في مضافة المختار وفي جلسة ضمت عددا من رجال الحي في احد ليالي الشتاء ..كان ابو حنّا المسيحي الوحيد من بين الجلوس .. وفي عز انبساطهم واستمتاعهم بشرب الشاي وتدخين الهيشي طلب أحدهم من أبي حنا أن يفتح باب المضافة لتهوية الغرفة من دخان الهيشي الذي كان يعج من أفواه الجلوس.. وأثناء وقوفه بعيدا ارتد صوت (ضرطة) مجلجلة من بين الجلوس .. قطعت بهجة حديثهم.. نظر بعضهم إلى بعض وكل يشك في صاحبه ويحاول دفع التهمة عن نفسه.. كتم ابو حنا ضحكته ومنعاً للإحراج آثروا السكوت.. بعد لحظات نودي للصلاة.. فقاموا للصلاة دون أن يتوضأ أحد منهم.. تقدم احدهم للإمامة.. نظر خلفه ليتأكد من استواء الصف.. ليتفاجأ الجميع بوقوف أبي حنا معهم في الصف.. صاحوا كلهم بصوت واحد : يا أبا حنّا أنت مسيحي فكيف تصلي معنا..؟! فقال ابو حنا : يعني أنا اللي ضرطت..!!! ؟؟؟
اذا كان كل المسؤولين ينكرون معرفتهم بالإتفاقية ويجهلون من وقعها يعني الشعب هو اللي (ضرط)؟ .. قصدي (وقّع)!!