خلال السنوات الاخيرة وتحديدا من الثورة الشعبية السورية لاسقاط النظام عام ٢٠١١ ابتعدت تركيا عن الطريق دولا ومؤسسات بدءا بالولايات المتحدة فانتهاء بدول الاتحاد الاوروبي مرورا بحلف النيتو … وقد انعكس الخلاف التركي الامريكي خاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا سعيا على علاقات مع الغرب بسبب الدور الغربي تلعبه الادارة الامريكية في المنظومة الغربية ومالا ومؤسسات.
فالخلاف التركي الامريكي حول الثورة السورية وضرورة دعمها امريكيا ابعد تركيا عن السياسة الامريكية ليأتي الانقلاب الفاشل في تركيا ليزيد موقفي البلدين تباعدا ومع التدخل التركي في الازمة السورية وكره تركيا للقيادة السورية انعكست العلاقات الثنائية ومع شراء تركيا لصفقة الصواريخ ٥٤٠٠ الروسية ابتعدت تركيا عن حلف شمال الاطلسي التي لا تكتفي الا بانظمة دفاع واسلحة غريبة … اما روسيا فقد حاولت ضم تركيا الى معسكرها الرامي لابتلاع سوريا بالتعاون مع ايران ودولها عسكريا حتى لو اقتضى الامر تهجير الشعب السوري بكامله وكونت روسيا وتركيا وايران تحالفا باسم تحالف استانا للاستئثار بالازمة السورية وابعادها عن مؤاتمرات جنيف التي تسعى لحل سلمي باشراف الامم المتحدة ورأت روسيا في هذا الحلف اضعافا للمعسكر الغربي بقيادة امريكا …
ابان الازمة الاخيرة في ادلت التي وصت لحد الصراع العسكري بين روسيا وتركيا ادركت تركيا اهداف العراق المتمثل بحسم المسألة عسكريا مع النظام وايران بغض النظر من موقف الحليف التركي وقد تكالبت القوى الايرانية والنظام وروسيا على تركيا لدرجة انها طلبت مساعدة عسكرية من حلفائها في حلف النيتو رغم ان امريكا لم تقدم اي مساعدة عسكرية او مادية. الوضع الذي آلت اليه تركيا في مواجهة قوات روسيا والنظام وايران في شمال شرق سوريا جعلها تفكر بالعودة الى المؤسسات الغريبة وخاصة حلف النيتو التي هي عضوة فيه بالاضافة الى الاتحاد الاوروبي الذي تمكن ان يقدم الكثير على صعيد حل الازمة السورية بما في ذلك استيعاب اعداد كبيرة من امواج اللاجئين التي تتدفق بالملايين الى تركيا … يضاف الى ذلك فان دول الاتحاد الاوروبي يمكن ان تقدم مساعدات لسحب قواتها من سوريا وترك النظام يلاقي مصيره وكانت مع القرار والدول المتعاطفة والداعمه لهم.
اردوغان زار بروكسل والتقى الدول الاعضاء في حلف النيتو التي ابدت استعدادها لدعم تركيا عسكريا في مواجهة الاطماع الروسية والايرانية ومواجهة الارهاب الذي يهدد الاوضاع في كل من سوريا والعراق كما التقى عدد من ممثلي دول الاتحاد الاوروبي التي هي اعضاء في حلف النيتو وبحث معهم الهجرة السورية وغيرهم من اللاجئين طالبا الباكستانيين والافغان الى الدول الاوروبية وشرح لهم معاناة تركيا التي تكاد تتحمل وحدها عبء الهجرة حيث تعتبر ممرا للاجئين ويقيم فيها اكثر من اربعة ملايين لاجئ سوري وعراقي وافغاني.
واعرب اردوغان عن امله في ان يتم التوصل الى اتفاق جديد بشأن اللاجئين والاتفاق الذي ابرمه الاتحاد الاوروبي مع اوروبا عام ٢٠١٦ بعد ان تدفقت ملايين اللاجئين من افغانستان واسيا وافريقيا وسوريا والعراق الى تركيا تدفقت الى القارة الاوروبية ..
اردوغان يريد تجديد الاتفاق بما يخدم اهداف تركيا ويمكنها من زيادة قدرتها على استيعاب الملايين من المهاجرين وايجاد العمل المناسب لهم بالاضافة الى ايجاد السكن الملائم لهم ولو بشكل مؤقت للتعرف على الاوضاع في سوريا كما كانت قبل قيام الثورة الشعبية عام ٢٠١١ ويتم التوصل الى حل سلمي للازمة السورية ويتمكن السوريين من اجراء انتخابات برعاية ورئاسة شرعية وتجاوز الشعب السوري المحنة التي مر بها على مدار سنوات ويعيد بناء بلده ووطنه ويسهم في تطويرها وبناء اقتصادها لتعود سوريا كما كانت دائما مصدرا للخير والرفاه والعمران … !!!