البث المباشر
أمنية إحدى شركاتBeyonترعى حفل سفارة مملكة البحرين في عمّان بمناسبة اليوم الوطنيوتعزّز العلاقات الأردنية البحرينية مدافئ الموت … حين تتحول الرقابة إلى شريك صامت في الجريمة "العمل" تبث رسائل توعوية لحث أصحاب العمل على الإلتزام بمعايير السلامة والصحة المهنية في منشآتهم كنيسة العقبة الأثرية: رسالة التسامح والتعايش بعد سبعة عشر قرنًا رئيس الوزراء يستقبل رئيس وزراء جمهورية الهند الذي بدأ زيارة عمل رسمية إلى المملكة إعلان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي/ دائرة التعبئة والجيش الشعبي حين يصير الهامش ملحمة: السخرية كذاكرة للطفولة والفقر ‏وزير الخارجية الصيني : الصين مستعدة للعمل مع السعودية للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات جديدة مديرية الأمن العام تحذر من المنخفض الجوي المتوقع مساء اليوم وفد كلية دفاع سلطنة عمان يزور مجلس النواب تجارة عمان تنظم لقاء تجاريا مع وفد من مقاطعة شاندونغ الصينية البنك الإسلامي الأردني يشارك بتكريم خريجي صندوق الأمان لمستقبل الأيتام منتدى التواصل الحكومي يستضيف وزير العمل الثلاثاء وزير العمل يلتقي وفدا من النقابة العامة للعاملين بالبترول المصرية 87.8 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية أمانة عمان تعلن الطوارئ المتوسطة منذ مساء اليوم الصفدي يجري مباحثات موسعه مع نظيره الصيني في عمان الزرقاء: ندوة تناقش علم الاجتماع وصناعة الرأي العام فوز خوسيه أنطونيو كاست بالانتخابات الرئاسية في تشيلي ماسك ينشر قائمة الدول الأكثر توقيفا لمعلقين على الإنترنت

الجريمة والعقاب ... !!!

  الجريمة والعقاب
الأنباط -

 نايل هاشم المجالي

لوحظ بالاونة الاخيرة اتساع حجم ونوع الجريمة بشكل ملفت للانظار واتباع اساليب وطرق لم نعهدها سابقاً في مجتمعاتنا ربما يرجع ذلك الى العديد من الاسباب ومن ضمنها البوابة الالكترونية التي فتحت مجالاً للخيال اكثر واوسع من قبل ذلك .

فعندما يدع الانسان لخيالة بالانطلاق عبر هذه البوابة الالكترونية خاصة في مواقع مخصصه للاعمال الارهابية والجرمية وغيرها فانه سوف يتغاضى عن الحدود البشرية في التفكير فينطلق سارحاً في خيالة مودعاً كل القيم والمباديء والانسانية والاخلاقية واية مشاعر ليسمح لكل الاشياء السيئة والبشعة ان تكون قابلة للتطبيق فهو يصمم ويرسم بالخيال فلم مليء بالاثارة والرعب والجريمة ويخطط حول كيفية تنفيذه فردياً او جماعياً وكلنا يعلم ان هناك حد فاصل بين الخيال والواقع يجب الانتباه له ونعلم ان معايشة الخيال في ظل وجود مواقع تغذيها وبالتالي فان ذلك يسد مجال الرؤية لدى الشخص فلا يرى هناك اي حد فاصل بين هذا الخيال وآليات تطبيقه وتنفيذه للجريمة على ارض الواقع علماً بأن وراء غالبية الجرائم ظروف اجتماعية اسرية ومجتمعية وظروف اقتصادية مالية ( فقر وبطالة ) وظروف نفسية بالاضافة لانتشار المخدرات باشكالها وانواعها وتدني اسعارها كلها تدفع الشخص لارتكاب جريمته وتجعله يسعى بكافة الطرق والوسائل لتحقيق الهدف الجرمي خاصة في ظل ضعف الايمان والوعي حيث ان الافكار السيئة تأتي للشخص من حين لآخر اذا كان يمر بظروف صعبة ولكن ديننا وعقيدتنا وايماننا ومبادئنا الاخلاقية تمنعنا من ان نفعل اي شيء منها ولكن عندما بتجرد بعض الاشخاص من ذلك كله وينساق وراء خياله فانه لا يقف عند حدود الخيال انما التطبيق ايضاً في ظل غياب الرقابة الاسرية اوالمجتمعية وهناك من المحللين يرجعون الجريمة الى الحرمان العاطفي اثناء الطفولة فيصبح مضطرباً نفسياً كذلك هناك من هم ساديين ولا يحبون انفسهم او خضعوا الى معاملة اسرية ومجتمعية متذبذبة غير ثابته وغير مستقرة وغير متزنة بحيث اصبحوا لا يشعرون اتجاه ونحو الاخرين الا بالعداوة والانتقام فمن حرموا من الحب والعاطفة والاحترام فانهم لا يستطيعون ان يعطوه لاي انسان فالاباء السيئون والغير مسؤولين عن تربية اولادهم ويتصرفون بسوء معاملة معهم والخلافات الاسرية والتفكك الاسري من اكبر الاسباب لانحراف الاولاد خاصة اذا كان هناك رفقة سوء يغذون هذا التفكير وهذا الشعور نحو ارتكاب الجريمة فالفشل الابوي في عملية التنشئة الاجتماعية نتيجة للظروف الاقتصادية وغيرها فقر وانفلات لزمام الامور والخلافات الزوجية تصبح البيئة مهيأة لانحراف الاولاد فيعملوا على اخذ ما يريدون بالقوة عما يعجزون عن اخذه بصورة مشروعة فينخرطون في الجرائم المجتمعية بصورة فردية او جماعية .

ان اي مجرم لم يكن يوما ًليولد مجرماً ولكن البيئة المحيطة به داخلياً اسرياً او خارجياً بوجود محفزات تغذي التفكير الخيالي الاجرامي والسلوك المنحرف دون رقابة الاهل تشجعه على التفكير بارتكاب اي جرم أما لو وفرنا بيئة صالحة اسرية او مجتمعية ومناخاً ملائماً للتوعية والتوجيه والتنبيه فان تصحيح المسار بوجود البدائل والفرص التي تعوض متطلبات الفرد واحتياجاته ستكون كفيلة بضبط الامور في نصابها القانوني والاخلاقي فالمجرم الحقيقي من وجهة نظري اصبحت حالياً هي البيئة التي تحيط بالشخص قبل ان يتحول الشخص الى مجرم فعند دراسة السلوكيات والدوافع للجريمة لاي شخص ارتكب جرماً ما سنجد ان غالبيتها ترجع الى البيئة المحيطة بالشخص بالاضافة الى اسباب شخصها الخبراء النفسيون والاجتماعيون .

لذلك يجب ان يكون هناك دور كبير لبرامج حماية الاسرة من حيث متابعة الاسر المعرضة الى التفكك او المعرضة الى الخطر وايجاد السبل والوسائل المساندة للمحافظة على تركيبتها وترابطها وحل بعض مشاكلها التي تعاني منها خاصة الوضع المالي والاقتصادي من خلال تشغيل بعض من افرادها او معالجة مشكلة الادمان لدى احد افرادها او معالجة المشكلة الزوجية بالتوعية والارشاد والوفاق والاتفاق العائلي كذلك اهمية تفعيل المنظمات الغير حكومية ( الاهلية ) ودعمها في تنفيذ برامج متعددة تطوعية وتوعوية ومشاركات مجتمعية ايجابية وتفعيل دور المسؤولية الاجتماعية لدى الشركات ولدى الافراد المقتدرين على تبني بعض البرامج التطوعية والبيئية والتوعوية والتدريبية بالتعاون مع كافة الجهات المعنية وخلافاً لذلك فان الجريمة باشكالها وانواعها ستأخذ بالاتساع والتنامي في ظل وجود فراغ قاتل للشباب واوضاع اقتصادية اسرية سيئة وبازدياد الفقر والبطالة وتوفر وسائل التواصل الاجتماعي المنفتحة خاصة بوجود تنظيمات ارهابية او من يغذي الانحراف والتطرف والفتنة مما يزيد من المشكلة مشاكل اكثر خطورة لذلك يجب تفعيل الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الفقر والبطالة كذلك الاستراتيجية الوطنية للشباب وغيرها وتوفير الامكانيات المادية لها لانها اصبحت من الضروريات خاصة في المناطق النائية التي اصبح فيها الانحراف والجريمة في تزايد مستمر .

Nayelmajali11@hotmail.com

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير