المعكرونة البني.. هل تساعد حقًا على فقدان الوزن؟ السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! الكاكاو.. مشروب للتعافي من آثار التوتر لماذا يكون الاستيقاظ مريحاً من دون منبّه ؟ ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية شكل التهدئة القادمة، هل استثنيت مصالح الأردن؟ نحن وغزة.. هل يغفر الله لنا؟ لبنان.. هل اقترب الحل النهائي؟ التدريب المهني.. حل فعال لمكافحة البطالة وتعزيز الاقتصاد أكبر 10 دول … منتجة لـ الغاز الطبيعي في العالم "الأرصاد الجوية" تحذر من الصقيع “الكابينت” الإسرائيلي يصادق على وقف إطلاق نار في لبنان التربية: امتحان الثانوية العامة لجيل 2008 إلكترونيا كيف سيواجه الأردن مشروع ترمب؟ عودة 1552 لاجئا فلسطينيا من لبنان إلى سورية رئيس بلدية الكرك المعايطة يكتب عن الوطن والعشيرة وبيانها العاجل جمهورية مصر تكرم عصام المساعيد رئيس فرسان التغيير على هامش قمة الاستثمار العربي الأفريقي والتعاون الدولي. الوحدات يؤمن التأهل للدور الثاني بعد تعادل صعب مع سباهان الملك يوجه رسالة إلى رئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني انطلاق الدورة الخامسة لمهرجان الأردن للإعلام العربي تحت شعار "نصرة فلسطين"

مزرعة الأمل

مزرعة الأمل
الأنباط -

د. أيّوب أبو ديّة

خلال شهر آذار الآتي تكون قد انقضت تسع سنوات على كارثة فوكوشيما النووية التي هزت العالم وما تزال عندما انفجرت وحدات المحطة النووية في فوكوشيما دايتشي في 11 آذار من عام 2011، وما زالت الحكومة اليابانية حتى يومنا هذا لا تستطيع التحكم بالمياه المشعة التي تستخدمها في تبريد المفاعلات، ولا تعلم أين تقوم بتخزينه بعد أن استنفذت كافة المستودعات المتاحة. وبالرغم من استمرار الكارثة فإن المزارع السيد ماسامي يوشيزاوا ما زال يقيم في مزرعة الأبقار التي يملكها مع مئتي رأس من الأبقار بعد أن فقد مئة رأس منها. لقد حاولت الحكومة إرغامه على هجر المزرعة لقتل الأبقار كما فعلت مع مئات آلاف من الحيوانات الداجنة في محيط 20 إلى 30 كيلومتراً حول المفاعلات النووية المنكوبة الا أنه أصر على البقاء في مزرعته.

أطلق الإعلام الياباني لقب "مزرعة الأمل" على مزرعة أبقار موشيزازا لأنه رفض مغادرة المزرعة بحجة ضرورة إطعام أبقاره منطلقاً من بواعث إنسانية علماً بأن لحمها لم يعد يؤكل وحليبها لا يُشرب بعد تعرضها للإشعاعات. وقد دعا الأستاذ فوكوموتو رئيس معهد الشيخوخة والطب في جامعة توهوكو الواقعة في محافظة مياجي المجاورة إلى مراقبة الأضرار التي حصلت للحيوانات للتعلم منها، وبخاصة القروح ونزيف الدم على الجلد الخارجي وظهور بقع بيضاء على جلدها الأسود، إذ يعتبر فوكوموتو أنها فرصة ثمينة ونادرة لدراسة أثر الإشعاعات على الحيوانات لمدة طويلة للتعلم منها، فلم يحظ العالم بمثل هذه الفرصة في تشرنوبل عندما حصلت الكارثة الكبرى عام 1986.

وبعد انقضاء أعوام تسعة على كارثة فوكوشيما ما زالت الأرض والمياه والطبيعة كلها ملوثة بالإشعاعات حول مزرعتي، يقول ماساما يوشيزاوا عند زيارته للأردن، ولا يساعدنا أحد في التخلص من التربة الملوثة، لذلك فإنها سوف تبقى كذلك إلى أمد بعيد. ولكننا سنبقى هنا حتى النهاية ولن نغادر موقعنا مهما كان الثمن لنقوم بتذكير الناس بأن الإشعاعات باقية لمئات السنين وأنه لا توجد نوايا رسمية لمعالجة المشكلة على المدى الطويل.

ولابد أن نوضح، يستطرد ماساما يوشيزاوا، على لسان المترجم الذي رافقه، أن هدفنا من هذا الموقف هو أن نبعث الأمل في النفوس بأن خطوات إيجابية من قبل الحكومة ربما تحدث في المستقبل، وأنه طالما الإنسان قادر على حماية الأبقار ومنعها من الموت جوعاً وعطشاً، فإنه يكون قادراً على حماية أخيه الإنسان في المواقف الخطيرة التي قد تحدث، وعلى صعيد كوني، في أي لحظة على غرار فيروس كورونا الذي بدأ يداهم العالم.


© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير