هناك مأخذ على كثير من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يضمن خطابها العملي او الاعلامي مضامين تجعل الناس في حالة يأس واحباط وخمول ، وعلى ان الحلول للازمات عصية متغاضين عن مدى توفر فرص الاستثمار في كافة المجالات في هذا الوطن اذا ما احسنّا استثمارها واستغلالها بشكل أمثل، متغاضين عن الجانب المشرق من هذا الوطن ونعمة الامن والامان والاستقرار ، متغاضين عن التكافل والتضامن الانساني والمجتمعي في هذا الوطن معتبرين ان الفرد فيها يعيش حالة انعزالية وانطوائية لاسباب كثيرة .
فهناك وصايا للخالق سبحانه وتعالى ، وهناك قيم منقوشة ازلياً ، فاثبات وجودنا ونجاحنا ومواجهتنا للازمات هو فزع انساني وطني تحتمه علينا المتغيرات والظروف الاقليمية والتحديات الداخلية والخارجية ومدى قدرتنا على الاصلاحات .
فعليهم ان يصوبوا اسهمهم واهتمامهم نحو الجانب السيء من الحياة في هذا الوطن ، لاصلاحه لا لاستثماره، فالاصلاح المنظم يبدأ من الذات نفسها ، وكل انجاز لا يرتكز على خبرة وتجربة مآله الفشل ، وان الارادة والعزم والتصميم نحو العطاء مقرون بالفهم والتخطيط السليم .
وعلينا ان نعي ان مسؤوليتنا اكبر بكثير مما نستطيع تقديره آنياً وعلينا ان لا نقلق من تردي الاوضاع لان الانسان كائن قلق بطبيعته ، وعلينا ان نجعل اياً كان يؤثر علينا لأن ننفلت عن مسؤوليتنا لمجرد طروحاته وافكاره التي تنسجم مع مصالحه ومنافعه وأهدافه وغاياته .
وعلينا ان نتساءل دائماً ماذا يمكن ان يحدث لو فعل الناس ما تسعى اليه تلك الفئة من تخريب ودمار وتحريض وفتنة ، ولا يعطل القلق الفعل والعمل والانجاز والتحلي بالنزاهة وعدم الكذب ومحاربة الفساد .
فالمواطن ( الانسان ) هو مستقبل الانسان ، لان علينا ان نصنعه بأيدينا وان لا نستسلم للخمول واليأس والقلق ، وان نتخلى عن الوهم الذي يزرعه الاخرون في عقولنا سلبياً بل يجب ان يسود نظام التعاضد ، لان الظروف كانت ضدنا وقدمنا الجواب للدولالمجاورة وطنياً وقومياً وانسانياً ، ونستحق افضل بكثير بالدعم مما نحن فيه من حجم الالتزامات وكبر الازمات .
فهناك من يسعى للفوضى وهناك من يعتبر نفسه الخيط الناظم الذي نسترشد به بوعيه وعقلانيتة ، فهناك شيء وانجاز على ارض الواقع تحقق على مدار السنين ، وهذا افضل من ان لا يكون هناك شيء كما هو الحال بالدول التي طالها الدمار الداخلي .
وعلينا ان نصنع نموذجاً مجتمعياً منظماً يحقق وجوده وتماسكه ضد اية تدخلات وآليات تسعى الى ان تفككه ، فهناك معايير قيمية واخلاقية للمجتمع ، وهناك تكيف من جيل الى جيل مع هذه المتغيرات مع حفظ للثوابت الاخلاقية والثقافية ، نتعايش مع التحولات الاجتماعية ومواجهة التمرد على المجتمع ومحاولة اخضاعه لفرضيات دخيلة عليه مقلداً او منساقاً مع جماعة كسباً لودها او متنفعاً منها .
Nayelmajali11@hotmail.com