهات الأمنية بكل قطاعاتها وكل من له علاقة مباشرة في التعامل مع المواطنين . اكيد يوجد لذا يجب علينا أن نحميهم كيف ؟ من خلال اتباع التعليمات والعمل على تطبيقها بكل امانة وتجرد بما يكفل تطبيق اجراءات السلامة العامة . ما دفعني للكتابة مشاهداتي ومتابعتي كمندوب صحفي لبعض التصرفات اللامسؤولة من قبل البعض الذين غاب عنهم الانتماء الحقيقي وتغلبت عليهم الأنانية وحب الذات دون الشعور بالعبء الثقيل الملقى على عاتق الكوادر الطبية العاملة باقسام الاسعاف والطواريء باقي الاقسام الطبية والاسعافية (نشامى الدفاع المدني ) ورجال القوات المسلحة الحارس الأمين للوطن والعين الساهرة نشامى الأمن العام وباقي الأجهزة الأمنية وكافة العاملين بالمؤسسات العاملة والتي لها تماس مباشر مع المواطنيين .
دعوني استعرض لكم بعض من المشاهدات السلبية لفئة لا تتعدى ما نسبته 001% تعمل على تجاوز القانون تتسبب بالإزعاج وحرمان الاخرين من الحصول على حقهم . حالات مرضية غير طارئة لا تستدعي حالتهم حتى الوصول لاقسام الاسعاف والطواريء رأيتهم يقومون بالإتصال بالدفاع المدني من خلال الخط الساخن 911 منهم على سبيل المثال امرأة احضرها الدفاع المدني خلال فترة حظر التجول وفي حدود الساعة العاشرة ليلا وحين سألها الطبيب عن سبب مجيئها أفادت بأنها تريد عمل فحص حمل ،وشاب يبدو أنه شعر بالملل فحضر في حدود الساعة الثانية عشر ليلا وقال للطبيب جئت لفحص الضغط وهو يتبسم ،كما أن رجال الدفاع المدني وخلال 4 ساعات قاموا بإسعاف مواطنين من مناطق تبعد عن قسم الإسعاف والطوارئ ما يقارب 120 كيلو متر أحدهم يشتكي من ثالول بسيط بحجة أنه يؤلمه .
لقد قمت برصد ما يزيد على 90 حالة قام الدفاع المدني بالمجيء بهم وحالتهم لا تحتاج لأكثر من حبة مسكن أو مضاد حيوي من بينهم 5 حالات تعتبر طارئة ،الآن وبعد ما قرأتم بعض من هذه المشاهدات سأترك لكم كمواطنين الحكم وتقدير الموقف الاستثنائي الذي يمر به الوطن كما تمر به دول العالم أجمع ، الحمد لله أن الأردن كان سباقا باتخاذ قيادته القرارات الصائبة وقد سبق الأردن دول عظمى ولديها من الإمكانات الطبية وغيرها .
الرسالة الثانية موجهة لكافة المسؤولين وأصحاب القرار أن يكونوا على قدر كبير من المسؤولية باتخاذهم قرارات صارمة تجاه هؤلاء المستهترين واللذين لا يعجبهم الصرامة والتدابير والإجراءات الوقائية وذلك بفرض غرامات مالية على كل حالة غير طارئة تعمل على تأخير الخدمة لمحتاجيها الفعليين لأنه من وجهة النظر أن اتخاذ إجراءات فعلية ستعمل على الحد من تصرفات المستهترين لأن الطبيب والممرض والفنيين هم الأكثر عرضة للإصابة بعدوى الفيروس وأيضا رجال الجيش والأمن العام والدفاع المدني .لإنه لا سمح الله لو انتقلت العدوى إليهم فهذا سيشكل كارثة لا قدر الله ، كما أوجه نداء لأصحاب القرار أن يعملوا على تأمين الاحتياجات الوقائية اللازمة والضرورية لهم حتى يستطيعوا أن يجنبوا أنفسهم خطر الإصابة فهم جميعا خط الدفاع الأول في مواجهة خطر الفيروس ،حمانا ووقانا الله عز وجل جميعا من هذا الوباء.