أثيرت حالة من الغضب العارم في الصين بسبب أزمة عاملة حرمت نفسها من الطعام ووصل وزنها إلى 21.5 كليوغرام حتى أوشكت على الموت أثناء محاولتها رعاية أخيها المريض، مُعتمدة في ذلك على إعانات الفقراء التي تقدمها الدولة وراتب قليل تتقاضاه من وظيفتين تعمل بهما.
وتعيش وو هوايان على يوانين اثنين يومياً (ما يعادل 26 سنتاً أمريكياً) منذ خمس سنوات، ما يكفي لتناول كعكة أو حصّة واحدة من الأرز يومياً بينما تعمل في وظيفتين كما تدرس بالجامعة.
وقد توفي والداها قبل عدة سنوات، ما تركها لرعاية شقيقها الذي يحتاج لرعاية صحيّة عقلية.
وتحصل العاملة التي تعيش في مقاطعة قويتشو على 300 يوان (ما يعادل 41.41 دولار أمريكي) شهرياً من الدولة، وتنال من وظيفتيها 600 يوان (ما يعادل 84.12 دولار أمريكي) كل شهر، فيما يُنفق معظم المبلغ على رعاية أخيها.
وحسبما نقلت صحيفة People’s Daily الرسمية، تجلّت الحالة المزرية للطالبة عندما نُقِلت إلى المستشفى بسبب سوء التغذية الحاد، وفي حين أنها تبلغ من العمر 24 عاماً، لم يزد طولها عن 135 سنتيمتراً فيما يبلغ وزنها 21.5 كيلوغرام فحسب.
كما تعاني الفتاة من مشكلات صحيّة بقلبها، فضلاً عن أعراض تتضمّن سقوط الشعر وطنين الأذن والأرق، ولا تتمكّن الفتاة أيضاً من المشي بطريقة سليمة أو تكبّد نفقات العلاج الطبّي لنفسها، وفق صحيفةIndependentالبريطانية.
وقد أثارت تلك الحالة غضباً عارماً على الشبكات الاجتماعية الصينية، ما أدّى إلى تدفّق التبرّعات إليها، التي بلغت 470000 يوان (ما يعادل 66650 دولاراً أمريكياً).
وبحسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانيةBBC، جذب الجدل بشأنها انتباه الحكومة الصينية، وأعلن مسؤولون أن الفتاة وشقيقها سيحصلان على إعانة طوارئ قدرها 20000 يوان (ما يعادل 2717 دولاراً أمريكياً).
بينما قال متحدث باسم مكتب الشؤون المدنية في مدينة تونغرن: «سنواصل متابعة حالة هذه الفتاة المثابرة الطيّبة».
وأضاف قائلاً: "سنتعاون تعاوناً فعالاً مع الإدارات الأخرى ذات الصلة لحل المشكلة بما تقتضيه مستويات الحد الأدنى من مستوى المعيشة، ومسؤولية المساعدة المؤقتة التي تتحملها إدارة الشؤون المدنية».
وقد تبرّع أساتذة وأقرانها بمبلغ إضافي قدره 40 ألف يوان (5565 دولاراً أمريكياً)، بينما جمع سكان قويتشو حوالي 30 ألف يوان (4141 دولاراً أمريكياً).
وأشارت صحيفة People’s Daily إلى أن قصص الفقر هذه تعد شائعة في الريف الصيني.
بينما انتقد العديد من الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي حكومة البلاد لفشلها في مساعدة الفتاة وشقيقها في وقت سابق.
تجدر الإشارة إلى أن قويتشو تعد واحدة من أفقر المقاطعات في الصين.